«الوطن» فى كواليس مسلسل «الزوجة الثانية»
زارت «الوطن» مدينة الإنتاج الإعلامى، وتحديدا «الحى الريفى»، ورصدت المشاهد التى يتم تصويرها فى مسلسل «الزوجة الثانية» بطولة آيتن عامر وعمرو واكد وعمرو عبدالجليل، ورؤية أحمد صبحى وياسين الضو، وإخراج خيرى بشارة. وأثناء الاستراحة كان لنا عدد من اللقاءات مع صناع وأبطال العمل الذى يبدو أنه سيكون مختلفا تماما عن الفيلم، خاصة من حيث الإسقاطات السياسية.
تقول آيتن عامر، التى تؤدى دور «فاطمة» الذى جسدته سعاد حسنى فى الفيلم الذى حمل الاسم نفسه: «فى البداية رشحتنى للدور علا غانم، لكن المنتج ممدوح شاهين رفضنى وذهب الدور لأكثر من ممثلة أخرى، ثم غيّر رأيه وأرسل صورتى للمخرج خيرى بشارة فوافق على الفور، خاصةً أننى عملت معه من قبل فى مسلسل (ملح الأرض). وقد سمعت عن اعتذار دينا فؤاد عن دورى فتحدثت معها وقالت إن خلافا حدث بينها وبين المنتج، لكنها دعت لى بالتوفيق».
أضافت «آيتن»: «خائفة من المقارنة بينى وبين سعاد حسنى، لكن الجمهور سيكتشف فور مشاهدة العمل أنه يختلف عن الفيلم؛ حيث تعاملت مع شخصية (فاطمة) وليس مع سعاد حسنى، كما أننى لم أشاهد فيلم (الزوجة الثانية)، وشخصية (فاطمة) فى المسلسل تختلف تماما عن الفيلم، خاصة فى الجزء الثانى من الأحداث بعد أن يتم تطليقها من (أبوالعلا) لتتزوج من العمدة؛ حيث تتحول من فتاة هادئة إلى باحثة عن الانتقام، وقد حاولت أن أجتهد فى الدور، خاصةً أن العمل يضم مشاهد رقص وغناء، ولم أجد صعوبة فى الغناء لأن صوتى حلو وكنت سأطرح ألبوما قبل اتجاهى للتمثيل. أما عن اللهجة الفلاحى فقد جلست مع سيد الأباصيرى، مصحح اللهجة، حتى أتقنها».
عمرو عبدالجليل الذى يؤدى دور العمدة يرى أن الشخصية تحمل إسقاطات سياسية على ما يحدث حاليا؛ حيث ينقلب أهل القرية عليه ويخلعونه من منصبه ليتولاه «أبوالعلا»، وعلى الرغم من قوة وجبروت العمدة فإنه يخاف من زوجته «حفيظة» التى تؤدى دورها علا غانم، وهناك إضافة جديدة فى المسلسل هى أخوات «حفيظة» وهم من مطاريد الجبل.
ويقول عمرو واكد: «أجسد شخصية أبوالعلا، المواطن الذى انتُهكت حقوقه.. لكنه عندما يعتلى مقعدا أو يمتلك سلطة يصبح أكثر افتراء وظلما؛ فبعد خروجه من السجن يصبح عمدة البلدة ويظلم الكثيرين وينتقم من الجميع رغم أنه تعرض للظلم من قبل».
أما نجلاء بدر فتقول: «أجسد شخصية لم تكن موجودة فى الفيلم، وهى شخصية (راوية) التى تحمل كثيرا من الرموز والإسقاطات السياسية العميقة على علاقة مصر بالدول الخارجية مثل أمريكا وقطر وغيرهما؛ فهى الفتاة التى تباع لأحد الأغنياء فى إطار نخاسة شرعية مقنعة أو زواج المتعة، ورغم تعرضها للظلم فإنها تعيد ما حدث لها فتتاجر بأعراض بنات قريتها بغرض تزويجهن من أغنياء المدينة».
زكى فطين عبدالوهاب، الذى يجسد شخصية المأمور، يقول: «دورى نموذج لفساد رجل الأمن المتواطئ مع العمدة فى أعمال فساد ونهب حقوق الفلاحين، وهو دور مميز ومختلف عن الفيلم نظراً لطبيعة الأحداث. وأهمية تقديم العمل مرة أخرى من وجهة نظرى هى الإسقاطات السياسية على الواقع الذى نعيشه، وما شجعنى على الموافقة هو أن المخرج خيرى بشارة له دائما رؤية مختلفة ويخرج من الممثل طاقات لم يكن يراها فى نفسه، وهو ثانى عمل يجمعنى به بعد (ريش نعام)».
ويقول المنتج ممدوح شاهين: «ما جعلنى أعيد تقديم العمل هو الورق الجيد، فالمشاهد سيرى مدى الاختلاف بين العملين، وفور قراءتى للعمل وجدت أن خيرى بشارة هو أكثر مخرج يصلح لإخراجه. أما عن ترشيحات الفنانين فكان أول المرشحين عمرو واكد وعلا غانم. وفى شخصية العمدة احترنا فى البداية بين عمرو عبدالجليل وماجد الكدوانى، ولارتباط (عمرو) بعمل آخر تعاقدنا مع باسم السمرة، وبعد توقيعه على العمل انشغل بأعمال أخرى، فعدنا إلى عمرو عبدالجليل وتعاقدنا معه، أما شخصية (فاطمة) فقد رشحنا لها أكثر من شخصية قبل أن نستقر على آيتن عامر فى النهاية، وأنا متفائل بالعمل وأتوقع له نجاحا كبيرا لأننى لم أبخل عليه بشىء ورصدت له ميزانية 20 مليون جنيه».
أما السيناريست ياسين الضو فيقول: «أعلم أن الاتجاه لإعادة العمل مخاطرة كبيرة، خاصةً أن الفيلم كان يضم كوكبة من النجوم، وأعتبر التجربة تحديا كبيرا بالنسبة لى، واعتمدت فى الكتابة على الخلفية الراسخة فى ذهنى، وسيكتب على تتر المسلسل (رؤية وسيناريو وحوار المؤلفين)؛ نظراً لأنه يحمل رؤية مختلفة لكل شخصية وخطا دراميا جديدا، فكل شخصية تمثل رمزا؛ فـ(فاطمة) هى مصر الآن التى تقتل نفسها مرتين، أى فى الثورة وحصادها، والنظام السابق يتمثل فى العمدة، و(الشرطة) هى المأمور، وشخصية (راوية) هى بلد عربى شقيق معروف دوره داخل مصر، و(أبوالعلا) جزء من الحكم القديم الذى سينقلب بعد ذلك ليصبح جديدا، لكنه فى الحقيقة لا يختلف عن سابقه، وموقف الأزهر يتمثل فى (الشيخ محمود) الذى أجسد دوره، أما (الشيخ مبروك) فهو نموذج للداعية الذى يخلط بين الدين وآرائه الشخصية».