"هوربوست": مدير "الجزيرة" الأسبق خرب المؤسسات الإعلامية لصالح الإخوان
وضاح خنفر
تحت عنوان "هوربوست تفتح الملف الأسود لقناة الجزيرة - الجزء الأول: وضاح خنفر"، ذكر موقع "هوربوست" أنه سينشر ملفا عن "قناة الجزيرة المخرّبة"، واختار "خنفر" المدير الأسبق لها، لتكون معه البداية.
وقال "هوربوست" إنه برز في الأعوام الأخيرة اسم الإعلامي وضاح خنفر، المدير الأسبق لقناة الجزيرة، وأحد الأذرع الإعلامية المهمة التي زُرعت ومُولت لتحقيق أجندات التنظيم الإخواني على حساب أبناء الوطن العربي، مرتبط بتنظيمات سياسية وجمعيات مشبوهة، وذات علاقة مباشرة بالإرهاب.
وأضاف الموقع أن خنفر، المولود في قرية الرامة بفلسطين، تخرج من كلية الهندسة في الجامعة الأردنية سنة 1990، ثم التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب، وشهدت تلك المرحلة انخراطه في الوسط الإعلامي، وارتقى السلم التنظيمي الإخواني بسرعة، ليصبح أحد أبرز قادة حماس في مكتب السودان في فترة التسعينات، وفقًا لمقال نُشر في 2007 على موقع جماعة الإخوان المسلمين "إخوان ويب"، وحصل في تلك الفترة على درجة الماجستير من جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم.
وتابع أن علاقة خنفر التمويلية زادت بحماس في جنوب إفريقيا من 1994 إلى 2001، حيث استقر الإعلامي في جوهانسبرج، وكان يعمل في أنشطة تتعلق بالحركة.
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت في 2003 أن مؤسسة الأقصى ومقرها ألمانيا واجهةً مالية لـ"حماس"، حيث تلعب المؤسسة دورًا حيويًا في دعم البنية التحتية الإرهابية للحركة، كما تستخدم الأموال التي تم جمعها لأغراض تحت مسمى خيرى لدعم الحركة الإرهابية.
وتابع: وخنفر، أيضا، هو المدير التنفيذي المؤسس لمركز الأفروشرق أوسطية للبحوث والمعلومات، الذي استضاف مسؤولين من "حماس" أثناء زيارتهم جنوب إفريقيا، ما يثبت علاقة وضاح الوثيقة بمؤسسة الأقصى استخدامه ذات العنوان للتواصل الشخصي معه، وأن ذات العنوان مُستخدم أيضا لمركز الأفروشرق أوسطية للبحوث والمعلومات.
واستطرد: التحق خنفر بقناة الجزيرة عام 1997، في بداية انطلاقها، ثم عُيّن مراسلا لها في جنوب إفريقيا، وغطى عددا من الأحداث في مختلف أنحاء إفريقيا، كما عمل في عدة مكاتب تابعة للقناة بعدد من الدول العربية والأجنبية، إلى أن تم تعيينه مديرا للقناة في 2006؛ ليبدأ بعد ذلك تنفيذ سياسته الإعلامية الخاصة.
وأردف "هوربوست" أن خنفر لم يكن الوحيد من أبناء الأسرة الذي يلتحق بحركة حماس، حيث أشار مركز المعلومات الفلسطينية، التابع لحركة حماس، إلى أن 3 من إخوة وضاح في الضفة الغربية أعضاء بالحركة، وأنهم تعرضوا لاعتقال السلطات الأمنية الصهيونية، وفي 2009 ألقت السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية القبض على مهدي خنفر، الأخ الأكبر لوضاح، لانتمائه إلى "حماس".
وقال: عمل وضاح قبل إدارته لـ"الجزيرة" تاجرا للمعلومات لدى المخابرات القطرية قبل أن يتم ضمه إلى القناة، حسب اتفاقية يستفيد منها الطرفان؛ خنفر ماليا، بينما تستغل قطر و"الجزيرة" علاقاته الوثيقة مع تنظيم "القاعدة"، وكان جُل عمله في تلك المرحلة الحصول على المعلومات لصالح المخابرات القطرية، علاوة على توصيل الدعم من الدوحة إلى تنظيم القاعدة، مستفيدا في ذلك من غطاء المراسل الصحفي، وهو أسلوب شائع لدى أجهزة المخابرات، لكن حينما شعر خنفر بالذعر إزاء الشكوك حوله في أفغانستان، نقلته القناة للعمل مراسلا في العراق، ثم عُيّن مديرا للقناة في 2006.
وأضاف الموقع: في 2011 ادعى وضاح خنفر تقديم استقالته من منصب مدير عام قناة الجزيرة، بعد أن تكاثرت الاتهامات حوله بخدمة الأجندة السياسية لجماعة الإخوان عبر القناة، وبتحويلها إلى منبر لبث السموم الإخوانية وفكر الجماعة المتطرفة.
وأكد الموقع الإلكتروني أنه بالرغم من نفي خنفر أكثر من مرة أن ميوله الإخوانية وأجنداته السياسية هي سبب الإطاحة به، إلا أن وثائق نشرها موقع "ويكيليكس" أثبتت تعامل "الجزيرة" مع المخابرات العامة الأمريكية خلاله فترة توليه إدارتها، كما أكدت الوثائق أيضا انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، علاوة على أنه عضو فاعل بحركة "حماس".
وذكر الموقع: لم تكن الإطاحة بخنفر من إدارة قناة "الجزيرة" عملا تصحيحيا كما اعتقد البعض، بل تصرفا أملته الضرورة، خاصة أن وثائق "ويكيليكس" كشفت الكثير من الأمور المخزية، ولذا جاء إبعاد خنفر عن الساحة القطرية حتى تهدأ الأمور، ولا تتضرر سمعة القناة.
وأضاف: أثناء قيادة خنفر لـ"الجزيرة"، زرع أجندة الإخوان عبر فريق العمل وغرفة الأخبار، الأمر الذي أدى إلى ثورة داخل القناة وخارجها، ففي سنة 2007، على سبيل المثال، استقال حافظ الميرازي مدير مكتب الجزيرة في واشنطن، احتجاجا على "الانجراف الإسلاموي" للقناة، مؤكدًا أنه "منذ اليوم الأول لرئاسة وضاح خنفر، كان هناك تغيير جذري، خاصة بسبب اختياره لمساعدين متشددين"، كما أنه في نفس العام أكد شاكر حامد، مراسل الجزيرة السابق في بغداد، أن "الجميع يشكو من الاتجاه الجديد، حيث يتم تقليص الليبراليين والعلمانيين والقوميين، ويهيمن الموقف الإسلاموي على غرفة الأخبار".
وتابع: عقب تنحية خنفر من قناة "الجزيرة" أسس شركة أطلق عليها اسم "شركة الوسائل الإعلامية المتكاملة" Integral Media Strategies، والمسجلة في المملكة المتحدة، والتي اتخذت مكاتب لها في منطقة أعمال لندنية باهظة أسعار الإيجار، ما يثير التساؤلات عن تمويلها.
وذكر "هوربوست" أن خنفر أعلن شراكته مع أريانا هافينجتون لإطلاق موقع جديد باللغة العربية "هافينجتن بوست عربي"، الذي ظهر على الساحة في 2015، لكنه لم يتميز بطرحه الإخباري على نهج "هافينتجن بوست" الإنجليزية الرصينة، لكن عبر الهجوم على الحكومات والزعماء العرب المختلفين مع النهج الإخواني، ومن خلال تقديم بروباجاندا صارخة لصالح الميليشيات والجماعات الإرهابية.
وأضاف: أكد خنفر قبيل إطلاقه الموقع أنه سيتناول الأحداث كافة في إطار سياسة إعلامية متكاملة وهادفة، وأن شركة الوسائل الإعلامية المتكاملة، المالكة للموقع، ستوفر تدريبا للصحفيين العاملين، لكن فاته الإفصاح عن مصادر التمويل، والجهة الواقفة وراء مشروع بهذا الحجم.
وتابع: أسس خنفر وزملاؤه سلسلة من المخرجات الإعلامية التي تعزز الأجندة السياسية للإخوان المسلمين، فضلا عن اتباع سياسة جديدة للتأثير بخلاف وسائل الإعلام التقليدية، والتي وصفها خنفر بأنها واقعة تحت تأثير "مراكز القوى"، مثل الحكومات والشركات و"مموليهم"، وتسعى الإستراتيجية التي اتبعها خنفر إلى محاربة وسائل الإعلام التقليدية، من خلال الاستفادة من ظهور وسائل الإعلام الاجتماعية والتكنولوجيا منخفضة التكاليف في سعي محموم لصياغة الرأي العام العربي باتجاه التهليل بمحاسن الإخوان وأفضالهم.
وقال الموقع إن "خنفر سعى من خلال عمله على تأجيج الصراعات في مصر، ونشر الفتن والأخبار المضللة، فعلى الصعيد الليبي، قلل الموقع من شأن القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، إضافة إلى تأييده للميليشيات المتأسلمة المسلحة، ولم تسلم دولة عربية من عمليات التحريض المسمومة التي يشنها خنفر، فبذل الدعم الإعلامي المستمر لتأييد المليشيات المسلحة ودعم الحركات الإسلامية في ليبيا وسوريا وفلسطين".
وأوضح: لم يقتصر دور خنفر على التخريب الإعلامي في قناة "الجزيرة" و"هافينجتن بوست" فحسب، بل ساهم في إنشاء وتمويل مؤسسات إعلامية أخرى كـ"نون بوست"، المسجل في الأصل باسم محمد بشير عرنوس، أحد كبار مساعدي خنفر والمسؤول عن منتدى "الشرق" الذي يتبع لخنفر وأسسه عرنوس سنة 2012، وهو أيضا الذي سجّل الموقع الشخصي لوضاح خنفر، علما بأن عرنوس هو رئيس تحرير "نون بوست"، بينما عبدالكريم العوير، زوج ابنة وضاح خنفر، هو نائب رئيس التحرير، إضافة إلى "ساسة بوست"، الذي انطلق في مارس 2014، وهو مُسجل باسم المدير التنفيذي لـ"ساسة بوست"، ماجد العدوان، وهو من المشاركين في الاجتماعات التحضيرية لإطلاق "هافينجتن بوست العربي" مع وضاح خنفر وأريانا هافينجتن.