بالصور| مخرج مصري في تجربته لتدريب أطفال "المخيمات": إبداعهم في المسرح مختلف وخيالهم دون سقف
حكايات أطفال المخيمات الفلسطينية حقل خصب للإبداع، فلكل منهم أب شهيد أو شقيق جريح أو عم أسير، فقصص الاجتياح والقصف، صوت الرصاص، أشكال القتلى والجرح، شكل لديهم إبداع مختلف، وخيال دون سقف، وهو ما جذب المخرج المسرحي المصري، عبد السميع عبد الله، لخوض تجربة تقديم ورش مسرحية لأطفال مخيمات الضفة الغربية، في محاولة لخلق مساحة إبداعية من أطفال في مقاومة الاحتلال.
لم تثن المضايقات التي تعرض لها عبد السميع من الجانب الإسرائيلي أثناء عبور الحدود عن استكمال التجربة، فقضى ساعات في عمليات تفتيش واستجوبات، وبخاصة بعد رفضه الدخول بتصريح إسرائيلي، ليكمل المحاولة ساعيا لقضاء ثلاثة أشهر في تدريب 30 طفل فلسطيني من أطفال المخيمات الأكثر فقرا وأقل خدمات.[FirstQuote]
المرة الأولى التي تطأ قدماه أرض فلسطين، وذلك بناء على دعوة من السلطة الفلسطينية، واعتبرها "تجربة مهمة في حياته العملية"، مؤكدا أنه غير معتاد على العمل مع أطفال المخيمات بوجه خاصة"، فرغم كونها لم تكن المرة المرة الأولى الذي يدرب أطفالا على العمل المسرحي، ولكن يؤكد أن أطفال المخيمات لهم طبيعة خاصة بحكم البيئة السياسية وقلة الخدمات.
عبد السميع يقول، لـ"الوطن"، "طردهم وقلة الخدمات عن المدن يولد لديهم شعور دائم بالنقصان، وهو ما يصنع لديهم طبيعية نفسيه مختلفة، وخيال دون سقف، وإبداع له شكل مختلف يحتاج للتعامل بحساسية مع تلك الطبيعة المختلفة"، مشيرا إلى أن صعوبات العمل مع أطفال المخيمات تتعلق بالجانب النفسي وما لهم من طبيعية متمردة، أعتبرها سلاح ذو حدين.
عبد السميع يؤكد أن اختيار فلسطين جاء لاعتباره "أن مصر بها مؤسسات وأفراد عددهم كبير يعمل مع الأطفال من أبناء الطبقات والفئات والمناطق المهمشة والمحرومة ثقافيا وفنيا"، مشيرا إلى أن فكرة التجربة بدأت منذ في شهر أغسطس أثناء حضوره ورشة في الإدارة الثقافية في الأردن، وتعرف على عدد كبير من المديرين الثقافيين من الوطن العربي، ومنهم فلسطينية، تعمل على أدب الطفل، وكانت بصدد اطلاق مبادرة اسمها "جواي براي" وهي مبادرة مخصصة لتمكين الأطفال للعمل بالمجتمع الفلسطيني، وطرح عليها الفكرة ومن هنا بدأ العمل.[SecondQuote]
مشروع عبد السميع الذي يستمر لمدة 3 أشهر، في الفترة ما بين 10 مايو ونهاية يونيو، ويستهدف 30 طفل فلسطيني، بدأ في رأم الله، ومنها لبيت لحم، وعدد من المخيمات في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية.
وأكد عبد السميع أن ورش قائمة على تنمية مهارات الارتجال المسرحي لدى الأطفال لجعلهم أكثر قدرة على التعبير عن ذواتهم وقضاياهم، مشيرا إلى أن التركيز على المخيمات الأقل حظا في الخدمة الثقافية لتوسيع مساحة العمل الثقافي في الأراضي الفلسطينية.
الورش هي جزء من مشروع تقدمه مبادرة "جوَّاي برَّاي"، وهي مبادرة فلسطينية أطلقتها الإعلامية صابرين عبد الرحمن، وتهدف تنمية مواهب الأطفال، وإشراكهم في بناء المجتمع الفلسطيني، بمشاركة عدد من مبادرات شبابية كـ"مرسم ع الحيط"، وهي ما وفرت مكان تدريب في مخيم "الأمعري".[ThirdQuote]
عبد السميع عبد الله هو مخرج مسرحي شاب مواليد الإسكندرية، تخرج في قسم الدراسات المسرحية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 2007، أخرج العديد من الأعمال المسرحية، آخرها عرضي "إيه في أمل" و"بدون رائحة"، وفاز مؤخرا بجائزة من وزارة الثقافة لإنتاج عرضه المسرحي الجديد، كما شارك كممثل في عدد من الأعمال المسرحية، آخرها على جناح التبريزي، وتابعه "قفة" التي فاز من خلالها بجائزة لجنة التحكيم للتمثيل بمهرجان الربيع لهواة المسرح بتونس.