مواطن دخله يزيد على 2500 جنيه: «أنا بحب البلد.. والبلد بتدينى على دماغى»
بدر حسن
«لو وصل دخلنا كل شهر إلى 5000 جنيه، برضو عايزين البطاقة التموينية، ولا نستطيع الاستغناء عنها، الفلوس مش بتعمل حاجة، والأسعار كل يوم بتزيد، لكن لما يبقى فيه أرز، وسكر، وزيت، نقدر نمشّى الحياة، بيفكروا فى إيه، هم الـ2500 جنيه، ولا الـ3000 جنيه يعملوا إيه مع السكر اللى بقى بـ12 جنيه، والأرز اللى بقى بـ8 جنيه، وغيره»، هكذا يتحدث «بدر حسن»، سائق توصيل أدوية بإحدى الصيدليات، حال سماعه رغبة وزارة التموين، فى إلغاء البطاقة التموينية، لمن يزيد دخله الشهرى على 2500 جنيه. يقول «بدر»: «مرتبى بيدخل فى حوالى 2500 حنيه، أو يزيد قليلاً، مش بيقضونى، يادوب ماشيين بيهم، السكر دلوقتى لوحده بقى بـ12، و15 جنيه، وباكو الشاى بقى بـ3، و3.5 جنيه، كل يوم بعد يوم بنستهلك 2 كيلو سكر، فى الشهر بكام، أنا عندى 4 عيال، العيش هو كمان زاد، الـ3 أرغفة بقوا بجنيه، لو شال الدعم، أنا وأسرتى هنشترى عيش كل يوم بـ15 جنيه، لو البطاقة التموينية اتلغت نعيش إزاى».
«بدر»: «مش هنعيش لو شالوا البطاقة التموينية.. ولو أخدنا 5000 جنيه مش هنستغنى عنها.. ولو الحكومة ظبطت عيشتنا وحالنا محدش هيبص للإرهاب»
يتابع «بدر»: «طلعت اثنين من اولادى من التعليم، ما هو مش معقول أشحت وانا فى السن ده، واتفقنا إننا نساعد بعض، أنا واولادى الاثنين، فى تعليم (عبدالرحمن) ابنى الثالث والأخير، هو فى آخر سنة فى الابتدائى، بادفع له 400 جنيه دروس خصوصية فى الشهر، ده غير مصروفه ومواصلاته للمدرسة، وللعلم الدروس دى بياخدها غصب عنه، لأنه هيسقط لو لم يذهب لأساتذة كل المواد فى دروس خصوصية، يعنى بادفع رشوة مهذّبة، وده اللى خلانى أطلع اولادى الاتنين من التعليم، أجيب منين، المفروض يظبطوا لنا التعليم، أنا سمعت فى الراديو، بلد باعتة لنا معونة للأكل للطلبة اللى بيتعلموا فى المدارس، بلاد برة حاسة بينا وبالاولاد اللى بتتعلم، طيب انتو ليه مش حاسين بينا، اللى قاعدين ناكل ونشرب هنا».
يُعدّد «بدر» نفقاته الشهرية، قائلاً: «أسرتى بتفطر بـ10 جنيه فى اليوم، وأنا باجرى على شغلى، وبافطر لوحدى جنب مكان الشغل بحوالى 7 جنيه، ما هو أنا لو مافطرتش هاقع ومش هاعرف أشتغل ولا أأكل العيال، وهم فى البيت بيصرفوا على الغدا حوالى 30 جنيه، ده غير العشا، وأنا باصرف على الغدا وانا بره البيت علشان شغلى حوالى 15 جنيه، ده غير مواصلاتى، أنا باجى من إمبابة للدقى، وبادفع لمصاريف علاجى 150 جنيه على الأقل كل شهر، أنا محتاج مفصل لذراعى، وعايش على المسكنات علشان لا أستطيع إجراء العملية وشراء المفصل اللى هيكلفنى من 15 إلى 20 ألف جنيه، الطب النهارده بقى حاجة صعبة، بقى تجارة مش طب، علشان أروح لدكتور أنا لوحدى كشفه 100 جنيه ولا 150 جنيه، فما بالك لو عيل تعب، طيب أنا أهو عايز أغير مفصل، رحت الجبل الأصفر بتاع القرارات، عملوا لى قرار بـ2000 جنيه، معهد الشلل بيقولوا المفصل بـ15 ألف جنيه، يا كده يا يركبوا مفصل بلاستيك، وكل 6 شهور يتغير، هى الدولة هتركبه لى كل 6 شهور؟ ويعجز بعد ذلك، يا إما كده يا أركب مفصل، منين أجيب 20 ألف جنيه، وعايزين يشيلوا البطاقة، طيب ما يبصوا للناس فى التجمعات، ولا الرحاب، مايجوش علينا إحنا هنا ويشيلوا عننا الدعم».
ويتابع «بدر»: «بادفع 500 جنيه إيجار علشان ساكن بقالى كتير، يعنى هيشيلوا الدعم، والعقد مؤقت، إزاى يشيل الدعم واحنا قاعدين بالعقد المؤقت، وييجى صاحب البيت يزود السعر، الفلوس مش هتعمل لى حاجة، أدفع للإيجار، ولا الأكل، ولا الدروس، ولا المرض، ولا لإيه، أنا بادفع غاز، كنت بادفع 12 جنيه غاز، دلوقتى بادفع 17 جنيه للبوتاجاز، السخان مابيولعش، ده غير الـ50 جنيه كهربا، رغم أن إحنا اشترينا اللمبات الموفرة، بيحطوا كمان إضافة زبالة، والزبال مابيجيش، نعمل إيه ولا إيه بالمرتبات اللى بناخدها دى، باجيب علاج كل شهر وإبر مسكنة، علشان مش قادر أعمل العملية، لو ماخدتهاش إيدى هتبقى عاملة زى المشلولة، باجيب علاج فى الشهر بحوالى 150 جنيه، علاج لوحدى، ده غير مراتى عندها السكر والضغط، وأحياناً لا أجده فى معهد السكر، فبنشتريه من بره، بـ70 جنيه».
يضيف «بدر»: «التموين هو اللى معيشنا، بناخد كيسين سكر، وزجاجة زيت وكيسين أرز، لأننا 4 أنفار، بناخد زيت وسكر، وأرز، وسمن، بيكفونا لغاية يوم 10 بس فى الشهر، أما نقط العيش الزائدة عن حاجتنا فبنجيب بها سكر ومكرونة وسمنة تكفينا لغاية يوم 20 فى الشهر، يعنى التموين بيكفينا لغاية يوم 20، وباقى الأيام بنشترى من بره، باصرف ربع مرتبى على الأكل والشرب بجانب التموين، التموين مالوش دعوة، ما هو الأكل مش كله أرز وزيت وسمن وزيت، فيه حاجات تانية بنحتاجها، الخضار مثلاً، ولا لو جبت فرخة، والطماطم، والبطاطس، دى لوحدها بـ7 جنيه، أعمل إيه؟».
«لو شالوا البطاقة التموينية مش هنعرف نعيش، اللى بيشرب مخدرات هيبقى حقه، واللى بيمشى مع الإخوان والناس دى هيبقى حقهم، ما انتو بتلغوا عننا كل حاجة، هنجيب منين، وأصحاب الشغل مش بيرفعوا المرتبات علشان تمشى مع المعيشة اللى إحنا عايشينها، وكل واحد هيعمل حاجة غلط هيكون غصب عنه، يعنى لو فى يوم من الأيام صاحب الشغل قال لى امشى، وأنا صاحب أسرة من 5 أفراد، هاعمل إيه، هاجيب منين، لو حد قال لى تعالى اقتل الشخص ده وخد فلوس جامدة هاعمل كده، ما أنا عايز اللى ورايا دول ياكلوا، المفروض يظبطوا لنا حالتنا وعيشتنا ونبقى أحسن من بره، لو عملوا ده محدش هيبص للإرهاب، ولا يسرق ولا يعمل أى حاجة، هيمشى بما يرضى الله فى الدولة دى، والله العظيم مرة ماشى فى شارع شهاب، لاقيت شنطة زبالة فى نص الشارع، فضلت شايلها نص ساعة لغاية ما لقيت صندوق زبالة ورميتها فيه، علشان الواحد بيحب بلده، مايبقاش الواحد بيحب بلده، وبلدى تدينى على دماغى».