على غرار فيلم "الفرح".. جمعيات الأفراح وأعياد الميلاد وسيلة ادخار عند المصريين
على غرار فيلم "الفرح" جمعيات الأفراح و أعياد الميلاد وسيلة ادخار عند المصريين
على مسرح خشبي تظهر راقصات تتمايلن على إيقاع موسيقى شعبية صاخبة، وعبر مكبر الصوت يعلن المسؤولون عن التنظيم المبلغ الذي يدفعه أحد المدعوين كهدية لطفلة صغيرة في عيد ميلادها، حتى وإن لم يعرف مقدم الهدية صاحبة العيد أو أهلها، لكنه يدفع اليوم ما سيحصده غدا في مناسبة اجتماعية خاصة به، وكلما دُعي الشخص إلى حفلات أكثر كلما زاد المدعوين إلى حفلته.
"زي ما أنت شايف كده إحنا بنلم الفلوس.. أنت عليك 500 بتيجي تحطهم لو معلكش يبقالك هي دايرة كده".. بهذه الكلمات وصف حسن العجمي، منظم أفراح الجمعيات، ما يحدث خلال هذه المناسبة، وكيفية استغلالها من قبل أصحابها للحصول على الأموال، التي دفعوها متقطعة على فترات في مثل هذه الحفلات، دفعة واحدة، في فيديو نشرته وكالة "فرانس برس".
"الجمعيات".. فكرة موجود في مصر ومعروفة منذ عقد تتم بين أشخاص يعرفون بعضهم وهي أن يدفع كل منهم مبلغا محددًا شهريا ويحصل على هذه المبالغ شخص منهم كل شهر، وهو شكل من أشكال التضامن الاجتماعي المعروف والمنتشر في مصر منذ عقود، لكن "جمعيات الأفراح" مختلفة، إذ يشارك فيها أشخاص كثر لا يعرفون بعضهم، ولكن تجمعهم هذه الحفلات.
ففي مدينة شباب المنوفية يحاول هيثم فواز، سائق شاحنة، دخول إحدى هذه الجمعيات لتحديد موعد زفاف ابن شقيقته.. "أفراح الجمعيات دي شيء مجزي بتوفر معايا في الفلوس وبتخلينا نعمل الفرح مظبوط وبتجازي معايا"، أوضح فواز أنه يخرج من الفرح ومعه 60 أو 70 ألف فيدفع حساب النور والفرقة ويتبقى مبلغ يستطيع من خلاله شراء سيارة أو قطعة أرض.
وأوضح وائل جمال، خبير اقتصادي، أن النظام المصرفي ليس متاحا للنحو 90% من المواطنين في مصر، ناهيك عن اقتراضهم منهم أو استخدامه لمساعدتهم في شؤون حياتهم اليومية لذا يلجأون إلى طرق تضامنية.