طلاب غاضبون من النظام الجديد: سبوبة لجمع مبالغ طائلة من الطلبة
طلاب يتحدثون لـ«الوطن» عن النظام الجديد
تشهد جامعة عين شمس حالياً عملية تحويل من أنظمة تعليم قديمة إلى أنظمة حديثة، منها «التعليم عن طريق نظام الساعات المعتمدة»، طبقاً لمنظومة الجودة التى تطبقها الجامعة بعد انضمامها للمنظومة منذ 3 أعوام، وانضمام 10 كليات من الجامعة للنظام الحديث، وتشهد كلية الآداب هذا العام آخر عهد للنظام التقليدى للدراسة للطلاب المعتمد على «أربع سنوات»، وتستعد لتطبيق النظام الجديد، الذى تسبب فى حالة غضب من الطلاب، الذين وصفوه بأنه «سبوبة». ويعد نظام «الساعات المعتمدة» أو «السيمستر»، هو نظام جديد، ينقسم إلى عدة مستويات، تبدأ من «الأول» إلى «الثامن»، إضافة إلى أنه يعطى للطالب العديد من المميزات، فهو يتيح الحرية فى اختيار المواد التى يريد دراستها، إضافة إلى حرية اختياره الأساتذة والمعيدين، ويعمل أيضاً على ربط الطالب بالجامعة دائماً من خلال الأنشطة التى يقوم بها أثناء فترة الدراسة والانتظام فى حضور المحاضرات، إضافة إلى أنه لا يجوز أن يحول الطالب من كلية نظام دراستها قديم إلى كلية تطبق نظام الساعات المعتمدة، وذلك لأن هناك فرقاً كبيراً بين النظامين، من ناحية الدراسة والمناهج، وفرق كبير فى نظام الامتحانات والتصحيح.
«مارينا»: «فاشل والدكاترة والمعيدين مش فاهمينه».. و«محمد»: الجامعات الخاصة نجحت فى تطبيقه والحكومية فشلت.. و«شريف»: لا يناسب الطلاب المصريين
وأبدى العديد من الطلاب بكلية الآداب آراءهم تجاه نظام «الساعات المعتمدة»، وقال محمد عبدالمقصود، طالب بالمستوى الرابع «شعبة تاريخ»: «نظام الساعات المعتمدة صعب للغاية، لأنه يفرض على الطالب ساعات معينة بمواد معينة، والطالب لو رسب فى إحدى المواد، سيؤدى ذلك إلى تضاعف المواد سنوياً معه، وقد تصل لـ10 مواد فى المستوى الواحد»، مستنكراً الأقاويل التى تشير لحرية اختيار الطالب للدكتور وللمواد التى يريد دراستها فى الكلية، ويضيف: «كل دا كدب وبيضحكوا علينا». وأشار إلى أن نظام «السمر كورس»، يدمر الطلاب مادياً، لأنه إذا حدث للطالب أى ظرف طارئ، ورسب فى إحدى المواد، فإجبارى عليه أن يأخذ «السمر كورس» الذى تتجاوز فيه الساعة الدراسية 200 جنيه فى بعض المواد. وأضاف الطالب عربى السيد، طالب بالمستوى الثالث «حضارة أوروبية» أن كل نظام له مميزات وعيوب، ومن مميزات نظام الساعات المعتمدة أنه لا يهدر ولا يضيع سنوات دراسية محسوبة من العمر على الطالب، مضيفاً أنه يشجع الطالب دائماً على البحث والاطلاع والمعرفة، موضحاً أن عيوبه تتلخص فى ارتفاع أسعار الساعات لبعض المواد الدراسية، ففى مواد لا تكون لها أهمية يكون أقل سعر للساعة 100 جنيه، وأضاف: «لو الطالب مثلاً راسب فى 3 مواد بيدفع 1000 جنيه»، والطالب لو لديه مواد راسب فيها، فلا يستطيع اختيار المواد التى تناسب قدراته وإمكانياته. وألمح «عربى» إلى أنه لا تكون أى اختيارات متعددة بين المواد مثل ما يقول البعض، ولكن إذا حدث اختيار فيكون بين مادتين لا أكثر. وأبدت مارينا عاطف، الطالبة بكلية الآداب المستوى الثالث «حضارة أوروبية»، استياءها من النظام الحديث «الساعات المعتمدة»، مضيفة أن أغلب الأساتذة والمعيدين غير مدركين أو مستوعبين لأنظمة الساعات المعتمدة، أو كيفية تدريسها أو التعامل بها مع الطلاب، ومعظم الطلاب غير راضين عن نظام الساعات والسمر كورس، مشيرة إلى أن إدارة الكلية والجامعة غير منظمة لهذا السيستم الجديد. وأضافت: «كل المستويات متداخلة مع بعضها والجداول والامتحانات، فأنا ممكن أكون فى مستوى واحد ومعايا 3 مستويات أخرى، وأنه لا توجد أى تنسيق بين الكلية والطلاب بخصوص المستويات وكيفية تدريسها وجذب استيعاب الطلاب لدراستها».
وأكدت «مارينا» أن كل ما الطالب بيرسب فى مادة أو مادتين، ينقص تدريجياً فى عدد نظام الساعات المعتمدة، وهذا يؤثر عليه فى الدراسة، لافتة إلى أن الأقسام صعبة جداً، إضافة إلى أن أغلب الأساتذة لا يستطيعون الشرح جيداً للطلاب، وأن أغلبهم يقوم بتحديد الجزئيات الخاصة بالامتحان قبل بدئه بأيام قليلة، منوهة بأنه لا يوجد أى نوع من أنواع التعامل من قبل أساتذة الجامعات فى حرية اختيار المواد، إضافة إلى أنه لا يوجد أى تفرقة بين طلاب انتساب وطلاب انتظام فى دفع المصروفات الجامعية، خاصة فى نظام «السمر كورس»، اللى بيجزر فى الطلاب، وأن هذا النظام يعمل على تدمير التركيز للطلاب، وذلك بسبب امتحان الطالب أكثر من مادة فى اليوم الواحد باختلاف المستويات.
وأبدى الطالب محمد أحمد، بالمستوى الثانى قسم» علم نفس» بكلية الآداب، إعجابه بتطبيق نظام الساعات المعتمدة، قائلاً: «إن هذا النظام جيد جداً ولكن إدارة الكلية والجامعة فشلت فى تطبيقه حتى الآن، بدليل نجاح الجامعات والمعاهد الخاصة فى تطبيقه، فالجامعة المصرية الكندية نجحت فى تطبيقه جيداً بخلاف أغلب الجامعات المصرية»، مشيراً إلى أن ما يميز الجامعات الحكومية وجامعة عين شمس أن هناك تفاوتاً كبيراً بين أسعار الساعات المعتمدة فى الجامعات المصرية والجامعات الخاصة، التى تزداد تكلفة نظام الساعات المعتمدة بها، لافتاً إلى أن الجامعة تعمل بالنظام الحديث بهدف الربح المادى لزيادة مواردها ولكن مش على حساب الطلاب، مستدلاً بازدياد أعداد الطلاب الراسبين فى أغلب المواد وتحويلهم إلى نظام «السمر كورس»، الذى ينهك الطلاب سنوياً، وأنه يجب على الجامعة مراعاة الفروق المادية بين الطلاب، فهناك طالب يستطيع دفع المبالغ الكبيرة وطالب لا يستطيع، وأغلب الطلاب التحقوا بالجامعة الحكومية، نظراً لأن مصروفاتها بسيطة، إضافة إلى أن الجامعة تجبر الطلاب على دراسة بعض المواد بخلاف الجامعات الخاصة.
«فاطمة»: فوجئنا بالنظام الجديد بعد دخولنا الكلية وهو مصيبة «ابتلينا» بها.. و«هدى»: لا يصلح لجامعاتنا لأن أغلب الطلاب لا يستوعبون التطورات
وقالت الطالبة هبة سالم، بالمستوى الثانى «علم نفس واجتماع» كلية الآداب، إننا فى بداية الدراسة بالساعات المعتمدة كان أغلب الطلاب غير متقبلين للفكرة، والموضوع والنظام بالكامل، منوهة بأنه بعد ذلك ومع مرور الأيام تقبل الجميع الموضوع وسعدوا به، خاصة أنه يتيح للطلاب حرية الدراسة فى أى عام، نظراً لظروف وطبيعة كل طالب، وذلك عن طريق التعويض من خلال نظام «السمر كورس»، وأنه إذا كان هناك زيادة فى المصروفات، فهى زيادة لا تقارن بالزيادة الموجودة والأسعار بالجامعات الخاصة. وقالت «سمر»، لـ«الوطن»، إنه فى قسم علم النفس والاجتماع بكلية الآداب، هناك حرية اختيار المواد والأساتذة المدرسين لهذه المواد، وأضافت أن هذه المميزات يمكن أن تكون موجودة فى قسم ومختفية فى قسم آخر، مشيدة بدور رئيس قسم علم النفس والاجتماع، عندما أتى للطلاب بشخصه وشرح لهم طبيعة النظام وكيفية اختيار المواد، مشيرة إلى أن الطلاب من بعض الأقسام الأخرى فى عام 2014 قاموا بالعديد من المظاهرات اعتراضاً منهم على هذا النظام، وبالفعل تم تخفيض درجات النجاح إلى 50% بدلاً من 64%، وتخفيض سعر ساعات «السمر كورس».
وأبدت الطالبة فاطمة على، المستوى الثالث «آثار إسلامية» كلية الآداب، عدم رضاها عن نظام الساعات المعتمدة، وقالت إننا دخلنا الكلية من بداية التنسيق وفوجئنا بأن هذا النظام موجود، ولم يكن لدينا خيارات أثناء التنسيق غير الاغتراب عن بلادنا، ولم نعلم المساوئ الكثيرة الموجودة بهذا النظام «الساعات المعتمدة»، وأن السمر كورس ما هو إلا مصيبة «ابتلى» بها هذا النظام وسبوبة لجمع المبالغ الطائلة، وإن من مميزات هذا النظام الوحيدة دراسة الطالب المواد التى يريدها حتى فى عام أو عامين. وقالت الطالبة هدى عسكر، إحدى طالبات المستوى الثانى حضارة إنسانية كلية الآداب جامعة عين شمس، إن نظام التعليم بالساعات المعتمدة لا يصلح تطبيقه فى الجامعات المصرية، نظراً لأن أغلب الطلاب غير مستوعبين جيداً للتطورات فى النظام التعليمى الحديث المطبق فى الغرب والدول الأوروبية، وذلك لأنهم قضوا فترات مراحل الدراسة السابقة للتعليم الجامعى، نظام حياتهم فى التعليم على النظام التقليدى، دون أن يتطرقوا إلى الأنظمة الحديثة فى التعليم، مشيرة إلى أن هذا من ضمن الأسباب الرئيسية فى غضب الطلاب من سياسة تطبيق هذا النظام، لافتة إلى أن الجامعة فشلت بكل المقاييس حتى الآن فى التطبيق الجيد لهذا النظام، حيث تنظر فى المرتبة الأولى والأخيرة إلى الماديات، وجمع مبالغ مادية من الطلاب عن طريق نظام السمر كورس، فـ«نظام الساعات المعتمدة سبوبة للجامعة والكليات».
وقال الطالب شريف مصطفى، المستوى الثالث ساعات معتمدة «آثار إسلامية»، إن نظام الساعات المعتمدة غير مناسب للطلاب المصريين، والفكرة أنهم نجحوا فى تطبيقه من حيث جمع الأموال من الطلاب، مع محاولاتهم الكثيرة لإقناعنا به، إضافة إلى أن الكلية ترفع أسعار مصروفات النظام سنوياً، فبعد أن كان طالب الانتظام يدفع 500ج، أصبح يدفع 821ج، وطالب الانتساب من 600 إلى أكثر من 1100 جنيه، وأنه لا توجد أى فروق بينه وبين النظام القديم، فالطالب كان فى النظام القديم يرسب فى مادة واثنتين، ويصعد للسنة التالية، وهذا النظام منع الطلاب من الحصول على امتياز، غير أن «السمر كورس»، رهيب جداً وغالى جداً، منوهاً بأن هناك مصيبة فى هذا النظام فى مصر هى أن رفع أسعار الساعات المعتمدة للطلاب الوافدين والمغتربين لـ40 ألف جنيه، وهذا بحد ذاته يقلل أعداد الوافدين ويشوه سمعة التعليم الجامعى فى مصر.
وأضافت الطالبة مريم شوقى، المستوى الخامس «حضارة إنسانية»، أن المادة الدراسية تبدأ قيمتها المالية من 150 إلى 300 فى هذا النظام، وإننا كطلاب نلاحظ تحسناً ملحوظاً فى النظام وتطوراته وسعى الكلية والجامعة للتقدم فى تطبيقه، بخلاف مراحل بدايته التى بدأت منذ ثلاث سنوات وكان هناك ارتباك شديد فى الكلية، خاصة مع عدم فهم بعض أعضاء هيئة التدريس والمعيدين لهذا النظام جيداً.