نائب رئيس اتحاد العمال: غضبنا المسمار الأول فى نعش الإخوان
قال ناجى رشاد، نائب رئيس اتحاد العمال، إن السبب فى تزايد المظاهرات العمالية فى الفترة الأخيرة وعودتها بشكل مكثف مجدداً، يرجع إلى سياسة تنظيم الإخوان وحكومته الحالية فى الانتماء لرجال الأعمال على حساب العمال، فضلاً عن غياب حلول حقيقية لمشاكل العمال فى المصانع والشركات، وأن الحكومة تقدم مسكنات ولا تحل شيئاً.
وأضاف رشاد فى حواره مع «الوطن» أن ما يحدث حالياً هو بداية للبركان العمالى ضد النظام الحالى، كما جرى مع النظام السابق، نتذكر أن العمال كانوا أول من خرج ضد مبارك ونظامه فى المحلة، مشيراً إلى أن العمال لن يرضوا بالذل والمهانة التى لاقوها طوال 30 عاماً، لذلك فإنهم يخرجون فى تظاهرات بشكل مستمر.
* فى البداية، نريد أن نعرف ما أسباب تزايد الإضرابات العمالية بشكل مكثف الأيام الأخيرة أمام الاتحاد أو مقر الحكومة؟
- ما يحدث بسبب تجاهل الإخوان والنظام الحالى وحكومته لمطالبنا المتمثلة فى عدم تنفيذ الحد الأدنى والأقصى للأجور، فضلاً عن استمرار التعسف وفصل العمال بشكل مستمر، واستمرار الفوارق الكبيرة جداً فى الأجور، التى لم تجر مراعاتها بعد الثورة، لذلك لم يجد العمال وسيلة أمامهم إلا الشارع ليعرف الإخوان أن غضب العمال هو المسمار الأول فى نعش حكمهم الذى يتجاهل مطالبنا، خصوصاً أن وزير القوى العاملة والهجرة، الإخوانى خالد الأزهرى، غير مدرك أن العمال لم يحصلوا على حقوقهم بعد الثورة.[FirstQuote]
* وهل ترى أن هناك تحيزاً من النظام الحالى لرجال الأعمال على حساب العمال؟
- بالطبع نعم، ومن أهم أسباب عودة الاحتجاجات العمالية مرة أخرى أن النظام الحالى يتخذ نفس أسلوب النظام السابق فى «الطبطبة» عليهم، وظهر ذلك بوضوح فى احتفالية عيد العمال، حيث إنه لا يعقل أن يجرى حضور ممثل لرجال الأعمال والمستثمرين الذين يعدون العدو الأول للعمال فى احتفاليتهم بقصر القبة بل وإلقاء كلمة للعمال أيضاً.
* وما الحل من وجهة نظرك، خلال الفترة الحالية لتهدئة العمال فى الشركات والمصانع؟
- الحكومة يجب أن يكون لها حلول سريعة وعاجلة، أهمها وضع حد أدنى وأقصى للأجور يكفل للعامل حياة كريمة، وإعادة جميع العمال المفصولين تعسفياً، وتثبيت العمالة المؤقتة بمختلف القطاعات، فضلاً عن إتاحة فرص عمل مناسبة للمتعطلين، وعودة الشركات التى صدر حكم قضائى بعودتها، وما زالت الحكومة تعوق عودتها لقطاع الأعمال، مع عودة العمال الذين فُصلوا من تلك الشركات، وضرورة إعادة توزيع الموازنة العامة للدولة بما يضمن العدالة الاجتماعية وإلغاء دعم الأغنياء وإلغاء المستشارين بالجهاز الإدارى للدولة.
* وهل ترى أن عدم إصدار قانون للحريات النقابية سبب من أسباب الاحتجاجات؟
- هذه مسألة لا يمكننى الجزم بها؛ لأن العامل الذى لا يجد قوت يومه لا يعرف شيئاً عن القانون المنظم للعمالة، وعلى سبيل المثال غزل المحلة بها 17 ألف عامل، بينما لا يتعدى عدد المهتمين بالقوانين العمالية والمترشحين فى الانتخابات الـ100 عامل.
* هناك أقوال تتردد أن الخلافات بين اتحاد العمال والنقابات المستقلة سبب رئيسى لتلك الاحتجاجات؟
- تلك الخلافات كانت فى الفترة الماضية، ولكن هناك اتجاهاً حالياً لتوحيد الرؤى بين الاتحادين العام والمستقل لدعم العمال، وأبرز دليل على ذلك أن هناك وفداً من اتحاد العمال زار كمال أبوعيطة، رئيس النقابات المستقلة، أمس، لتوحيد الاتجاهات بين الاتحادين وأن تكون مشاكل العمال هى أولويتنا خلال الفترة المقبلة فى ظل التعنت المستمر ضد العمال.
* وما رأيك فى اعتصام العمالة المصرية فى القنصلية المصرية بالسعودية؟
- هذا الاعتصام أيضاً يوضح ما نقوله من عدم اهتمام الحكومة بالعمال سواء فى الداخل أو الخارج، إنهم معتصمون للمطالبة بالعودة إلى مصر بعد التعسف من نظام الكفيل وإهانتهم، ولكن الحكومة لم تتحرك لإنقاذهم من هذا النظام المهين، الذى يهين العامل المصرى، ولا يُعقل أن نكون بعد الثورة تابعين ومهانين فى الخارج.