تراث الإسكندرية يتعرض للانهيار.. ومبادرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
فى مدينة الإسكندرية العريقة، اجتمعت عدة حضارات وثقافات فى آن واحد، معالم ومبانٍ تنتمى إلى عدة قرون، كان يمكن استغلالها لتكون وجهة سياحية تستقبل السياح من كافة أنحاء العالم لتعرّفهم بالتاريخ الفرعونى وبحضارة الإسكندر الأكبر وبتفاصيل الحضارة الإسلامية، لكن قبل الثورة ببضع سنوات بدأت معالم هذه الحضارة فى الانهيار.
د. محمد عادل عمارة، الأستاذ فى هندسة الإسكندرية، وصاحب مبادرة «أنقذوا الإسكندرية»، أوضح ما تعانيه المبانى التاريخية فى الإسكندرية من هدم، وكذلك المبانى الجديدة المخالفة، التى تم بناؤها من مليارات أُرسلت من دول الخليج، مؤكداً أن الإسكندرية سجلت رقماً قياسياً فى عدد المبانى التى تتعرض للسقوط. وقال: «خلال فترة الانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة حصل مهازل، وتم التعدى على الأماكن التاريخية وهدمها ببلدوزر فى وضح النهار».
مبادرة «أنقذوا الإسكندرية» تنظم وقفات احتجاجية للمحافظة على ما تبقى من تراث المدينة لكن دون جدوى، ويقول «عمارة» إن المبادرة لا تملك قنوات اتصال مع المحافظ، وأعضاء هيئة تدريس كلية الهندسة حاولوا التواصل معه حول الحفاظ على تراث المدينة.
صفحة المبادرة على الـ«فيس بوك» تعرض صوراً محزنة لمبانٍ تاريخية تتعرض للهدم والانهيار، مثل فيلا قديمة من تصميم المعمارى مصطفى فهمى الذى كان كبير مهندسى شرف القصور الملكية وكبير مهندسى وزارة الأشغال العامة، وهو الذى صمم واحداً من أهم معالم إسكندرية وهو كوبرى المنتزه.
ويحكى عمارة على مدونته «جدران متعبة» عن وقائع هدم سينما «ريالتو» أقدم دار سينما فى الإسكندرية: «المدينة التى شهدت أول عرض سينمائى فى مصر 1896، وأول دار سينما 1897، وأول تصوير للقطات سينمائية 1897، وأول ستوديو سينمائى مصرى 1907، وأول مجلة سينمائية 1919، تهدم واحدة من دور السينما التاريخية».
وأضاف: «36 شارع صفية زغلول، محطة الرمل، عنوان طالما قصده الإسكندرانية لمشاهدة الأفلام الجديدة، أطاح البلدوزر بما تبقى من مبنى السينما، الذى تُرك عمداً فريسة للإهمال، قبل أن تظهر فجأة شركة استثمار عقارى لتشتريه وتهدمه وتستبدله بمبانٍ دميمة قضت على ملامح المدينة».