فتاة توثق مشوار والدها في البحث عن حبه القديم بـ"هدية من الماضي"
لقطة من الفيلم
يغلق البطل الباب الرئيسي لمنزله وسط أصوات قلقلة المفاتيح وتغريد العصافير ونسيم الصباح المنعش، يصعد إلى سيارة تقودها ابنته، يتأمل الحياة من خلف زجاجها، ويردد أغان قديمة بصوت عذب وإحساس عميق".. مشهد من فيلم "هدية من الماضي"، وثقت خلالها كوثر رحلة والدها في البحث عن حبه القديم.
"تذكرتين سفر إلى روما".. هما هدية "كوثر يونس" لوالدها "مختار" في عيد ميلاده الخامس والسبعين، لتبدأ رحلتهما في البحث عن "باتريتسيا" الحب القديم المدفون في أعماق قلبه من الماضي، تفضحه نظرات عيونه وملامحه في كل لقطة من لقطات الفيلم، دون الحاجة إلى استخدام أي من أنواع الموسيقى التصويرية، ليحتل الكلام والملامح قلبك ويكفيك، وتذوب مع أول دندنة للبطل بأغنية فريد الأطرش "يا زهرة في خيالي".
لم تستقبل زوجة البطل "مختار يونس" الأمر بالرفض، بل بالتشجيع والدعم والمرح كما ظهر في اللقطات الأولى للفيلم، في حين شعرت بالفخر والفرح بعد وصول هذه القصة إلى دور السينما، حسب ما ذكرت "كوثر يونس" المخرجة والسيناريست والمصورة، واعتبرت أن والدتها تصرفت من منطلق ترك مساحة من الحرية لزوجها لاختيار حياته بنفسه، ورغم شعورها بالغيرة والخوف والقلق عليه، امتزجت مشاعرها بالثقة ومحاولة إرضاء ابنتها الوحيدة التي تبحث عن سعادة والدها، وتحقيق حلم عمره في تسليم "باتريتسيا" حبيبته خاتمها الذهبي، بعد أن تخلى عنها منذ 33 عاما، بينما ترى "كوثر" أن والدها لن يتصرف أبدا بهذا الشكل المثالي، إن استقبلت زوجته هدية من الماضي بل سيعكر عليها صفو الحاضر.
"المجتمع شرقي جدا".. كانت كلمات كوثر لـ"الوطن"، فهي لا تمانع أن تذهب مع والدتها في رحلة للبحث عن الحبيب السابق إن كان لدى الأم هذا العشق الدافئ، الذي يغمر القلب وينسيها الحاضر، فتشتاق إلى رؤية ملامح وجه حبيبها وسماع صوته، إلا أن الأب كأي رجل مصري لن يقبل بهذا الشيء تماما، وسيرفض الأمر منذ بدايته، ولا يمكن أن تكتب لهذه الرحلة أن تقف على مطلع الطريق.
يرى الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، أن المرأة تقبل سماع كلمات الغزل من زوجها عن فتيات أخريات، وحملقة عينيه في المارة وحديثه عن الحسناوات المشاهير ليلا ونهارا، بينما لن يقبل الزوج أن تذهب امرأته بجزء صغير من مشاعرها أو تفكيرها إلى أي شخص أخر، فالمرأة تعتاد على التسامح والعطاء، بينما يمتاز الرجل بحب الامتلاك.
ويرى فرويز أن بعض النساء يرغبن في مساعدة أزواجهن على اجتياز أزمة نفسية أو التغلب على معاناة صحية، فيسمحن لهم بالذهاب إلى امرأة أخرى وإشباع رغبتهم وحاجتهم إلى السعادة، وأحيانا تشعر بعض الزوجات بالعبء والتعب والنفور من إيقاع حياتها الروتيني، فتفسح له المجال للذهاب إلى امرأة أخرى.