روشتة إلكترونية للتغلب على مشكلة «خط الدكتور»
روشتة مكتوبة بخط اليد
فى عالم الطب والصيدلة، تبقى «الروشتة» التى يكتبها الطبيب المعالِج بجرة قلمه فى ثوانٍ معدودة لغزاً محيراً بالنسبة للكثير من الصيادلة والمرضى، فهى كتابات غير مفهومة للمريض وأحياناً الصيدلى، فبعض الصيادلة يقفون أحياناً عاجزين عن فك طلاسم الروشتة التى لا تحتوى سوى على 3 أحرف من اسم الدواء، ولحل هذه المشكلة ظهر ما يسمى بـ«الروشتة الإلكترونية» التى يكتبها بعض الأطباء على الكمبيوتر لتلافى أى أخطاء قد تنتج عن عدم قراءتها صحيحة.
الدكتور «ملاك»، صيدلى، صادف ذات مرة روشتة مكتوبة على الكمبيوتر، انبهر بها جداً، لأنها منظمة ودقيقة وساعدته على صرف الدواء بشكل صحيح دون أخطاء بنسبة صحة 100%: «أول مرة أصادف الروشتة الكمبيوتر، وهى ليست مكلفة على الإطلاق، وهتمنع أخطاء كثيرة، وهاتصل أشكر الدكتور عليها».
«ملاك»: المكتوبة على الكمبيوتر دقيقة وساعدتنى على صرف الأدوية.. و«عمرو»: المكتوبة بخط الإيد مشاكلها كتير وأحياناً كنت أتصل بالطبيب لمعرفة الدواء الذى يريده
أخطاء جسيمة تنتج عن سرعة كتابة الروشتة وعدم الدقة فى الحروف والأرقام من بعض الأطباء، خصوصاً فى أدوية الضغط والسكر، وهى أزمة كبيرة يعانى منها أغلب الصيادلة، ومنهم عمرو زين، الذى يخشى الوقوع فى خطأ تفسير الروشتة بطريقة خاطئة: «أحياناً كثيرة باضطر أتصل بالطبيب المعالج أسأله عن التركيز، وفى حالة عدم ردّه مش باصرف الروشتة، خوفاً على صحة المريض»، مطالباً بتعميم الروشتة الإلكترونية لتفادى أى أخطاء فى صرف الأدوية.
نهلة السيد، صيدلانية، لها تجربة مع الروشتة مختلفة تماماً، فذات مرة استعانت بزملاء المهنة على «فيس بوك» و«واتس آب»، لكى يساعدوها فى قراءة الروشتة بعد تصويرها: «أنا لسه مبتدئة وعرفت أن موضوع قراءة الروشتة بيتم مع الخبرة والممارسة، مرة المريض اقترح عليّا يقرأ معايا الروشتة، وده كان أكثر موقف مضحك مر عليّا»، مؤكدة أن الروشتة الإلكترونية لم تصادفها فى عملها، لكن لو اعتمد عليها الأطباء ستحل مشاكل كثيرة.
كثير من المواقف يتعرّض لها الصيادلة بسبب الروشتة المكتوبة بخط سريع، ربما يُقررون فى نهايتها، عدم صرف الروشتة، خوفاً على صحة المريض، لكن بعض الأطباء يُرجعون الأمر إلى اعتقادهم بأن الصيدلى سيفهم ما يقصدون، كما أوضحت سارة منصور، طبيبة أمراض النساء، مؤكدة أن كثيراً من الأطباء لا يتذكرون سوى الأحرف الأولى فقط من بعض الأدوية لعدم حفظهم جميع أسماء الأدوية التجارية بالسوق: «المشكلة هى مشكلة فَهْم، ليس أكثر، الطبيب فاكر الصيدلى هيفهم خطه، لأن هو فاهمه، ومن كتر التعود والحفظ على نوع معين من الدواء، فبعض الأطباء أصبحوا لا يُدققون كثيراً فى شكل الخط».