من "البدلة الميري" إلى "الحجز".. قصة لواء قتل زوجته بسبب "التليفزيون"
النائب العام المستشار نبيل صادق
"شارك في حملات أمنية لضبط الخارجين عن القانون في جرائم جنائية حتى جرائم القتل.. أجرى تفتيشات مفاجئة على حجزات أقسام الشرطة"، "لكنه تحول من دور "الضابط" إلى "دور المتهم".
اللواء "إيهاب ر."، (58 عاما - لواء شرطة على المعاش كان يتولى منصب نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الغرب) هو الآن محبوس بتهمة القتل العمد، بعد توجيه اتهام له بقتل زوجته بطلق في الرأس إثر مشاجرة نشبت بينهما بسبب خلافات على "مشاهدة التليفزيون" بمنطقة العمرانية، تم على إثرها إحالته للجنايات بعد 48 ساعة من التحقيق معه.
أحداث الواقعة، حسب التحريات، دارت في العقار رقم "2" بشارع الوحدة العربية بمنطقة العمرانية، وبالتحديد في تمام الساعة الحادية عشر صباح يوم الجمعة الماضية، ارتدى اللواء ملابسه لأداء صلاة الجمعة، وأثناء خروجه نشبت مشادة كلامية بينه وبين زوجته بسبب خلافات على تغير قناة التليفزيون.
"اللواء يريد قناة المجد.. وزوجته تريد مشاهدة المسلسل"، المشادة تتطورت إلى تشابك بالإيدي، استلت على إثرها زوجته سكين من مبطخ الشقة، وهددته بالتعدي عليه بالضرب، ما دفعه إلى التعدي عليها بالضرب بالإيدي حتى سقطت على الأرض.. وتوجه بعد ذلك، وأخذ "طبنجة مرخصة باسمه"، وأطلق عليها الرصاص من مسافة متر، فاخترقت الطلقة رأسها، وأودت بحياتها في الحال.
"المشهد السابق" يتكرر كل يوم جمعة، حسب التحقيقات، لكنه ينتهي بمشادة كلامية بين اللواء وزوجته، أما الجمعة الماضية تطور الأمر، فأطلق على زوجته الرصاص، ما أسفر عن مقتلها، وسط ذهول أولاده الذين شاهدوا تفاصيل الواقعة بالكامل، حسب المحضر.
وعقب ذلك سمع إطلاق الرصاص، وأبلغ الأهالي الشرطة، وانتقل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمود خليل نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث العمرانية، وتحفظت القوات على المتهم، وحرزت "سلاح أبيض"، ونقلت المجني عليها إلى المستشفى، وتم إخطار المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.
وانتقل فريق من النيابة، إلى مكان الواقعة تحت إشراف المستشار عبدالحميد الجرف رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، وحسام نصار مدير النيابة، إلى مكان الواقعة، وتبين من المعاينة أن الطلقة اخترقت رأس الضحية، فقررت النيابة تشريح الجثة.
وبدأت في استجواب المتهم، الذي أكد في أقواله في التحقيقات بأنه متزوج من الضحية منذ عام 1994، وأنه لم يقصد قتلها والطلقة خرجت دون قصد.
كان المتهم أضاف في التحقيقات، أن مشادة كلامية وقعت بينه وبين المجني عليها بسبب "التليفزيون"، وأن تلك المشادة تكرر كل جمعة، إلا أن تلك المرة تعدت عليه بالسباب والشتائم واستلت سكين المطبخ، وحاولت التعدي عليه، وأحدثت إصابة في كتفه ما دفعه لأخذ سلاح المرخص "طبنجة"، وحاول تهديدها ألا أن الطلقة خرجت دون أن يشعر.
على جانب آخر "كذب"، تقرير الطب الشرعي رؤية المتهم وأكد أنه تعمد قتل الضحية وأيضا ادعائه بأنها أحدثت إصابته بكسين، وقررت النيابة حبس المتهم على ذمة التحقيقات، وأعدت تقرير بإحالته للجنايات تضمن تحريات المباحث الذي شرح تفاصيل الواقعة، وأقوال أولاد المتهم الذين كذبوا روايته وأيضا تقرير الطب الشرعي الذي أكد بأنه تعمد إطلاق الرصاص على الضحية، وكذب ادعائه عليها بأنها إحدثت إصابته، وتم عرض ملف القضية بالكامل على المستشار نبيل صادق النائب العام، الذي أمر بإحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة الجنايات بعد تحقيقات النيابة التي استمرت 48 ساعة في الواقعة.