فتيات يواجهن التحرش بتعلم «النينجا»: قاتلى على الطريقة اليابانية
أية عصام تتعلم فنون «النينجا»
يرتدين ملابس سوداء تغطى معظم أجسامهن، يتحركن بسرعة ورشاقة، حيث تقتضى قوانين اللعبة التخفى وإلحاق الضرر فى صفوف العدو، مستخدمات أى وسيلة تقع أعينهن عليها، ورغم غرابة اللعبة وتصنيفها ضمن قائمة «الألعاب القتالية» إلا أن العديد من الفتيات قررن الدخول لساحة هذه المعركة، رافعات شعار «النينجا للدفاع عن النفس».
تقى أحمد، صاحبة الـ 16 عاماً، عرفت لعبة «النينجاستو» أو «النينجا» اختصاراً، التى تعود أصولها إلى اليابان، عن طريق صديقتها «آلاء»، فدفعها حب الاستكشاف إلى ممارسة اللعبة كوسيلة للدفاع عن النفس، وسرعان ما أعجبت بها وقررت أن تستكمل ما بدأته.
«تقى»: «بمشى فى الشارع وأنا حاسة بأمان».. «آلاء»: لعبة بدون قواعد
تقول «تقى»: «بدأت لعبة النينجاستو من شهرين ونص بس عرفتها بالصدفة عن طريق صاحبتى، والفكرة فى الأول شدتنى كرياضة للدفاع عن النفس ولما بدأت أتمرن لقيت إنها لعبة مهمة ولما أكون محترفة فيها هعرف إزاى أدافع عن نفسى فى الشارع وده شدنى ليها أكتر وخلانى أكمل». لم تواجه «تقى»، الطالبة فى الصف الثانى الثانوى، أى صعوبة فى إقناع أهلها بممارسة اللعبة رغم نظرة الكثيرين لها كلعبة قتالية لا تناسب الفتيات.
رغم صعوبة اللعبة التى تبيح الضرب باستخدام أى وسيلة دون قيود على عكس الكاراتيه، قررت «تقى» أن تستمر فى الذهاب إلى التمارين: «كنت بخاف فى الأول إنى أرمى نفسى على الأرض أو أتخبط فى دماغى، وكان فيه حاجات بتوجعنى فى البداية زى ضهرى ومفاصلى وكنت برجع تعبانة أوى بعد التمرين لكن دلوقتى اتعودت على طبيعة اللعبة وحبيتها لما بقيت أحس بالأمان وأنا ماشية فى الشارع، ولو بقيت محترفة فيها أتمنى أدخل بطولات». تبلغ أسعار التمرين الخاص بـ«النينجاستو» 250 جنيهاً شهريا، وتقضى «تقى» نحو 4 ساعات فى التدريب أسبوعيا.
فيما عرفت آلاء عبدالوهاب لعبة «النينجاستو» عن طريق الإعلانات على شبكة الإنترنت، فجذب انتباهها الملابس السوداء والأدوات القتالية فقررت أن تخوض التجربة لمعرفة أسرار اللعبة الغريبة، حسب وصفها.
وتقول آلاء صاحبة الـ«17 عاماً»: «أنا بلعب كاراتيه لكن عجبنى فى النينجاستو أن هى مش محكومة بقوانين، يعنى لو اتعرضت لموقف فى الشارع أقدر أكسر اللى قدامى، وأى حاجة جنبى أقدر أستخدمها كسلاح أدافع بيه عن نفسى واتعلمت إزاى استهدف المفاصل أو أضرب حتة معينة فى جسم الهدف علشان يتوجع وأقدر أهرب منه».
يشبه لاعب «النينجاستو» أبطال «النينجا» الخارقين فى الأفلام والرسوم المتحركة، وتصف «آلاء» طبيعة الملابس والأدوات: «اللبس بيكون لونه أسود كله والتعامل بالسيف أو الدرع أو النجوم، شبه سلاحف النينجا كده، وفى المراحل الأخيرة بنتعلم إزاى نستخدم إيدينا ورجلينا مع الأسلحة دى».
اعتادت «آلاء» ممارسة رياضات مختلفة منذ نعومة أظافرها، ولم تجد أى رفض من أهلها لممارسة هذه اللعبة القتالية، وتروى بدايتها مع «النينجاستو» قائلة: «ماما وبابا علمونا إن الرياضة شىء أساسى فى حياتنا ولما بطلت كاراتيه اتنقلت للنينجاستو، كنت حابة أتعلم لعبة زى دى لأنى محتاجة فى حياتى أتعلم إزاى أدافع عن نفسى».
بينما وجدت آية عصام، ذات العشرين عاماً، متعة فى لعبة النينجاستو كوسيلة للدفاع عن النفس. بدأت «آية» تدريبات «النينجاستو» منذ شهر واحد فقط، بعد أن شاهدت إعلاناً خاصاً باللعبة على إحدى صفحات فيس بوك فقررت أن تتعرف على قوانين اللعبة -التى لم تسمع عنها من قبل- رغم ممارستها لـ«الكاراتيه» منذ 9 أعوام، حسب قولها.
«اللى عجبنى فى النينجاستو إنها تطبيق عملى بتعلمنى إزاى أضرب وأدافع عن نفسى فى الشارع مش محكومة بقوانين معينة»، بهذه الكلمات فسرت «آية» سبب حبها لهذه اللعبة رغم صعوبة طبيعتها، وأكدت أنها أصبحت تشعر بالثقة والأمان أثناء سيرها فى الشارع.
تتلقى «آية» تدريبات «النينجاستو» -التى لاحظت إقبال العديد من الفتيات عليها- مرة واحدة فى الأسبوع، إلا أنها تحرص على تطبيق كل ما تتلقاه عملياً فى البيت: «دايماً بتدرب فى البيت مع نفسى على الحركات اللى اتعلمتها علشان مانساش، وبقيت بحس إنى أقوى من الأول ومش خايفة وأنا ماشية فى الشارع لوحدى».