"قضية الرشوة": المضبوطات تكفي رواتب 95 ألف مدرس في شهر
صورة أرشيفية
أثارت كمية الأموال الضخمة التي تم ضبطها مع مدير مشتريات بمجلس الدولة أول أمس، حالة من الدهشة بين كل من توافدت إليه أخبار القضية، والتي تناقلها المواطنون فيما بينهم تحت مسمى "قضية الرشوة"، لتكون حديث الساعة الذي شغل بال كل المواطنين على اختلاف طبقاتهم، لا سيما بعد أن جاءت في وقت هو الأصعب على المواطن المصري الذي يعيش حالة من الصدمة، نتيجة ارتفاع الأسعار المبالغ فيه خلال الشهور الماضية.
وكانت المبالغ التي تم ضبطها، حسبما أعلنت هيئة الرقابة الإدارية تقدر بنحو 24 مليون جنيه مصر، و4 ملايين دولار أمريكي، و2 مليون يورو، ومليون ريال سعودي، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المشغولات الذهبية، ليقدر مجموع هذه الأموال بعد تحويلها جميعها إلي الجنيه المصري نحو 142 مليون و 750 ألف جنيه، تجولت الوطن بين معلم وطبيب وأستاذ جامعي، تبحث بينهم عن أهمية هذا المبلغ، وما تساويه رواتبهم إذا ما تم مقارنتها بهذا المبلغ الضخم.
الأموال المضبوطة تفتح بيت أسرة طوال 3 آلاف سنة
يتراوح راتب المعلم الشهري وفق القانون الجديد للتعليم ما بين 1000 جنيه إلى 2400 جنيه بخلاف البدلات التي قد تصل إلى 300%، على أن يكون متوسط المدرس في المرحلة قبل الجامعية حولي 1500 جنيه، ما يعني أن المبلغ المضبوط من الممكن أن يدفع رواتب ما يقرب من 95 ألف معلم.
أساتذة الجامعات لم يخفوا دهشتهم، كما يؤكد أحد معيدي جامعة الزقازيق، الذي رفض ذكر اسمه، ليؤكد أن راتب المعيد لا يتخطى حاجز الـ2800 جنيه في بداية تعيينه، والذي يزيد بعد عام أو عامين 100 أو 200 جنيه على الأكثر، يضيف: "المعيد بيقعد 4 سنين عقبال ما يحضر رسالة الماجستير وبعد كده مرتبه أخره هيوصل 3500 جنيه".
"تتعدد درجات الأستاذ الجامعي بعد ذلك ما بين المدرس الذي يتراوح راتبه بين 4500 جنيه إلى 5000 جنيه، ثم يرتقي بعد ذلك إلي درجة أستاذ بعد أن يناقش رسالة الدكتوراه ليصل مرتبه بعدها نحو 7 آلاف جنيه.
يضيف المعيد: "الواحد بعد ما بيحضر رسالة الدكتوراه لازم يفضل يشتغل على أبحاث عشان يترقى، وبين كل ترقية والتانية لازم يعمل 10 أبحاث كل بحث منهم بيتكلف أكتر من 500 دولار عشان بعد كده يوصل مرتبه 9 آلاف، وقبل ما يخرج على المعاش أخره 11 ألف جنيه، وبحسبة بسيطة فإن المبلغ المضبوط يمكن أن يدفع رواتب 23 ألف أستاذ جامعي.
ولم يختلف الوضع كثيرًا بين الأطباء عن المعلمين وأساتذة الجامعات، حيث أوضح طبيب بمستشفى الحسين الجامعي، فضل عدم ذكر اسمه، أن راتب التكليف بالنسبة للطبيب لا يتعدى حاجز 2000 جنيه، على أن يكون مضاف إليه جميع البدلات، مشيرًا إلى أن هذا الراتب يزيد شيئًا فشيئًا بعد كل ترقية يحصل عليها الطبيب، حيث يبدأ طبيب امتياز ثم ممارس عام ثم مساعد أخصائي وأخيرًا استشاري، الذي يتراوح راتبه بين 6 إلى 7 آلاف جنيه.
وأوضح أن هناك حوافز يتم إضافتها إلى الراتب يطلق عليها حوافز النائي، وهي التي يتم إضافتها على رواتب الأطباء الذي يقدمون خدماتهم في أماكن بعيدة عن مسكنهم، وتتراوح هذه الحوافز بين 870 جنيه إلى 1250 جنيه، ليضيف مستعجبًا: "شوف بقى الـ150 مليون جينه اللي لقوهم مع الراجل ده ممكن يقبضوا 71 ألف طبيب".
أما مصروفات المنزل، فتقول "سعاد سالم"، ربة منزل، أنها تنفق على احتياجات أسرتها ما يقرب من 95 جنيهًا يوميًا، أي حوالي 2800 جنيه شهريًا، تبدي السيدة تعجبها من المبلغ المضبوط مع الموظف المرتشي، إذ يكفي المبلغ للانفاق على أسرتها 47 ألف شهر، أو 3900 سنة.