عضو ائتلاف المعارضة لـ«الوطن»: روسيا ترفض دخول النظام إلى «إدلب»
القيادى بالائتلاف الوطنى لقوى المعارضة السورية الدكتور محمد بسام الملك
رفض القيادى بالائتلاف الوطنى لقوى المعارضة السورية الدكتور محمد بسام الملك وصف ما حققه الرئيس السورى بشار الأسد فى «حلب» بـ«الانتصار»، معتبراً أن «حلب» ليست كل سوريا، وانتقد «الملك»، فى حواره لـ«الوطن»، موقف حلفاء المعارضة الدوليين قائلاً: «حلفاؤنا خذلونا، بينما حلفاء الأسد فعلوا معه كل شىء».. إلى نص الحوار:
■ ما تأثير سقوط «حلب» على مسار «الثورة السورية» وموقف المعارضة من ذلك؟
- سوريا ليست «حلب»، شرق «حلب» مجرد جزء من سوريا حتى لو كان جزءاً مهماً، لا يزال هناك ريف دمشق وحماة وحمص وهناك مناطق كثيرة خارج سيطرة النظام منها ما هو تحت قبضة «داعش» مثل الرقة ودير الزور، الحقيقة أن «الأسد» لم ينتصر، إنما انتصر على شعبه بالاستعانة بالميليشيات الإيرانية والقوات الروسية وحزب الله، هو قام بتهجير نحو 250 ألف حلبى بين ريف حلب والحدود التركية. ما نخشى منه أن يتجمعوا كلهم فى الفترة المقبلة ويبدأوا قصف مدينة «إدلب».
«الملك»: الثورة السورية لم تُهزم لكن حلفاءنا خذلونا
■ وما موقف المعارضة من اجتماع كازاخستان الذى دعت له روسيا؟
- الرئيس الروسى فلاديمير بوتين دعا إلى مؤتمر فى «أستانة» لإنقاذ سوريا، وقال إنه يجب وقف إطلاق النار فى كل سوريا، وهذا هو الذى تم التوصل إليه فى التفاهم الروسى التركى الإيرانى. إذا كانوا يريدون أخذ جميع القرارات الصادرة من مجلس الأمن فنحن معهم، أما إذا كانوا يريدون أن يأخذوا جزء القرار 2254 ويتركوا بيان «جنيف» والقرار 2118 اللذين يشيران إلى حكم انتقالى، فإن هذه المباحثات ستفشل.
■ ماذا عن موقف حلفائكم الدوليين فى معركة «حلب»؟
- لولا حلفاء «الأسد» والقصف الجوى الروسى ما كان لينتصر «الأسد» على شعبه، نحن لو كان حلفاؤنا صادقين معنا وأعطونا صواريخ مضادة للطائرات لاختلفت مسيرة المعركة، لكن أمريكا و«أوباما» خذلونا ولم يعطونا شيئاً، حتى الأوروبيين مقيدون ولا يستطيعون أن يعطونا شيئاً دون أمريكا. والحقيقة أن الحل السياسى الذى يتحدث عنه الروس لن يكون خارج المظلة الأمريكية، نحن فى مرحلة فراغ بين انتقال السلطة بين «أوباما» و«ترامب».
تركيا تخشى الأكراد ولا يهمها الشعب السورى.. ومسئولو السعودية وقطر يصرحون ولا يقدرون على شىء
■ وما قراءتك للموقف التركى والتغير الذى حدث فيه؟
- الدول ليست جمعيات خيرية، وكل دولة تعمل لمصالحها، تركيا قبل الانقلاب وبعد الانقلاب الوضع مختلف، كانوا يقولون لنا فى السابق إن «حلب خط أحمر» وما حدث كشف أنها ليست خطاً أحمر كما يقولون، تركيا تفاهمت مع روسيا وأعادت العلاقات مع إسرائيل، تركيا لا يهمها مصالح الشعب السورى، وإنما يهمها مصالح شعبها، عندهم مشكلة أساسية أنهم لا يمكن أن يسمحوا بقيام دولة كردية فى الشمال السورى.
■ وبالنسبة لباقى الحلفاء.. السعودية وقطر؟
- وزير الخارجية السعودى عادل الجبير وهو كان حليفنا كان يقول لبشار الأسد إنه إذا لم يذهب بالعملية التفاوضية سيرحل بعملية عسكرية، ليس هناك عملية تفاوضية ولا عملية عسكرية.. إذا لم تكن تستطيع تنفيذ أى شىء فلا تصرح، كل حلفائنا خذلونا أما حلفاء النظام فكلهم وقفوا معه، أمريكا خذلتنا وتركيا خذلتنا والسعودية وقطر لا تستطيعان فعل شىء.
■ ما تأثير الوضع العسكرى الجديد فى «حلب» فيما يتعلق باستئناف المفاوضات؟
- نحن ضد كل شىء غير سورى يخرج من أراضينا من الطرفين.. ضد «داعش» «والنصرة» وكل ما هو أجنبى يدعم الثورة السورية، ونحن كذلك ضد كل ما هو أجنبى يدعم النظام مثل الميليشيات الإيرانية والباكستانية والروس، سوريا الآن مفتتة وليس لها قرار حر.
■ بالنسبة لـ«إدلب».. هل تكون المعركة المقبلة فيها؟ وهل المعارضة مستعدة لها؟
- لا يسمح «بوتين» أن تكون هناك جريمة جديدة كما فى «حلب»، هذا فى إطار التفاهم الروسى الأمريكى، وهنا خلاف مع الإيرانيين، النظام وإيران يريدان استمرار العملية العسكرية، و«بوتين» يريد إنهاء المستنقع السورى.
■ لكن كان هناك قصف مؤخراً على «إدلب».. ما تعليقك؟
- هذه الغارات لكى تكون العصا مسلطة من الروس ويجلس العسكريون للتفاوض، لأن الروس لا يريدون التفاوض لا مع الائتلاف المعارض ولا هيئة المعارضة، وإنما التفاوض مع العسكريين الموجودين على الأرض.
■ هل يمكن القول إن «الثورة السورية» انهزمت بعد «حلب»؟
- هذا غير صحيح، الثورة السورية لم تهزم، وليست حلب الشرقية -كما قلت- هى سوريا كلها.