خبراء وسياسيون: رجال الأعمال وتضييق السلطة أبرز أسباب تدهور الأحزاب
الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
أكد خبراء وسياسيون أن انشقاقات الأحزاب ترجع لتحكم وهيمنة رجال الأعمال على الأحزاب، من ناحية، ما ساعد فى عرقلة الدور المنتظر منها، مثلما حدث فى حزب المصريين الأحرار، ومن ناحية أخرى، فإن السلطة تعمل على تفريغ ساحة العمل السياسى من المعارضين أو البدائل المدنية سواء كانت حزبية أو غير حزبية.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الانشقاقات الحزبية ترجع لتحكم وهيمنة رجال الأعمال على الأحزاب، مما يساعد على عرقلة الدور المنتظر من الأحزاب، كما حدث فى حزب المصريين الأحرار، وأضاف: «المصريين الأحرار صناعة ساويرس، وفكرة أن يكون رئيس الحزب من رجال الأعمال ظاهرة غير صحية، فهو داخل مع الدولة فى أمور كثيرة ومصالح منها المناقصات والمزايدات والضرائب وغيرها»، وتابع القول إنه «لا يوجد دور فاعل للأحزاب وكلها متراجعة أمام السلطة التنفيذية، لأنها لم تعر أى اهتمام للأحزاب وتسعى دائماً لإقصائها».
«فهمى»: دورها المستقبلى يتطلب تنفيذ مبادرة الرئيس.. و«حسن»: السلطة تفرغ الساحة من المعارضة
وقال الدكتور عمار على حسن، الباحث والروائى، إن السلطة السياسية الحالية تعمل على تفريغ ساحة العمل السياسى من المعارضين أو البدائل المدنية، سواء كانت حزبية أو غير حزبية، وهى بذلك تعيد إنتاج النظام الحزبى «الهش» الذى رسخه نظام «مبارك»، لافتاً إلى أن السلطة لا تفهم سياسة الاختلاف ودائمة التعامل معها بمفهوم الخيانة أو الخروج عن الصف الوطنى. وأضاف أنه لا يوجد طريق أمام كافة الأحزاب المصرية للتحرر من سلبياتها وإخفاقاتها فى الحياة السياسية سوى اتباع مفهوم النضال والكفاح الوطنى بكل ما يحويه من معنى، والسعى جاهدة لأخذ زمام المبادرة، ولا تنتظر وقوع الحدث أو الاكتفاء بالتعليق أو المشاهدة، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن لا تزال تدس أذرعها داخل الأحزاب من خلال مراقبتها، وما زالت هناك إدارة داخل جهاز الأمن الوطنى تعمل على متابعة الأحزاب وكأنها تنظيمات خارجة عن القانون.
وأكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ السياسة العامة، الخبير فى الشئون السياسية والاستراتيجية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن دور الأحزاب المستقبلى المتمثل فى خارطة الحياة السياسية والمجتمعية فى مصر، يتطلب بشكل سريع الاستجابة لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى تهدف لدمج الأحزاب ذات المرجعية الفكرية الواحدة تحت لواء حزبى واحد، الذى سيساهم بدوره فى قوة وتماسك الأحزاب وانعكاس ذلك على الحياة السياسية فى مصر بشكل إيجابى، بدلاً من عمل كل حزب بمفرده، نافياً أن يكون ذلك دعوة لإلغاء الأحزاب مثلما أخطأ البعض فى التفسير، وأشار لضرورة عودة جميع الأحزاب لممارسة دورها فى الوصول للسلطة من خلال الانتخابات، وأن تكون شريكة فى الحياة السياسية بأن تتبنى دور المبادرة، بدلاً من الاكتفاء برد الفعل والتعليق فقط، موضحاً أنها ستكون على نفس صورتها الحالية التى وصفها بـ«الباهتة» إن لم تسع لذلك بعيداً عن صراعاتها الداخلية، وأوضح أن كافة الأحزاب ما زالت بعيدة عن المشاركة الحقيقية والفعالة فى الانتخابات المحلية داخل الدولة، مرجعاً أسباب ذلك إلى الاضطرابات التى تشهدها الهياكل التنظيمية للأحزاب، وعدم وجود كوادر جديدة بها، إضافة إلى استمرار غياب عنصر الشباب عنها، فضلاً عن عدم وجود حراك سياسى بها.