العيب مش فى «مصطفى».. العيب فى «منظومة التعليم»
«مصطفى» مع أصدقائه فى روسيا
كانت الأسرة لا تناديه إلا بـ«الدكتور مصطفى» وهو لا يزال فى سن صغيرة، كان يمقت اللقب فى سره دون أن يملك من الجرأة ما يمكّنه من الإفصاح عن رغبته فى أن يصبح مهندساً، فدخل شعبة علمى علوم بعد مناقشة طويلة كان للأسرة فيها اليد العليا، لكنه خرج من الثانوية بمجموع 86% ليلتحق بكلية أخرى لم يكن يرغبها هى كلية التجارة، إلا أنه وجد منحة فى روسيا مكّنته من تحقيق حلمه بدراسة هندسة الطيران، ليسافر الصعيدى من سوهاج إلى موسكو، لكن قلبه لا يزال فى مصر ينصح طلابها ويشاركهم خبرته: «التنسيق مش هو حياتك، ورغبتك أهم من رغبة أبوك وأمك».
هرب من «التنسيق المصرى» ليُحقق حلمه فى روسيا
فى العام الماضى كان مصطفى سلمان حريصاً على المذاكرة، يذهب إلى مدرسة الشووانة الثانوية بسوهاج يومياً، ويتابع فى الدروس الخصوصية بعد انتهاء اليوم الدراسى، لكن مجموعه لم يؤهله للكلية التى أرادت له أسرته أن يلتحق بها، كاد اليأس يسيطر عليه لولا أن صديقاً فى روسيا أرسل له دعوة للدراسة هناك، فعرض الأمر على أسرته وبعد إلحاح منه وافقت شرط أن يدرس الطب: «مابقتش عارف أعمل إيه، أنا مش عايز طب وهما عايزين طب، ولا كنت عايز تجارة لكن نظام التنسيق المصرى جاب لى تجارة».
جهز الشاب الأوراق اللازمة لسفره وانتظر موافقة الجهات الرسمية، ولما تأخرت الموافقة دخل الجامعة واستغرق فى دراسة التجارة حتى أتت له الموافقة: «ماصدقتش نفسى وصارحت والدى ساعتها بإنى قدمت فى كلية الهندسة، واخترت هندسة الطيران». يرى الشاب الذى يدرس الآن بجامعة فلادمير بروسيا أن نظام التنسيق فى مصر ظالم، وكل شخص له الحق فى دخول الكلية التى يريد بوضع اختبارات قدرات لدخوله تلك الكلية بشكل علمى وليس نظرياً على أوراق الامتحانات: «يعملوا اختبارات شديدة للطلبة ويشوفوا دماغهم وتفوقهم، لكن نظام سؤال وجواب اللى موجود فى مصر سيئ جداً». بدأ ينجح فى دراسته الجديدة بالخارج، ويندمج فى المنظومة الجديدة التى وفرت له فرصة تحقيق حلمه الدراسى: «سعيد جداً، وأنا المصرى الوحيد فى الجامعة الروسية، والأجانب اللى بيدرسوا معايا بيحبوا لهجتى الصعيدية جداً».