بروفايل: «الطيب».. الدور الغائب
صورة تعبيرية
لا يكاد الشيخ أحمد الطيب يفرغ من مواجهة أزمة، حتى تعاجله أخرى جديدة، إذ فى الوقت الذى يعلق فيه الجميع مشكلة انتشار التطرف والإرهاب فى رقبة الأزهر ورجاله باعتبارهم مسئولين عن تجديد الخطاب الدينى، إذا بقنبلة الطلاق الشفهى تنفجر فى وجه الشيخ، مخلّفة غباراً كثيفاً فتح الباب من جديد للحديث عن دور الأزهر فى تلك المشكلة، خاصة بعد أن دخل السلفيون على الخط بكامل عدتهم يردون على رئيس الجمهورية الذى طالب بتوثيق حالات الطلاق فى محاولة للحد منه.
فى مكتبه بمشيخة الأزهر الشريف بقلب القاهرة يجلس الشيخ أحمد الطيب متابعاً المعركة التى تدور رحاها حالياً حول الطلاق الشفهى، بين من يتمسكون بوقوعه، ومن يتحدثون عن عدم جوازه، يفعل شيخ الأزهر ذلك وكأن الأمر لا يعنيه، غاضاً الطرف عن حقيقة المكانة التى يتمتع بها داخل مصر وخارجها، كونه المرجعية الأولى للمسلمين السُّنَّة فى العالم، ودون النظر إلى أهمية ما يخرج عن مؤسسته من تصريحات وفتاوى، خاصة فى الوقت الذى تستعر فيه النيران فى قضية ما، ويصبح من الضرورى تدخل شيخ الأزهر ورجاله.
على أن الشيخ الذى يصمت فى بعض القضايا، يرفع صوته فى قضايا أخرى ربما لا تهم الناس فى كثير أو قليل، حدث ذلك بعد قرار الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف بفرض الخطبة المكتوبة على خطباء المساجد التى تشرف عليها، وقتها انبرى شيخ الأزهر ورجاله يهاجمون وزير الأوقاف وقراره بكل ما يملكون من قوة، معلنين رفضهم للقرار جملة وتفصيلاً، ولم تهدأ الحملة التى قادتها المشيخة إلا بدفن القرار فى غيابات الجب، وقتها فقط التقط الشيخ أنفاسه وعاد من جديد ليجلس على كرسى المشيخة وكأن شيئاً لم يكن.
هكذا يغيب «الطيب» حيث يجب أن يكون موجوداً، ويوجد حين يطلب منه الغياب، يظهر ذلك جلياً فى الوقت الراهن الذى يسود التطرف فيه كل أرجاء العالم، ويتعرض عدد كبير من الدول لهجمات إرهابية يقودها من يحسبون أنفسهم على المسلمين، تماماً كما يحدث فى مصر، تتعلق العيون والآذان بالشيخ، طالبين منه التدخل فى الأمر، يذهب المغالون إلى أبعد من ذلك حين يصمون الأزهر نفسه بالتطرف، مستندين على ما يدرّسه لطلابه فى المعاهد والكليات من مناهج يقولون إن الزمن عفا عليها، تدخل المؤسسة العريقة فى معارك جانبية وتنشغل فيما لا يهم أحداً، فيما القضية الرئيسية غائبة عن العيون والآذان.