«المنزلة والبرلس»: الردم يلتهم 75٪ من مساحة ا لأولى و45٪ من مساحة الثانية
ردم فى بحيرة المنزلة
«البحيرات زى المنزلة والبرلس هتاخد وقت، ويمكن محتاجة أموال، وإحنا ماشيين فى ده بشكل كويس»، هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن البحيرتين، اللتين تصنفان على أنهما مناطق تلوث تحتاج التدخل لمعالجتها، وهو ما رصدته التقارير الرسمية بشأنهما، والصادرة عن وزارة الدولة لشئون البيئة، والتى رصدت بشكل تفصيلى مشاكل تلك البحيرات.
أول تلك التقارير كان عن بحيرة المنزلة، الذى كشف عن وجود عمليات تعديات مستمرة على البحيرة، وتجفيفها، والتى أدت لتقلص مساحتها بنحو 75%، لتصبح 100 ألف فدان، بعدما كانت 750 ألفاً فيما مضى، وأضاف التقرير الذى يرصد مستوى التلوث فى «المنزلة»، والذى حمل مسمى «نتائج الرحلة الحقلية الرابعة مايو 2016 لبرنامج الرصد البيئى للبحيرات المصرية (بحيرة المنزلة)»، أن البحيرة تستقبل كميات هائلة من مياه الصرف الزراعى، والصناعى، والصحى غير المعالج، التى تلقى فيها سنوياً دون أى معالجة من 4 مصارف رئيسية، هى «بحر البقر، وحادوس، والسرو، وفارسكور»، وأوضح التقرير أن مصرف «بحر البقر» يلقى 650 مليون متر مكعب سنوياً من مياه الصرف الصحى، والصناعى فى البحيرة، يليه مصرف «حادوس»، بواقع 1.7 مليون متر مكعب، وأكد التقرير أن كمية الأوكسجين الذائب فى مياه المصارف التى تصب على البحيرة كانت قليلة نسبياً، حيث «تلاشى» فى مصرف بحر البقر، فيما سجلت أعلى قيمة 1.87 ملى جرام لكل لتر فى مصرف فارسكور، وبمتوسط عام 1.09 ملى جرام لكل لتر. ولفت إلى أن «مصرف بحر البقر» سجلت المنطقة الواقعة أمامه أعلى تركيز للأمونيا، والنيتروجين الكلى، والسليكات فى البحيرة، فيما كانت أعلى نسبة للمواد العالقة الكلية، والفوسفور الفعال.
30 مليار متر مكعب صرفاً فى «البرلس» سنوياً.. و«الحشائش والبوص» يغطيان 25 ألف فدان
وشدد التقرير على انتشار النباتات المائية فى معظم أجزاء البحيرة مثل ورد النيل، والبوص، مما يؤثر على حركة المياه بها، ونوعية، وجودة كل من الأسماك والمياه، وأشار التقرير إلى أن «المنزلة» هى أكبر البحيرات الشمالية من حيث المساحة، التى يصل متوسط عمقها إلى 1.15 متر، التى تتصل بالبحر المتوسط عن طريق فتحتين ضيقتين تعرفان بـ«بوغاز الجميل الجديد والقديم»، واللتين تسمحان بتبادل المياه، والأحياء بين البحيرة والرى، ويشغل نشاط الاستزراع السمكى مساحات كبيرة من البحيرة، ويبلغ متوسط الإنتاج السمكى بها 60 ألف طن سنوياً، تمثل أسماك البلطى أكثر من 65% من أنواع الأسماك بالبحيرة.
واختتم التقرير عن البحيرة مصنفاً «المنزلة» كثانى أكثر البحيرات المصرية تلوثاً بعد بحيرة مريوط، واصفة البحيرة بـ«خزان لمياه الصرف الملوثة بالمخلفات الآدمية، ومياه الصرف الزراعى».
أما البحيرة الثانية التى تحدث عنها الرئيس السيسى؛ فكانت بحيرة البرلس، التى تعتبر من أقدم البحيرات المصرية، والتى يصب فيها 10 مصارف رئيسية، وتبلغ مساحتها نحو 70 ألف فدان تغطى النباتات فيها 45.94% من المساحات الكلية للبحيرة، فى حين أن المياه المفتوحة تشكل 54.06%، فى حين أن متوسط عمقها 80 سنتيمتراً. ولفت التقرير إلى أن مساحة البحيرة تقلصت من 165 ألف فدان إلى أقل من 70 ألف فدان، أى نحو 42% من مساحتها، كما تغطى الحشائش، والبوص نحو 25 ألف فدان، مع ارتفاع نسبة الطمى ليكون جزراً، مما يزيد من ارتفاع منسوب البحيرة عن منسوب البحر المتوسط بنحو 35 سنتيمتراً، مما يعوق انسياب المياه المالحة إليها.
وأشار التقرير إلى ارتفاع نسبة التلوث بمعدلات تفوق الحدود المسموح بها بمراحل، نتيجة إلقاء أكثر من 30 مليار متر مكعب سنوياً فى البحيرة من مياه صرف صحى، وزراعى، وصرف المزارع السمكية القائمة على الحواف الجنوبية للبحيرة، حيث تستقبل بحيرة البرلس مياه الصرف الصحى غير المعالج لجميع المدن، والقرى حولها، وكذلك مياه الصرف الزراعى المختلط بمياه الصرف الصحى من أراضى الدلتا، وتتجه شمالاً لتصب فى البحيرة خلال أكثر من 8 مصارف.
وقال التقرير إن البحيرة خزان لمياه الصرف الملوثة بالمخلفات الآدمية؛ فهى تستقبل مياه المصارف الزراعية من 7 مصارف.