صراع «الفكة» يشعل الأسواق قبل قدوم شهر رمضان
تشهد الأسواق عمليات لتخزين العملات المعدنية «الفكة» بمناسبة شهر رمضان، الذى تنشط فيه حركة التجارة الداخلية وتزداد فيه الحاجة إلى تلك العملات، التى تمثل النسبة الأكبر لتعاملات صغار التجار.
ويتحفظ الكثير من التجار على التخلى عن «الفكة» المتوافرة لديهم فى تعاملاتهم الحالية، ما تسبب فى الكثير من المشادات بين التجار وزبائنهم، والتى تنتهى فى الأغلب باضطرار المواطنين لشراء بضائع بكميات كبيرة، قد لا يحتاجونها بسبب عدم توافر الفكة.
تعد أزمة «الفكة» من المشاكل التى تواجهها الأسواق التجارية بشكل متكرر قرب حلول شهر رمضان، إذ يلجأ المواطنون والتجار إلى الاحتفاظ بما لديهم من الفكة فى بيوتهم أو محلاتهم لاسخدامها فى دفع ما يشترونه من سلع موسمية خلال تلك الفترة.
قال جلال عمران، نائب رئيس الشعبة العامة للبقالة بالغرف التجارية، إن أزمة الفكة تتزايد فى المواسم والصيف لتزايد الاستهلاك، لافتا إلى أن تجار الجملة والتجزئة فى أوقات غير الذروة يلجأون إلى بيع ما لديهم من نقود بقيم مالية أقل، وضرب مثلا «بأن تكون قيمة البضاعة المشتراة من تاجر الجملة تبلغ 1000 جنيه فكة يمكن التنازل عن 40 جنيها مقابل الشراء بالفكة التى قد تعد عائقا».
لافتا إلى أن عملات فئة الـ5 قروش والـ10 قروش والـ25 قرشا لا يتم التعامل بها فى الأسواق فى الوقت الحالى، حتى بعد إصدار البنك المركزى أكثر من بيان يؤكد فيه استمرار تداول تلك العملات.
وأشار إلى بعض الممارسات من بينها وضع بعض المحلات أسعاراً للسلع المعروضة بالنقود الفكة، فمثلا فى سلعة ثمنها 14 جنيها و60 قرشا لا يعيدون إليك الباقى من المبلغ وبذلك يجبر المستهلك على التضحية بباقى المبلغ بإرادته، باعتباره لا يستحق التفاوض بشأنه، إلا أن مع تكرار تلك العملية يضمن البائع زيادة فى مكسبه تدخل ميزانيته دون أى تكلفة عليه.
وقال مصطفى الضو، رئيس الشعبة العامة للبقالة بالغرف التجارية، إن الموضوع أكبر من مجرد استغلال أو جشع التجار الصغار بل هو جزء من سياسة عامة موجودة من أكثر 30 سنة، فاختفاء عملات فئة 10 قروش والـ25 قرشا يزيد من السعر الفعلى الذى يتكبده المشترى لكن بطريقة غير معلنة.
وأكد أن اختفاء العملات الصغيرة إلى بداية الاحتفاظ بفئة الـ50 قرشا والجنيه كأساس للتعامل فإن معدلات التضخم سوف تتزايد لأن الأسواق ستتعامل بهذه الوحدات الأكبر نسبيا.