جويدة: الأدخنة السوداء تغطي سماء العين السخنة.. هل يقبل سائح العيش هناك؟
فاروق جويدة
قال الشاعر الكبير فاروق جويدة، في مقال له نشرته جريدة الأهرام، اليوم، تحت عنوان "أخطاء الماضي في العين السخنة"، إن "لماذا لا نستفيد ونتعلم من أخطاء الماضي، كلنا يعرف كارثة مصانع الأسمنت التي أقيمت على شاطئ النيل في حلوان، وأفسدت علينا حيا من أجمل وأعرق أحياء القاهرة وكانت هذه المصانع سببا فى سقوط آلاف المرضى من التلوث والأتربة السامة، منذ سنوات قررت فرنسا وقف إنشاء مصانع الأسمنت واكتفت بشراء هذه المصانع في الدول الأجنبية حرصا على حياة مواطنيها واشترت مصانع الأسمنت في مصر، بل إن فرنسا بدأت الآن تتخلص من محطاتها النووية في إنتاج الكهرباء".
وأضاف جويدة في مقاله: "أقول ذلك وقد شاهدت الأدخنة السوداء تغطي سماء العين السخنة المنطقة السياحية الواعدة وأقرب شاطئ للقاهرة والتي توجد فيها الآن مليارات الجنيهات في صورة استثمارات ومنشآت سياحية، إن مدخل العين السخنة ترتفع فيه مئات المداخن بترابها الأسود وتغطي مياه البحر والسماء والبيوت والشاليهات، كيف تجتمع مثل هذه المشروعات في مكان واحد وكيف يسافر المواطنون لقضاء الإجازات في هذه المناطق وأين السائح الأجنبي الذي يقبل أن يعيش وسط هذه المداخن؟".
وأوضح "إذا كنا نتحدث عن السياحة الداخلية وضرورة تشجيعها فهل يذهب الناس ليختنقوا وسط هذا التراب الأسود وهذه المداخن القاتلة؟، أين التخطيط وأين الرقابة وأين وزارة البيئة وأين المحليات التي سمحت بمثل هذه الجرائم؟ هناك عشرات بل مئات الأماكن داخل الصحراء التي يمكن أن تُقام فيها هذه المداخن التي تحمل الموت للناس كل دقيقة في المياه الملوثة والهواء القاتل والسماء السوداء، لماذا لا يتم التنسيق في ذلك كله وماذا يفعل أصحاب الشاليهات والبيوت والمدن وقد دفعوا فيها حصاد أعمارهم، الغريب في الأمر أن المداخن تتصدر المشهد وهي تستقبل الزوار في مدخل العين السخنة ألا توجد فلاتر لمثل هذه الأوبئة القاتلة؟ ألا توجد أساليب حديثة لحماية أرواح الناس ألا توجد سياسة تضع كل شيء في مكانه الصحيح وهل من الحكمة أن تتكرر مأساة حلوان فى العين السخنة؟ الأولى أفسدت شاطئ النيل والثانية تفسد البحر الأحمر، قليل من الحكمة تصبح مصر أفضل".