ماذا لو استمروا؟ اغتيالات واعتقالات وحرب أهلية.. وانسوا الانتخابات
يرى عدد من خبراء الإسلام السياسى أن الإخوان سيعتمدون لونا جديدا من ألوان قهر المعارضة، هو القهر الناعم، مستخدمين سياسة «اقتل فى صمت دون ضجيج»، بحيث يعتمدون خطابا بلاستيكيا يتحدث عن المشاركة والمصلحة الوطنية العليا وصنع معارضة مدجنة، فيما يفككون المعارضة الحقيقية بهدوء.
الدكتور عمار على حسن، أستاذ العلوم السياسية، يقول: إن وجود الإخوان فى السلطة سيعتمد على مبدأ الغلبة وقهر المنافسين والمعارضين، مشيراً إلى أن هذا السلوك مكلف وله تبعات، ومن ثم سيتسبب فى الإبقاء على من يناوئهم ويناوشهم طيلة الوقت، ما يترتب عليه عنف متكرر ودائم. وأضاف: بقاء الإخوان فى السلطة مهدد؛ لأن خطواتهم التى قطعوها فى سبيل التمكين أضعف من أن «تمكنهم» بالفعل، مشيراً إلى أن البناء الحقيقى يكون على أساس التكاتف الاجتماعى وكسب دعم الناس لمشروعهم، إلا أن الإخوان أخذوا السلطة وفقدوا حب الناس. وتابع «حسن»: الإخوان يستخدمون السلطة فى تعميق الهوة مع جموع الشعب، فى حين أن عليهم تحقيق قدر من التكاتف الجماهيرى، من خلال الإنجاز والكفاءة والانحياز للمصلحة الوطنية والصدق والاستجابة لمطالب الثورة وتجنب كل «المزانق» التى وقع فيها النظام السابق. وأوضح أن بقاءهم فى السلطة لن يؤسس لحقبة إخوانية طويلة، تشبه حقبة أسرة محمد على التى حكمت مصر منذ 1905 وحتى 1952، أو حقبة الجيش بين عامى 1952 و2012، قائلا: هذا الأمر أصبح محل شك، إلا فى حالة لجوئهم للقهر والتزوير، وهو ما سيقاومه الشعب بشراسة.
ويشير «حسن» إلى أن التيار الإسلامى انقسم على نفسه، ودبت بينه المنازعات واخترقته المصالح؛ حيث نجد أن قطاعا من السلفيين أصبح فى صف المعارضة، فضلا عن أن تركيبة الشباب لم تعد تقبل ما كان يقبله الكبار، والحل الوحيد أمام الإخوان للقضاء على الشباب أن يستخدموا طريقة الإنجليز بإشاعة إدمان المخدرات، مبشراً بأن الإخوان سيلجأون إلى جميع الأساليب غير الأخلاقية للحفاظ على السلطة.
ويقول سامح عيد، الخبير فى الشأن الإخوانى: إن تنظيم الإخوان لن ينجح فى الانتخابات عن طريق الديمقراطية، وليس أمامهم سوى تفكيك الدولة وإعادة بنائها بالطريقة الإخوانية، من خلال الحروب الأهلية وإشاعة التوتر بين أطياف المجتمع، ما سيؤدى لسقوط أعداد كبيرة من القتلى، ويدفع البعض لقبول الوضع المشابه لوجود حركة حماس فى غزة، بحيث يبقون فى الحكم مدة طويلة لإعادة التمكين، واستعادة ثقة الشعب، حتى يتسنى لهم أن يفوزوا بعد ذلك.
أضاف «عيد»: لن تكون هناك انتخابات رئاسية بعد 4 سنوات، بل اغتيالات سياسية وقتلى وتفكيك للجيش بشكل أو بآخر، وقد بدأ ذلك بالفعل مع أزمة «الجارديان» التى سربت إليها تقارير تتحدث عن تورط الجيش فى تعذيب وإخفاء الثوار أثناء الثورة، فالإخوان يعملون على فكرة استسلام المجتمع للواقع والقول بأنه لم يحن الوقت للانتخابات، لكى يبقوا 8 سنوات يعيدون خلالها بناء الدولة على أساس التمكين والسيطرة، ومحاولة بناء الثقة مع الشعب، ببناء إنجازات وحل المشاكل على أمد طويل.
وبخصوص المعارضة، يؤكد «عيد» أن الإخوان سيعتقلون عدداً من شخصيات المعارضة، بينما سيسمحون لبعضهم بالهروب، ليبقى الآخرون فى حالة استسلام، فهم لن يستسلموا لانتخابات مبكرة، وقد اخترقوا معظم الأحزاب وبدأوا فى تفجيرها مثل «حزب الدستور»، لافتاً إلى أن الإخوان تحركوا للتقارب مع إيران والعمل على إنشاء ما يسمى «الحرس الثورى» والاستعانة بتجربة «حماس» فى غزة.
ويقول أحمد بان، الخبير فى الإسلام السياسى: أعتقد أن الإخوان سيعتمدون لوناً جديداً من ألوان قهر المعارضة هو القهر الناعم: «اقتل فى صمت»؛ بحيث يعتمدون خطابا خادعاً يتحدث عن المشاركة والمصلحة الوطنية العليا، ويحفل بمفردات العاطفة الوطنية الحارة والدعوة الدائمة لحوار فارغ بلا مضمون أو ضمانات، واختيار نوعية من المعارضة المدجنة من هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون إلى المنطقة الرمادية فى السياسة، أو من يطلق عليهم «رجال كل العصور» لتجميل المشهد السياسى.
ويقول: أما التحالفات الإقليمية للتنظيم فتحددها السياسة الأمريكية عبر البوابة القطرية، التى تأتى للعب دور وظيفى يدفع عن الإخوان شبهة العمالة المباشرة.