صيادلة يروون تجاربهم الشخصية: مندوبون مجهولون يستبدلون «منتهية الصلاحية» بمنشطات جنسية وشامبوهات
ارتفاع أسعار الأدوية أصبح أزمة تضر بالمرضى
يُعانى أصحاب الصيدليات من تراكم كميات كبيرة من الأدوية منتهية الصلاحية بداخل صيدلياتهم، كنتيجة حتمية لشركات التوزيع التى تُجبرهم على استرجاع أقل من 2% فقط من حجم الأدوية التى حصلوا عليها، بعضهم قام بإعدام باقى كميات الأدوية المتبقية، والبعض الآخر لجأ إلى الحيل لتقليل خسائرهم الكبيرة دون التفكير فى مصير تلك الأدوية التالفة بعد خروجها من الصيدلية، وفى نفس الوقت استغل بعض مندوبى التوزيع أزمة الصيدليات فعرضوا عليهم استبدالها بمنشطات جنسية.
«الوطن» التقت صيادلة تحدثوا عن تجاربهم الشخصية مع الأدوية منتهية الصلاحية وسجلت لهم وتحتفظ بأسمائهم.
صيدلى: «ساعات ببيع الدواء المنتهى دون قصد.. والشركات ترفض استرجاع عبوات لبن الأطفال»
«بيفضل عندنا كميات كبيرة وكراتين من الأدوية التالفة وبنضطر فى أوقات كتيرة نعدمها أو نرميها، ولما بنكتشف انتهاء صلاحية دواء معين بنخرج الدواء من على الرف ونركنه على جنب وساعات ممكن دواء يكون انتهت صلاحيته وهو على الرف ونطلعه بعد شهر من التاريخ من غير ما ناخد بالنا»، يقول «أ. ح» صيدلى بإحدى صيدليات وسط القاهرة، إن الشركات الموزعة تشترط استرجاع الأدوية منتهية الصلاحية بنسبة 2% فقط، وإن تلك الكمية قليلة للغاية بالمقارنة بكمية الأدوية التى تنتهى صلاحيتها داخل الصيدلية، وتتراكم تلك الأدوية شهرياً، وإنهم يشترطون أيضاً عدم مرور 6 أشهر على تاريخ انتهاء صلاحيتها، وإذا زادت تلك المدة يرفضون استرجاع الدواء ويتحمل الصيدلى باقى الكمية التالفة، يستطرد الطبيب الثلاثينى، أن هناك أنواعاً محددة من الأدوية اتفقت كل من شركات التوزيع والإنتاج على عدم استرجاعها، وغالباً الأدوية المستوردة وعبوات لبن الأطفال، حيث تراكمت لديه عشرات من عبوات اللبن التالفة داخل الصيدلية بسبب رفض الشركة استرجاعها، مشيراً إلى أن الاتفاق بين الصيدلية وشركة التوزيع اتفاق شفهى ويتم تحديد من خلاله النسبة التى سيتم استرجاعها من الأدوية التى انتهت صلاحيتها، وأن النسبة كانت أكثر من ذلك واستمرت فى النقصان حتى وصلت إلى 2%.
ويُتابع الصيدلى «لاحظت عبوات دواء مستورد مختلفة عن باقى العبوات وأن الأقراص اللى فى الشريط بتشخلل وبتعمل صوت غير طبيعى». أما «م. ح» صيدلى فى حى الدقى، فيقول إنه يأتى إليه أشخاص ويبلغونه أنهم من شركات مختصة ببيع أدوية ومنتجات مثل المنشطات الجنسية والفياجرا، وتحصل على هامش الربح لها من خلال كميات من الأدوية منتهية الصلاحية التى توجد بالصيدلية، ويحاول الموزع إقناعى للحصول على كميات كبيرة من الأدوية التالفة مقابل شراء أقراص منشطة، قائلاً: «ساعات بياخد كميات محددة وفى أوقات تانية بياخد كميات كبيرة من الأدوية التالفة، يعنى أنا باخد منه المنشطات بسعر أقل مقابل إنه ياخد منى كميات من الأدوية منتهية الصلاحية، ودول ناس معرفهاش بيعدوا على الصيدليات، وبصراحة مش عارف هيعملوا بيها إيه، وهو بيحاول يغرينى بالعرض ده وأنا بحاول أقلل من الخسارة على قد ما أقدر، وبستفيد بدل ما أشترى المنشطات من الشركات بسعر أعلى باخدها منه فى عرض، وكمان بتخلص من الأدوية التالفة، والناس دى مش بتيجى كتير ومالهمش أوقات محددة»، وأشار إلى أن الصيدلى هو الذى يتحمل كل الخسائر ومن الطبيعى أن الشركة المنتجة والموزعة للدواء تتقاسم معنا الخسائر، وأن الصيدليات الكبيرة ذات السلاسل تستطيع الضغط على شركات التوزيع فى استرجاع الدواء وترضخ لهم شركات التوزيع حتى لا يخسروا تلك الصيدليات، «الصيدليات الصغيرة هى اللى بتروح فى الرجلين»
صيدلى: أبيع الأدوية المستوردة «فرط» بعد انتهاء صلاحيتها.. وشباب الصيادلة يجمعونها ويضعون الشرائط القديمة فى علب بتاريخ مختلف
يقوم «أ. ق» صيدلى فى محافظة الإسكندرية، بتسجيل الأدوية التى تدخل صيدليته على جهاز كمبيوتر، متبعاً نظام رفض الجهاز تسعير أى منتج بعد انتهاء فترة صلاحيته، فى محاولة منه لتجنب نسيان متى تنتهى صلاحية الأدوية، يقول إنه عند انتهاء صلاحية الدواء المحلى نسترجعه بالاتفاق مع الموزعين والنسب بالتأكيد قليلة للغاية وتختلف من شركة لأخرى «اللى بيفضل عندنا بنعدمه ونرميه فى الزبالة، ولو كان شرايط أقراص بنفضيها ولو شراب بنفضيه فى الحوض»، أما عن الدواء المستورد فمن المستحيل استرجاعه حتى وإن كان قرصاً واحداً، لأنه يحصل على المبلغ فى بداية تسليم الدواء ولا يوجد بينهم تعاملات ورقية، «بنبيع الأدوية منتهية الصلاحية المستوردة بالقرص الفرط زى أدوية علاج نزلات البرد الشهيرة، لأن الدواء المستورد خسائره كتيرة».
يضيف، بعض شباب الصيادلة فى المحافظة يشترون منا الأدوية منتهية الصلاحية مقابل منحنا شامبوهات وأدوات تجميل، ومناديل مبللة ومنشطات جنسية وحفاضات أطفال، ثم يقوم بوضع الشرائط المنتهية فى علب مدون عليها تاريخ غير منته، كان قد باع أشرطتها فرط، ثم يعيد بيعها مرة أخرى فى السوق،
مؤكداً أن الشخص الذى يحصل منه على الدواء التالف لا بد أن يكون شخصاً موثوقاً فيه لأنه من الممكن أنه يكون من وزارة الصحة أو الضرائب على سبيل المثال ويتسبب لنا فى مشاكل كثيرة، «لو حد جالى معرفوش بقوله أنا رجعت الأدوية التالفة للشركة»، مضيفاً أن لديه حالياً كميات كبيرة من الأدوية منتهية الصلاحية داخل الصيدلية.