بروفايل| "كريمة مختار".. رحيل الأم
كريمة مختار
أم مصرية أصيلة، بملامح هادئة صافية مزجت بين الحنان والطيبة، عشقها كل من شاهد أعمالها المسرحية والدرامية، لم يكن أولادها فقط وحدهم الذين تربوا في كنفها بل كانت أما لعشرات الفنانيين الشباب الذين شاركوها أغلب أعمالها، عرفت لدى جمهورها باسم "كريمة مختار"، فيما يظل اسم "ماما نونا" هو الأقرب لأدوارها وجمهورها.
"أهلي كانوا معتقدين أني هكون سبب في مشاكل جواز أخواتي البنات الـ4 ولم أكن أستطيع الرد أو توضيح وجهة نظري ولكني أثرت التحمل، ولو كانت فرض عليا دور أقدمه في الإذاعة كان والدي يقولهم 7 بالدقيقة تكون على الباب هنا".. كلمات قالتها ماما كريمة أو "عطيات محمد البدري" أثناء سردها لقصة حياتها في أحد حواراتها، تحرك شريط حياتها أمام عيناها النجلاوين بدأته بميلادها في 16 يناير 1930، حتى تحدثت عن زوجها نور الدمرداش لتقول عنه: "كنت بخاف منه، كان ضابط وكان على كتفه حاجة زي السلاسل وأنا ماكنش على بالي لا ولاد ولا غيره، وكان كل تفكيري عايزه أجيد الهواية اللي أنا حباها دي"، مبتسمه لتكمل: "كان كل ما يكلمني أضحك وأقول يا ربي أيه اللي بيخليني أضحك وأنا اتخطبت كتير وكل ما كنت بلاقي الموضوع بيكبر ببعد، ولولا أني أتعرفت عليه وأتجوزته ماكنش بيهمني حاجة أبدا".
ترى أن الأمومة غريزة طبيعية داخل أي سيدة، وجزء من تكوينها، ولكنه مشكلة في الوقت ذاته، وذلك لضرورة الاهتمام بالأبناء واتباع طريقة مثلى لتنشأة إنسان سوي ومبدع، وهذا يحتاج مجهوداً أكبر من الأمهات والآباء.
يحكي الإعلامي معتز الدمرداش -ابنها- في إحدى المقابلات التليفزيونية عن مفارقات والدته معه، فيقول أنها كانت صارمة معهم في البيت عكس ما ظهرت به في مسلسل "حمادة عزو" والذي قام بدور البطولة فيه الفنان يحيى الفخراني، ليوضح أنها كثيرا ما كانت تحاول تقويمه من خلال العقاب والضرب ويقول: "ماما كريمة غير ماما نونة ولو كانت ماما كريمة هي ماما نونة كنت أنا ضعت"، يتذكر الدمرداش أحدى نصائحها له "إياك والغرور.. وخليك متواضع وقريب من الناس".
شاركت ماما كريمة في برنامج الأطفال "بابا شارو"، وعملت لسنوات في اﻹذاعة ولم تستطع العمل في السينما في بداية حياتها السينمائية بسبب رفض عائلتها، حتى جاءتها كثيرا من الفرص بعد زواجها من نور الدمرداش، وشاركت في بطولة العديد من الأفلام بشخصية الأم، فأدت دور الأم في فيلم الحفيد ورجل فقد عقله والليلة الموعودة وسعد اليتيم والفرح وساعة ونص، وفي الدراما التلفزيونية شاركت في مسلسلات يتربى في عزو والبخيل وأنا وزهرة وأزواجها الخمسة.
بطيب نفس ترى الفنانة الكبيرة أنها راضية عما قدمته ووصلت إليه من أعمال فنيه في حياتها، وكثيرا ما كانت تتمني أن يكون حلمها الأخير وأمنيتها أن تظل على ما وصلت إليه من حب في قلوب معجبيها وهو الأمر الذي لا يُقدر بثمن.
مرت "ماما نونا" بحالة مرضية طويلة، تعرضت خلالها لأزمة قلبية، وأجرت عملية جراحية دقيقة بالجهاز الهضمي، واحتجزت بالعناية المركزة، حتى انتقلت روحها إلى بارئها عن عمر ناهز الـ82 عاما.