أساتذة: إهمال التطبيق إهدار للمال العام ووسيلة لابتزاز الطلاب
النظم الحديثة تربك حسابات الطلاب
تنوعت آراء الأساتذة الجامعيين فى نظام «الساعات المعتمدة»، المأخوذ من نظم تعليم أمريكية وأوروبية، وإمكانيات نجاح تطبيقه فى مصر، وقبول الطلاب والأساتذة له، فبينما أيده بعضهم باعتباره مقياساً للتقدم والمعرفة، وأن مصر تأخرت كثيراً فى تطبيقه، اعتبره آخرون وسيلة لجمع الأموال من الطلاب عن طريق إعطائهم شهادات وهمية، يتفاخرون بها وهم لا يعرفون شيئاً عن المناهج.
قال الدكتور أحمد الشيخ، أستاذ إدارة الأعمال بجامعة القاهرة والخبير التربوى، إن نظام الساعات المعتمدة هو عبارة عن نظام حديث مأخوذ من دول أوروبا وأمريكا، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن عندما بدأت الجامعات المصرية تطبيقه فشلت بعض الجامعات فى تطبيقه مضموناً وقامت بتطبيقه شكلاً، تحت مسمى «الجودة»، وذلك لجمع أكبر كم من الأموال وجعل هذا النظام من المصادر الأساسية لموارد لجامعة، ولكن ليس على حساب الطالب المتوسط الإمكانيات المادية.
«الشيخ»: مأخوذ من دول أوروبا وتطبيقه «شكلاً» فقط وليس «مضموناً».. و«رأفت»: يتيح للطلبة اختيار «المواد والأساتذة» وعيوبه يمكن إصلاحها
وقال الدكتور علاء رأفت، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، إن نظام الساعات المعتمدة هو نظام عالمى متميز، ويقاس به مدى التقدم والمعرفة التى وصلت إليها الأمم، مشيراً إلى أن مصر تعتبر من أواخر الدول فى تطبيق هذا النظام، مضيفاً أن كلية دار علوم القاهرة تطبق هذا النظام على دارسى الدراسات العليا، وليس على الفرق الانتظامية أو المنتسبة إلى الكلية، موضحاً أن هذا النظام خصص للكليات الأقل عدداً للطلاب، حيث إن بعض الكليات مثل الهندسة والطب والإعلام والسياسة والاقتصاد نجحت فى تطبيقه نظراً لقلة أعداد الطلاب الملتحقين بها، مشيداً بهذا النظام لأنه يتيح الفرصة للطلاب فى اختيار المواد والنصوص التى يريد دراستها فى العام الدراسى، إضافة إلى اختيار الأستاذ والدكتور الذى يريد أن يقوم بتدريس المادة، منوهاً بأن هذا النظام لو وجدت فيه أى عيوب أو مشاكل، فيمكن إصلاحها على حسب الإمكانيات المتاحة والموجودة لدى كل كلية وجامعة، مستنكراً كلام البعض بأن هذا النظام ما هو إلا سبوبة للجامعات، فالجميع غير مدركين لمدى التقدم الذى سوف يحدثه هذا النظام فى العملية التعليمية، ملمحاً إلى أن الطلاب لو غير راضين عن هذا النظام، فذلك لأنه يلزمهم بالمواظبة على عملية الحضور والغياب ويعودهم على الانضباط وهذا ما يرفضه كثير منهم، لأنهم تعودوا على اللعب والهزار وليس الجدية. وأضاف أن نظام «السمر كورس»، يطبق لمساعدة الطالب الراسب فى إحدى المواد، وأن يقوم باستكمال دراسته من خلال السمر كورس، وهذا النظام اختيارى وليس إجبارياً.
وقال الدكتور خالد سعيد، أستاذ بكلية الطب بجامعة عين شمس، إن نظام الساعات المعتمدة هو نظام متخصص يختلف عن النظام العمومى التقليدى المطبق منذ عقود طويلة فى الجامعات المصرية، مضيفاً أننا ننظر إلى الساعات المعتمدة نظرة خاطئة باعتبارها من طرق القياس فى التعليم عن طريق القياس بمدة التدريس للمحتوى الدراسى بمعنى اعتبار المحاضرات الأسبوعية للطلاب بساعة واحدة، وهذه نظرة خاطئة.
وأكد «سعيد» أن أغلب الجامعات المصرية لم يلاحظ بها أى تغير وتطور فى مستوى الخريجين من قبل ولا بعد تطبيق هذا النظام، فمستوى الخريجين كما هو لم يحدث أى تطور، لافتاً إلى أن الجودة تبحث عنها معظم دول العالم وتعمل على تطبيقها، فهى مثل المنتج الأصلى ومدى جودته من بعد تصنيعه، مستطرداً: «منتج التعليم المصرى يختلف عن الأجنبى، فالنظام الأجنبى مثل (quailtiy control) وهى الجودة التى يهتم بها العالم من خلال قياس المنتج النهائى، ومدى إنتاجنا من القدرات الطلابية».
وأوضح «سعيد» أن الجامعات المصرية لديها أوجه قصور عديدة تجاه تطبيق هذا النظام، فهى تطبق هذا النظام شكلاً، وليس مضموناً، بدليل المسمى جودة ونظام معتمد فى الدراسة ومطبق للمعايير الدولية، ولكن المضمون من الدراسة والمناهج والسياسة الداخلية للدكتور فى التعامل مع الطلاب، هى هى لم تتغير مثلما كان من قبل، وتطبيق نظام الجودة فى مصر بهذه الصورة الرديئة ما هو إلا إهدار للمال العام، وذلك لأنه لا يوجد ربط بين ما يدرسه الطالب وما يطبق عليه من نظام للجودة يستخدمه فى سوق العمل.