القائم بأعمال كبير مرشدى الميناء: «إحنا اللى بنستقبل السفن»
محمد صالح
يقطع أرصفة الميناء طيلة اليوم جيئة وذهاباً، مرتدياً زيه الذى دل على عمله كـ«قبطان مرشد» لميناء سفاجا البحرى، فلا يمكن أن تدخل سفينة إلى الميناء أو تخرج منه إلا تحت إشرافه، وقيادته إذا لزم الأمر، فهو المسئول الأول والأخير عن عملية «تراكى السفن» على الرصيف المخصص لها، تلك هى وظيفة القبطان «محمد صالح»، القائم بأعمال كبير مرشدى ميناء سفاجا البحرى، فى دور يقوم به هو الأصعب بين جميع وظائف الميناء، حسب قوله: «بناخد لانش الإرشاد ونطلع نستقبل السفينة فى منطقة استقبال المرشد فى الغاطس الخارجى، ومن الوقت ده وحتى دخول المركب على الرصيف وربطها عليه بتكون المركب تحت تصرف المرشد اللى عليها بصورة كاملة بعد ما بيسلمها له القبطان».
يقسم العمل بين مرشدى الميناء على ورديتين، فى كل وردية مرشدان يرأسهما «صالح» فى فترة وجوده داخل الميناء، ليخرج القائم بأعمال كبير المرشدين ومعه مرشدا الوردية لاستقبال أى سفينة مقبلة معاً: «على حسب حمولة المركب بيتحدد هيخرج لها كام قاطرة ربط على الرصيف، إذا كانت المركب أقل من 5 آلاف طن يخرج لها قاطرة واحدة، وإذا كانت أكتر من كده يخرج لها قاطرتين».
«صالح»: المرشد على دراية بمداخل ومخارج الميناء.. «أهل مكة أدرى بشعابها»
دخول السفينة للميناء فى كل أنحاء العالم يجب أن يكون من خلال مرشد هذه الميناء، فالمرشد هو الذى يكون على دراية كاملة بجميع مداخل ومخارج الميناء كما يكون على دراية بأماكن الخطورة التى يجب أن يبتعد عنها: «أهل مكة أدرى بشعابها زى ما بيقولوا، وطبعاً لازم المرشد ده يكون على درجة كبيرة من الخبرة لأن كل مركب وليها المناورة بتاعتها الخاصة للتراكى على الرصيف، والاختلاف بيكون على حسب طول المركب أو عمق الغاطس بتاعها، بالإضافة لطبيعة المكان اللى هيتم ربطها فيه نفسه، أو اتجاه وسرعة الريح وشدة التيار فى المياه».
نصف ساعة من الوقت هو الزمن الطبيعى لإجراء عملية تراكى السفينة على الرصيف، وربما تزيد على ذلك 10 دقائق ليس أكثر، ويكون المرشد فى أشد درجات حذره أثناء هذه الدقائق المعدودة: «تقلبات الجو هى أخطر حاجة على القبطان وهو بيعمل عملية التراكى، خاصة لما تكون المركب كبيرة، وقتها لازم يكون متحكم فيها بشكل كبير جداً منعاً لأى حاجة ممكن تحصل».