«المتاجرة بالبراءة»: بدأها «الإخوان» بالأكفان و«داعش» أقنعهم بتفجير أنفسهم
أطفال خلال تدريبهم على رفع السلاح
لم يكن استغلال «داعش» للأطفال فى الصراعات المسلحة والعمليات التفجيرية جديداً على فكر التنظيمات الإرهابية، فقد سبقته إليه جماعة الإخوان الإرهابية، تزامناً مع اعتصام «رابعة» المسلح، بتصدير صورة قبيحة لاستغلال الأطفال فى الصراع السياسى، عبر تنظيم مسيرة لهم، شارك فيها عدد من الأطفال لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات، يرتدون أكفاناً بيضاء، رافعين لافتات كُتب عليها «شهيد تحت الطلب»، و«مشروع شهيد»، ما دفع العديد من المؤسسات الحقوقية آنذاك لتقديم بلاغات متعددة للنائب العام للتحقيق فى الحشد الجبرى للأطفال بهذه الصورة.
الجماعة الإرهابية صدّرت صورة استغلال أطفال لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات فى السياسة بـ«مسيرة أكفان» أثناء اعتصام «رابعة»
عقيدة «داعش»، تجاه الأطفال والمتاجرة ببراءتهم، جاءت متصلة بتلك العقيدة التى سبقها إليهم الإخوان، حيث تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، مؤخراً، مقاطع فيديو لطفلة قبل تفجير نفسها فى أحد أقسام الشرطة بالعاصمة السورية دمشق، وظهر فى المقطع المصور أحد عناصر «داعش» خلال حديث مضلل مع الطفلة، التى زعم أنها «ابنته»، يحذرها فيه من الخروج مع المدنيين من شرق مدينة حلب السورية، وإقناعها بتفجير نفسها لـ«نصرة الإسلام».
وكشف تقرير للأمم المتحدة أن ما بين 800 و900 طفل خطفوا، على أيدى «داعش»، من مدينة الموصل العراقية، عام 2015 وحدها، لتدريبهم دينياً وعسكرياً، وجرى تقسيم الأطفال إلى مجموعتين: الأولى لأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات. ووضع هؤلاء فى مخيمات لتلقى تكوين دينى. والمجموعة الثانية للأطفال بين الـ10 و15 سنة. واقتيد أصحابها إلى مخيمات تدريب عسكرية، فى معسكرى العزة والغزلانى جنوب الموصل، وفى فبراير 2015، نشر تنظيم داعش صوراً لأحد معسكرات تدريب الأطفال فى مدينة الرقة بشمال سورية، أطلق عليه «معهد الفاروق للأشبال».
«داعش» يخطف 900 طفل من الموصل ويجندهم عنوة والأمم المتحدة: 762 طفلاً بين المسلحين الحوثيين
وأعلن «داعش» خلال الفترة الماضية عن استغلاله للأطفال فى عدة هجمات، كان أبرزها قيام طفلين يبلغان من العمر 12 و14 سنة، بتفجير نفسيهما فى مدينة ديلوك التركية منتصف أغسطس الماضى، مستهدفين حفل زفاف، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 57 شخصاً، فيما كشفت إحصائيات رسمية عراقية عن أن هناك أكثر من 40 عملية انتحارية نفذها أطفال فى العراق، ونشرت معلومات عن تجنيد التنظيم المتطرف لأطفال سوريين وأطفال من المغرب العربى، وتدريبهم فى معسكرات داخل سوريا، وتجنيد أطفال فى ليبيا وأفغانستان، وذلك بعد ظهور جيل جديد سماه التنظيم بـ«أشبال الخلافة».
ونشرت التنظيمات الإرهابية على مواقع إلكترونية ما سمته دليلاً إرشادياً يشرح لأمهات التنظيمات المسلحة، ومؤيدات التنظيمات ممن لم ينضممن إليهم، كيفية تنشئة أطفالهن طبقاً لمبادئ وتعليمات التنظيمات التكفيرية.
وفى اليمن وثّق تقرير للأمم المتحدة استغلال الحوثيين للأطفال فى نزاعها فى اليمن مع السلطة عقب الاستيلاء على صنعاء فى سبتمبر 2014، ووثّق التقرير: «762 حالة تجنيد مؤكدة للأطفال، جميعهم من الفتيان، عزيت غالبيتها إلى الحوثيين بنسبة 72 فى المائة»، وتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية 9 فى المائة.
وساد التجنيد فى معاقل الحوثيين، مثل أمانة العاصمة (103)، وتعز (69) وعمران (34)، ولوحظ تحول من التجنيد الطوعى إلى حد كبير إلى التجنيد القسرى أو غير الطوعى عن طريق الإكراه، بسبل منها توفير الحوافز أو المعلومات المضللة، وفقاً للتقرير.
وتسبب القتال البرى فى 29 فى المائة من الإصابات فى صفوف الأطفال، حيث تتركز الأغلبية الساحقة منها فى تعز وعدن والضالع. وتم توثيق إصابات فى صفوف الأطفال نتيجة للألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، حيث قتل 15 طفلاً وأصيب 67 بجراح فى أبين وعدن وأمانة العاصمة وعمران وبيضاء والضالع وذمار ولحج ومأرب وصعدة وشبوة وتعز.
وتحققت الأمم المتحدة من زيادة بمقدار 6 أضعاف فى عدد الأطفال، الذين قتلوا أو شوهوا مقارنة بعام 2014، بلغ مجموعه 1953 إصابة فى صفوف الأطفال (785 طفلاً قتيلاً و1168 جريحاً) وكان أكثر من 70 فى المائة من الفتيان. ووفقاً للتقرير، تحققت الأمم المتحدة من 51 حادثة تتعلق باستخدام المدارس لأغراض عسكرية، وقع معظمها فى تعز على يد قوات الحوثيين، كما قام الحوثيون باستخدام المدارس فى عدن والضالع ولحج، وتم التحقق من 4 حوادث تتعلق باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، عزى 3 منها إلى الحوثيين وحادثة واحدة إلى تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية.