الصحف الأمريكية تشن حملة انتقادات شرسة على العسكرى
شنت الصحف الأمريكية حملة انتقادات لاذعة على المجلس العسكرى مع بدء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمس، داعية إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى قطع العلاقات مع مصر إذا لم يلتزم جنرالاتها بالمسار الديمقراطى.
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها أن «مصر وصلت لأكثر اللحظات خطورة منذ اندلاع الثورة والثورة المضادة على امتداد 17 شهراً من الفوضى»، وتوقعت الصحيفة أن يندلع صراع بين فلول النظام السابق والإسلاميين الذين فازوا فى البرلمان المنحل، مع وجود الليبراليين والعلمانيين، الذين قادوا الثورة فى منتصف هذا الصراع وربما يتم سحقهم، مشيرة إلى أن نتيجة هذا الصراع ستكون كارثية ليس فقط بالنسبة لمصر وقضية التغيير الديمقراطى فى الشرق الأوسط، ولكن أيضا لمصالح الولايات المتحدة. واقترحت الصحيفة ما اعتبرته «أفضل طريقة للخروج من هذه الورطة» وهى استئناف العملية الديمقراطية، وهذا يعنى إجراء انتخابات رئاسية حرة وقبول العسكر بفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسى، إذا كانت هذه هى النتيجة، وأضافت أن أى محاولة من النظام للتلاعب أو التزوير سيتم اكتشافها ويجب فوراً وبحزم أن تعلن الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى رفضها لها، ونصحت الصحيفة بالضغط على المجلس العسكرى ليفى بوعوده ويسلم السلطة لحكومة مدنية بنهاية يونيو الحالى، ولا يحاول فرض دستوره، وبعد حل البرلمان فلا بد من انتخاب برلمان جديد بأسرع وقت ممكن، ويجب ألا يستغل الجيش فرض الأحكام العرفية من جديد ضد حرية التعبير، وأنهت افتتاحيتها بالقول: «لسوء الحظ فقدت إدارة أوباما كثيرا من مصداقيتها لدى الشعب المصرى وكثيرا من نفوذها على المجلس العسكرى عندما قررت فى مارس الماضى منح مساعدات عسكرية بقيمة 1.5 مليار دولار بغض النظر عن شروط الالتزام بالديمقراطية التى طالب بها الكونجرس». وهذه الخطوة ربما شجعت الجنرالات على الاعتقاد بأن أمريكا ستقبل مزيداً من التراجع فى مسار الديمقراطية مثل حل البرلمان، ولذلك يجب أن تكون إدارة أوباما واضحة فى رسائلها السرية والعلنية للقاهرة: إذا لم تُسترد العملية الديمقراطية، فإن العلاقات بين البلدين ستُقطع، على حد قول الصحيفة.
فى السياق ذاته، أعربت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن استيائها من تعزيز المجلس العسكرى لسلطته فى البلاد قائلة: «إن الجنرالات تخلوا عن تعهدهم بتسليم السلطة لحكومة مدنية نهاية الشهر الجارى حيث أطالوا مرحلة الانتقال السياسى المتعرجة بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك العام الماضى»، واعتبرت أن لعبة السلطة جعلت الاحتمالات الخاصة بأن تظهر مصر كنموذج للديمقراطية فى الشرق الأوسط أكثر قتامة ورأت أن تحركات المجلس العسكرى لحل البرلمان تجعل من سيفوز فى السباق الرئاسى يدخل فى منافسة مع الجنرالات على السلطة والنفوذ، وقالت: «حتى لو فاز مرشح الإخوان فى الجولة الثانية من الانتخابات، فإن سلطته ستكون مقيدة من قبل الجيش».
وفى تقرير آخر لصحيفة واشنطن بوست ألقت نظرة على ميدان التحرير مع بدء جولة الإعادة لتجده فارغاً نسبياً وخالياً من الروح التفاؤلية التى صاحبت الثورة، وقالت الصحيفة: «مع بداية الاقتراع الرئاسى بدت الناس فى الشوارع متعبة وتشعر بلا مبالاة، فالعديد من الثوار الذين قاتلوا بضراوة لإسقاط مبارك يبدو أنهم الآن مستسلمون لرؤية الحرس القديم يعود إلى السلطة»، ورأت الصحيفة أن الاختيار بين مرسى وشفيق كان يصعب تخيله بعد عام على الثورة التى حولت الميدان لساحة من الأمل والحرية، وتابعت: «رغم أن الكثيرين فى مصر يخشون اندلاع مظاهرات حاشدة فى أعقاب الانتخابات خاصة فى حالة فوز شفيق إلا أن المزاج العام يعكس الضجر والملل أكثر من عاطفة الغضب والانفعال».