تجدد الاشتباكات فى بنى سويف بعد إلقاء مولوتوف على الكنيسة
تجددت الاشتباكات الطائفية التى تشهدها مدينة الواسطى ببنى سويف، إثر انتهاء المهلة التى اتفق الأهالى عليها لعودة الطالبة رنا حاتم كمال الشاذلى، التى تقول أسرتها إنها تنصرت وتزوجت شابا مسيحيا، وفرت معه إلى دولة تركيا برعاية الكنيسة، على حد قول والدها.
وأحبطت قوات الشرطة، أمس، محاولة لاقتحام كنيسة مارجرجس، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الكنيسة، بعد صلاة الجمعة.
كان المصلون أدوا صلاة الجمعة بمسجد التحرير بمدينة الواسطى، المجاور لمبنى الكنيسة، وأكد خطيب المسجد على العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط على مر العصور، كما نوه إلى أن الإسلام حض على المعاملة الطيبة لغير المسلمين.
وأكد والد الفتاة، حاتم كمال الشاذلى، عقب الصلاة للمصلين ولعدد من القيادات الشعبية، وممثلى حزبى الحرية والعدالة والنور، عزم أسرته التحرك فى مسيرة سلمية للتنديد بـ«تقاعس أجهزة الدولة عن إعادة نجلته»، وأكد رفضه استخدام أساليب العنف والاحتجاج غير السلمى.
وفور خروج والد الفتاة من المسجد، هاجم شباب غاضبون الكنيسة، وألقوا بزجاجة مولوتوف على سطحها، لترد قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين الذين فروا هاربين، واحتجز المصلون داخل المسجد، وبادر والد الفتاة بالخروج لتهدئة المحتجين.
وشهد محيط الكنيسة اشتباكات كر وفر بين المحتجين وقوات الشرطة التى أطلقت كذلك طلقات الصوت لتفريق المتظاهرين الذين لجأ عدد منهم إلى المسجد هربا من كثافة الأدخنة الناتجة عن استخدام الغاز.[SecondImage]
وشكل عساكر الأمن المركزى كردونات أمنية وحواجز بشرية فى كافة الشوارع التى تؤدى للكنيسة، كما انتشرت قوات الشرطة حول محال ومنازل الأقباط القريبة من الكنيسة ومسجد التحرير.
وقالت مصادر أمنية إن الأمن ألقى القبض على سبعة محتجين.
كانت مديرية أمن بنى سويف قد نشرت 40 تشكيلا أمنيا تضم 5 آلاف جندى لتأمين الكنائس على مستوى المحافظة، منذ الخميس الماضى، بعد التهديدات التى أطلقها عدد من الأهالى بالقيام بأعمال تخريبية ضد الكنيسة والقساوسة فى بنى سويف، احتجاجا على اختفاء الطالبة رنا حاتم كمال الشاذلى.
وانتشر مئات من جنود الأمن المركزى أمام كنيسة مارجرجس، وتمركزت سيارات أمن مركزى فى محيط الكنيسة.
وسبق أن حذرت قوى سياسية مختلفة فى المحافظة من تجدد الفتنة، إثر معلومات يتم تداولها من خلال منشورات جرى توزيعها بالواسطى مساء الأربعاء، من قبل مجهولين، بعزم البعض ممن لم تسمهم شن هجوم على الكنائس ومنازل وممتلكات المسيحيين فى المدينة، ما ينذر بتكرار فتنة الخصوص، مطالبين بتغليب لغة العقل ومناشدين كل من لديه معلومة عن مكان الفتاة للإدلاء بها لأجهزة الأمن درءا للفتنة.
يذكر أن والد الفتاة اتهم الكنيسة بالمسئولية عن تنصير واختفاء ابنته رنا عن طريق زميلة لها تدعى مارينا، وقال إنها عرفتها على شاب يدعى إبرام، عندما كانت طالبة بكلية الزراعة بجامعة الفيوم قبل نقلها إلى كلية الآداب بجامعة بنى سويف، وقام القس فانوس متياس بتنصيرها وتزويجها وقام بإخفائها داخل كنيسة مارجرجس فى مدينة الواسطى وتهريبها بعد ذلك إلى تركيا.
وكانت النيابة قد أمرت بحبس زكى توفيق أندراوس، وزوجته سعاد أخنون، وبيتر نبيل أندراوس نجل شقيقه، لاتهامهم بالتحريض على الخطف والاستيلاء على أموال وإخفاء معلومات عن نجلهم إبرام الحاصل على دبلوم والذى يتهمه حاتم كمال الشاذلى بإخفاء نجلته.
وأكدت التحقيقات أن إبرام تم تصويره مع ابن عمه بيتر أثناء سحب مبلغ مالى من خلال بطاقة إلكترونية تخص رنا، كما قدم والدها شهادة تفيد سفر نجلته إلى دولة تركيا.