كنيسة «العذراء مـريـم» فى سـخـا.. مزار سياحى يحمل أثر «قدم السيد المسيح»
كنيسة العذراء مريم مزار سياحى لأقباط مصر
دخلتها العائلة المقدسة أوائل القرن الميلادى الأول، ومكثت فيها قرابة 3 شهور، ومنها استكملت رحلتها فى مصر، وعند انتشار المسيحية، تم بناء كنيسة «العذراء مريم» فى مدينة «سخا» بمحافظة كفر الشيخ، لتحمل أثر «قدم السيد المسيح»، ونظراً لأهميتها التاريخية والأثرية، تحولت إلى «إبراشية»، وأصبحت مزاراً للأقباط فى كافة محافظات مصر، ومقصداً سياحياً للمسيحيين من مختلف أنحاء العالم.
وتضم كنيسة «العذراء مريم» بقايا أحد الأعمدة الأثرية، عبارة عن «تاج حجرى»، مكتوب على ظهره كلمة «الله»، ورقم 1، ويُقال إن الحجر كانت مكتوبة عليه كلمة «الله» فقط، إلا أن بعض القائمين على الكنيسة كتبوا تحتها رقم 1، خشية قيام البعض بتحطيمها، وتم إخفاء ذلك الحجر لفترة طويلة، بدفنه تحت الأرض، إلى أن تم اكتشافه مؤخراً.
مزار سياحى تحمل أثر «قدم السيد المسيح».. تعرضت لحريق عام 2008 وأعادت المحافظة ترميمها
ومرت الكنيسة الأثرية فى مدينة «سخا» بالعديد من المراحل، ما بين الإهمال والتجديد والتطوير، وتعرضت لحريق هائل عام 2008، نتيجة سقوط شمعة مشتعلة بها، ما تسبب فى تدمير معظم محتوياتها، إلى أن أمر محافظ كفر الشيخ الأسبق، اللواء أحمد عابدين، بترميمها وإعادة تجديدها، كما خضعت لعملية ترميم أخرى عام 2012، وأعيد افتتاحها عام 2014، لتصبح مزاراً دينياً للمسيحيين من مختلف المحافظات، الذين يفدون إليها للتبرك بـ«قدم المسيح»، بعد أن تمت إزالة آثار الحريق. كما تحمل الكنيسة بين جوانبها العديد من الآثار الدينية، منها كأس مخصص لـ«التناول»، وصينية مصنوعة من الفضة، وكذا «الماستير»، وهو عبارة عن «ملعقة»، ويعتبر تحفة أثرية نادرة، مدون عليه تاريخ سنة 1213، كما تحتوى على «شمعدان» يحتمل أنه مصنوع من الفضة، أهداه الخديو إسماعيل إلى الكنيسة، كما هو محفور عليه، مما يعنى أن تاريخه يعود إلى سنة 1862، كما تضم الكنيسة عدداً من المقتنيات الأثرية النادرة، التى يُعتقد أنها تلقتها على سبيل الهدايا من بعض أثرياء الأقباط، أو نذور للكنيسة، ومنها درج للبخور، وصليب، وتيجان كتلك التى توضع على رأس العروسين عند عمل «الإكليل»، وجميعها يعود تاريخها إلى القرن الـ19 الميلادى.
ومؤخراً تم العثور على مخطوط أثرى نادر داخل كنيسة «العذراء مريم» فى «سخا»، يُعتقد أنه مكتوب بيد «القمص يوحنا الناسخ»، وهو نفسه «البابا كيرلس الخامس» فيما بعد، يتضمن عظات الآحاد، كما تحتوى على مخطوط عن «دير المحرق»، مما يُعد دليلاً على وجود «حجر مقدس»، ذُكر عنه أنه «عندما شعرت العذراء مريم بالعطش، نظرت إلى ابنها الحبيب يسوع المسيح، ففهم ما تريد، فلمس بقدمه المقدسة ذلك الحجر، فتدفقت المياه تحت رجليه»، كما طبعت آثار قدمه على الحجر، كما تحتفظ الكنيسة بمنطقة الهياكل، التى تُقام فيها الطقوس الدينية، وعادةً ما تمتلئ بالزائرين، خاصة فى عيد دخول السيد المسيح أرض مصر.
وأكد «القمص متياس موريس»، راعى كنيسة «العذراء مريم» في سخا، أن الكنيسة كانت تسمى في السابق باسم «خاست»، وتغير اسمها فى العصر اليونانى إلى «أكسويس»، وقبل مجىء السيد المسيح إلى المدينة، كان يُطلق على المنطقة اسم «بلاد السباخ»، وفى القرن الــ10 الميلادى، سمُيت «يخا أيسوس»، أى «القدم»، ثم استقرت على اسم «سخا»، وحتى القرن الــ18 فى بداية الدولة الفاطمية، كان هذا المكان ديراً، ولم يكن قد تحول إلى كنيسة بعد، وأضاف «موريس» أنه فى الأول من يونيو من كل عام، يتم إقامة قداس بالكنيسة، يتوافد عليه المسيحيون من مختلف أنحاء العالم.
أما «القس تيما أفاوس»، مسئول كنيسة «العذراء مريم»، فقال إن الكنيسة تشهد إقامة 5 احتفالات فى كل عام، يشارك فيها قيادات المحافظة و«الإخوة المسلمون»، منها احتفال أعياد «السيدة العذراء مريم»، وعيد «دخول المسيح أرض مصر»، فى الأول من يونيو.
سمر عبدالرحمن