ردع الإرهاب.. «الداخلية» تسقط أكثر من 200 خلية وتضبط 750 متهماً
الكنيسة البطرسية بعد التفجير الإرهابى «صورة أرشيفية»
يعتبر عام 2016 عاماً فارقاً فى مكافحة الإرهاب، إذ شهد انحساراً ملحوظاً فى العمليات الإرهابية مع ارتفاع وتيرة القبض على الخلايا الإرهابية عبر ضربات استباقية شكلت رأس حربة فى تحويل الدفة نحو القضاء على الجماعات الإرهابية والخلايا التابعة لها، ورغم الحوادث الإرهابية التى شهدتها البلاد إلا أن ضبط المتهمين فيها فى أوقات قياسية كان عاملاً حاسماً فى معركة الدولة ووزارة الداخلية تحديداً مع جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات التكفيرية الأخرى المتضامنة معها.
ضبط متهمى «البطرسية» ومرتكبى مجزرة حلوان وقتلة النائب العام والمتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس وقتل إرهابى كرداسة ومسئول «توعية الإخوان»
وشهد عام 2016 ضبط ما يقرب من 200 خلية إرهابية ضمت نحو 750 متهماً تابعين لجماعة الإخوان وحركات «حسم» و«لواء الثورة» و«ولاية سيناء»، لكن اللافت أن تلك الضربات الأمنية كانت مؤثرة بشكل فعال جداً كونها أزاحت النقاب عن متهمين فى عمليات إرهابية كبرى كانوا فى نفس الوقت يخططون لسلسلة أخرى من العمليات التخريبية التى تستهدف أمن البلاد.
أقوى تلك الضربات هى ضبط المتهمين بتنفيذ حادث الكنيسة البطرسية يوم 11 ديسمبر الماضى الذى أودى بحياة 28 شخصاً وإصابة نحو 50 آخرين، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية فى أقل من 24 ساعة من ضبط المتهمين وتحديد هوية الانتحارى الذى نفذ التفجير، حيث أسفرت النتائج عن توصل قطاع الأمن الوطنى لمعلومات عن أن مهاب مصطفى السيد قاسم، واسمه الحركى «الدكتور» (30 عاماً، طبيب، ويقيم 7 شارع محمد زهران بالزيتون) يعتنق الأفكار التكفيرية للإخوانى المُعدم سيد قطب، وارتبط فى مرحلة لاحقة ببعض معتنقى مفاهيم ما يسمى بـ«تنظيم أنصار بيت المقدس». كما تم ضبط عناصر من تلك البؤرة وهم: رامى محمد عبدالحميد عبدالغنى (33 عاماً، حاصل على بكالوريوس تجارة، ويقيم بالقاهرة 27 شارع على الجندى مدينة نصر) ويعد المسئول عن إيواء انتحارى العملية وتجهيزه وإخفاء المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة. كما تم ضبط محمد حمدى عبدالحميد عبدالغنى (37 عاماً، حلاق، ومقيم بالقاهرة 5 شارع محمد زهران الزيتون) وتمثل دوره فى الدعم اللوجيستى وتوفير أماكن اللقاءات التنظيمية لعناصر التحرك، ومحسن مصطفى السيد قاسم (35 عاماً، مقيم بالقاهرة 365 شارع ترعة الجبل بالزيتون) والمذكور شقيق قيادى التحرك الهارب «مهاب»، ويلعب دوراً بارزاً فى نقل التكليفات التنظيمية بين شقيقه وعناصر التنظيم والمشاركة فى التخطيط لتنفيذ عملياتهم العدائية.
كما تم ضبط علا حسين محمد على (31 عاماً، وتقيم بالقاهرة 27 شارع على الجندى بمدينة نصر) وهى زوجة الأول، وبرز نشاطها فى الترويج للأفكار التكفيرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ومساعدة زوجها فى تغطية تواصلاته على شبكة الإنترنت. ولاحقاً تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من ضبط 4 متهمين جدد متورطين فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، حيث تم تحديد وضبط 3 متهمين من عناصر البؤرة الإرهابية المنفذة للحادث.
ويوم 25 ديسمبر الماضى أعلنت وزارة الداخلية عن ملابسات تنفيذ حادث اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائى، وكذلك حادث الهجوم على كمين العجيزى بمحافظة المنوفية، اللذين أعلن ما يسمى بـ«تنظيم لواء الثورة» مسئوليته عنهما، وتم تحديد مرتكبى الحادثين بعد ملاحقة الهاربين من عناصر الحراك المسلح الإخوانى وخطوط سير الجناة.
«حسم ولواء الثورة وفلول داعش» أبرز التنظيمات التى هدمت «الداخلية» أوكارهم بعد تورطهم فى أكثر من 300 عملية إرهابية.. وضبط جميع المتهمين فى كافة قضايا التطرف ومنع عمليات ضخمة بلغت أضعاف ما تم تنفيذه
وتم تحديد الوكر التنظيمى الذى استخدمه الجناة فى تجهيز وإخفاء الأدوات والأسلحة المستخدمة فى الحادثين وهو مزرعة بمدق الجزار القبلى بمركز السادات بمحافظة المنوفية. وأثناء ضبط اثنين من المتهمين بمنطقة كفر داود، أطلقا الأعيرة النارية تجاه قوات الأمن فتم التعامل معهما، ما أدى لمصرعهما وهما طارق محيى سيد أحمد جويلى ويوسف محمد عبدالمقصود، وعُثر بحيازتهما على بندقية آلية وطبنجة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإخطار النيابة العامة للتحقيق.
وفى 7 يوليو الماضى كشفت وزارة الداخلية النقاب عن المتهمين فى مجزرة حلوان، التى راح ضحيتها معاون مباحث قسم حلوان و7 من مجندى القسم، بعد هجومهم المسلح على كمين حلوان حيث تبين أن المتهمين مجموعة من العناصر الإرهابية المعتنقة للأفكار التكفيرية، وهم كل من عبدالله محمد شكرى إبراهيم عبدالمعبود، وشهرته «أبوخديجة» ويقيم بحلوان، ووليد حسين محمد حسين، ويقيم بمدينة 15 مايو، ومصطفى طلعت طلعت أحمد، وشهرته «عبدالله» ويقيم بمساكن الحديد والصلب بحلوان، ومحمد عبدالهادى محمد محمود ويقيم فى شارع الجهاد بحلوان، ومحمد إبراهيم حامد محمد، وشهرته «صبرى»، ويقيم بمساكن التبين حلوان، والحارس عبدالرحمن أبوسريع محمود، وشهرته «حازم» ويقيم بمساكن المرازيق التبين، وإبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، ويحمل اسماً حركياً «سالم» ومقيم بحلوان.
وتم توجيه حملات أمنية لهم، أسفرت عن ضبط الأول «عبدالله شكرى» واثنين من دوائر ارتباطات عناصر التحرك وهما (أحمد سلامة على عشماوى وشهرته «أبوحمزة»، ويقيم بكفر زهران البدرشين، ومحمود محمد عبدالتواب مرسى، ومقيم بالبدرشين)، حيث كشفت جهود البحث عن تورط هذه العناصر فى الحادث مستخدمين سيارة نصف نقل (تم ضبطها) قاموا بسرقتها بالإكراه من المواطن «توبة عبدالملك» عقب قتله، ومشاركتهم عناصر ذلك التحرك تنفيذ بعض الحوادث الإرهابية الأخرى بنطاق جنوب محافظتى القاهرة والجيزة (بلغت 19 حادثاً). ومن أبرز الحوادث التى ارتكبها الإرهابيون، اغتيال 4 أفراد من قوة كمين المنوات بالمنطقة السياحية بسقارة، واغتيال العميد على فهمى «رئيس وحدة مرور المنيب» والمجند المرافق له وإشعال النيران فى سيارته، واغتيال أمين شرطة أحمد فاوى من قوة إدارة مرور الجيزة، بكمين المرازيق، والسطو المسلح على مكتب بريد حلوان وسرقة مبلغ 82000 جنيه مصرى بتاريخ 6/4/2016، واغتيال محمد فتحى على زعير بدعوى تعاونه مع الأجهزة الأمنية، واغتيال توبة عبدالملك بباوى وسرقة سيارته لتنفيذ حادث، وإطلاق أعيرة نارية على القوات الأمنية بنطاق كمين المرازيق، وقتل رقيب شرطة أحمد ناجى سيد «من قوة إدارة مرور الجيزة» بمزلقان كفر زهران. وكشفت المعلومات عن وجود بعض عناصر تلك المجموعة بأحد الأوكار التنظيمية بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط، حيث تمت مداهمتهم لضبطهم، إلا أنهم بادروا بإطلاق النيران على القوات التى تعاملت معهم وبادلتهم بالمثل، وأسفر ذلك عن مصرع كلٍ من (وليد حسين - مصطفى طلعت - محمد عبدالهادى) وعثر بحوزتهم على بندقية آلية و2 طبنجة وكمية كبيرة من الذخيرة، كما أسفر التعامل عن إصابة كل من اللواء مصطفى أحمد مقبل، نائب مدير أمن دمياط، وأمين شرطة هيثم عثمان محمد عطية، ومجند أحمد طارق مسعد، ومجند عاصم عبدالمنعم غازى، بطلقات نارية، بينما تمكن «محمد إبراهيم» من الهرب، ولدى استيقافه بمعرفة أحد الأكمنة المعدة لضبطه قام بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوات ولاذ بالفرار، وأسفر ذلك عن إصابة كلٍ من أمين شرطة فريد عيد أبوزيد رسلان، ورقيب أول عبده إبراهيم إسماعيل بطلقات نارية.
وأحالت نيابة أمن الدولة العليا مطلع نوفمبر الماضى 292 متهماً إلى القضاء العسكرى بتهمة التورط بتنفيذ أعمال إرهابية، لاسيما محاولتان لاغتيال الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، إحداهما خارج مصر، وذلك أثناء تأديته مناسك العمرة فى مكة المكرمة، وتم القبض على المتهمين خلال عام 2016، وتبين أن المتهمين ينتمون لتنظيم «ولاية سيناء» الموالى لداعش، وكان الاسم الأبرز على قائمة اغتيالات هذه الخلية الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وبحسب تحقيقات النيابة فإن الخلية خططت مرتين لاغتيال الرئيس المصرى داخلياً وخارجياً.
وفى 6 مارس الماضى وبعد أكثر من 9 أشهر على استشهاد المستشار هشام بركات النائب العام السابق، إثر تفجير موكبه بمصر الجديدة باستخدام سيارة مفخخة، تمكنت الأجهزة الأمنية من الكشف عن الخلية الإرهابية التى قامت بالحادث وضلوع جماعة الإخوان وحركة حماس فى ارتكاب الحادث.
وقال وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، فى مؤتمر صحفى آنذاك، إن حركة حماس لها دور كبير فى تنفيذ مخطط اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، حيث أشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها، وأن الإخوانى الهارب يحيى موسى قاد مجموعة كبيرة من كوادر التنظيم فى مصر لارتكاب هذه العمليات ومنها اغتيال النائب العام هشام بركات، متابعاً «صدر التكليف على نفس الخط لأحد كوادر حركة حماس فى غزة من المخابرات التابعة للحركة بتنفيذ هذه العملية فى إطار عدة عمليات متتالية، ثم بدأ عدد من العناصر التى كُلفت بارتكاب العملية فى التدريب على بعض الأعمال المتصلة بالتفجيرات وإعداد العبوات والتدريب العسكرى، ورصد المواقع على يد عناصر من حركة حماس فى غزة».
وأضاف وزير الداخلية أن بعض العمليات التى ارتكبتها الخلية المسئولة عن تنفيذ اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، تم ضبط جميع هذه العناصر التى شاركت فى العملية والعمليات الأخرى، وبلغ عدد العناصر التى شاركت فى العملية نحو 14 شخصاً ومجموع الخلية بالكامل تضم نحو 48 عنصراً تم ضبطهم جميعاً.
وفى 17 أكتوبر الماضى أعلنت وزارة الداخلية مقتل إرهابى بكرداسة، حيث تم إعداد الأكمنة اللازمة واستهدافه. إلا أنه أثناء مداهمة القوات الأمنية له فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها ما دفع القوات للتعامل مع مصدرها، وأسفر ذلك عن مصرع الجهادى المذكور والعثور على بندقية خرطوش تركى الصنع وعدد 3 فوارغ من ذات العيار.
وفى 4 أكتوبر من الشهر نفسه داهمت الأجهزة الأمنية وكراً للعناصر الإرهابية بضاحية المعادى فى القاهرة، بعد تبادل إطلاق النار مع القوات وأسفرت عن مقتل «محمد كمال» مسئول العمليات النوعية بجماعة الإخوان على مستوى الجمهورية، والمشرف العام على كتائب حلوان.
وخلال شهر ديسمبر الماضى أعلنت وزارة الداخلية، تفاصيل مقتل تكفيرى، مفرج عنه، فى معركة مسلحة مع الشرطة بمنطقة أبوزعبل بالقليوبية حيث قالت إنه توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطنى تفيد اتخاذ الهارب مصطفى سيد على على الغزالى، واسمه الحركى «عبدالله عزام»، 21 سنة، ويقيم بمنطقة عزبة الرمال بقرية أبوزعبل بمركز الخانكة فى القليوبية، من إحدى الشقق السكنية بمنطقة أبوزعبل وكراً للاختباء وعقد لقاءاته التنظيمية مع عناصره للإعداد والتخطيط لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بالمنطقة المركزية. وفى ٦ ديسمبر الماضى أعلنت الداخلية مقتل ثلاثة من عناصر مجموعة «سواعد مصر - حسم» فى مدينة منفلوط بمحافظة أسيوط فى تبادل لإطلاق النيران بين أعضاء التنظيم وقوات الأمن أثناء مداهمة مكان اختبائهم. وفى 4 نوفمبر الماضى نجحت قوات الأمن فى القبض على الإرهابيين المتورطين فى حادث محاولة اغتيال النائب العام المساعد والدكتور على جمعة والعديد من الأعمال الإرهابية الأخرى، وذلك جنوب البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية القبض على خلية إرهابية تحمل اسم «حركة سواعد مصر - حسم - لواء الثورة» متورطين فى تنفيذ حادث النائب العام المساعد والدكتور على جمعة والعديد من الأعمال الإرهابية الأخرى وذلك جنوب البلاد.
وفى 6 ديسمبر الماضى تم استهداف وكر إرهابى بمنطقة أكتوبر فى الجيزة وفوجئت القوات لدى مداهمة الوكر بإطلاق النيران عليها من داخله، مما أدى إلى استشهاد المجند أحمد عبدالحليم مصطفى، من قوة قطاع الأمن المركزى، نتيجة إصابته بطلق نارى، وتعاملت القوات مع مصدر إطلاق النيران.