سكان يرفضون ترك «منشية ناصر»: نضمن حقنا الأول
«بدرية» أمام بيتها فى منشية ناصر
بينما ترك عدد كبير من السكان منطقة منشية ناصر، وقبلوا بالشقق المقدمة لهم فى مكان أفضل، رفض بعض السكان العالقين فى الجبل التخلّى عن الحياة وسط الثعابين والعقارب، لخوفهم من الانتقال لحياة أخرى، أو لخوفهم من الحصول على شقة لا تكفى عدد أفراد أسرهم.
تعيش بدرية عبدالنعيم فوق الجبل، ربّت أولادها فى تلك المنطقة ولا تستطيع التخلّى عنها: «المشكلة إنى عشت هنا واتربيت هنا، من ساعة ما كان ولادى صغيرين، إيه اللى حصل مش عارفة، لو قلنا مش هنمشى إلا لما نضمن حقنا، يبقوا عايزين يهدوا البيت علينا».
«بدرية»: خدت على عيشة الجبل وسط التعابين ولو عايزنا نمشى هاتولنا شقق.. «بخيت»: محدش يكره يعيش فى مكان أحسن.. «طارق»: أنا مرتاح كده
الغريب أن «بدرية» وغيرها من السكان يحبون الحياة فى منطقة منشية ناصر، رغم الجبل والعشش والثعابين والحياة التى تفتقد لأدنى حقوق البشر: «التعابين بتاعة ربنا، ما دام ما تتسببش فى أى أذية خلاص، طول عمرى عايشة وسط التعابين والعقارب وباشوفها وعادى». رغم اعتراف السكان القدامى الذين رحلوا عن المنطقة بأن حياتهم فى المكان الجديد أفضل، فإن ذلك لم يثنِ الرافضين عن قرارهم: «ماشى نمشى بس ناخد حقوقنا الأول، عايزة شقة أنا وبناتى، وشقة لكل عيل من عيالى اللى متجوزين، مش هناخد كلنا شقة واحدة».
بينما كان يجلس ابنها أحمد بخيت داخل إحدى الغرف، كانت الحجارة تتناثر على رأسه: «إحنا رفضنا نمشى ونسيب البيت فالمحافظة عاقبتنا بأنها هدت جنب من البيت وسابت النص التانى يقع علينا واحدة واحدة، البيت هيقع على دماغنا، ومحدش حاسس بينا».
يعيش «بخيت» فى تلك المنطقة منذ سنوات طويلة: «أكيد ما حدش يحب الطوب ينزل فوق دماغه، وهنبقى مبسوطين إننا عايشين عيشة أحسن من دى فى مكان أحسن، بس ما ينفعش نتكوّم كلنا فى شقة ولّا اتنين، لازم كل أسرة تاخد شقة ده حقنا».
طارق إبراهيم، يعيش فى أحد بيوت الجبل، يقول: «أنا أعيش فى خرابة مش مهم، بس مش عايز حاجة من حد، مش عايز أمشى من هنا أنا حر، خايف أكون صاحب ملك، وأدفع كل شهر 500 جنيه عشان يقول لى نضافة، لا سب لى عيشتى اللى قاعد فيها أنضفها على مزاجى».
لدى «طارق» 4 أبناء، أحدهم تخرج فى كلية الحقوق، والآخر يدرس فى كلية التجارة جامعة القاهرة، والثالث فى كلية التجارة جامعة عين شمس، والأخير فى الصف الثانى الثانوى: «أنا موظف مش صايع ومربى بناتى وولادى على الفضيلة والنضافة، لكن أتذل فده من رابع المستحيلات».