المتهم: قتلتها عشان أخلص من كلامها.. كل ما تشوفنى تقول لى ابعد عن المخدرات
صورة تعبيرية
«يا ابنى روح شوف لك شغلانة تاكل منها عيش بدل قعدة القهاوى الخسرانة دى» كانت تلك الكلمات مضمون رسالة نصح من عجوز لنجل شقيقها الذى اعتاد على الاستيلاء على أموالها تحت مسمى «السلف»، لكنه لم يرد أى نقود حصل عليها من عمته «فتحية محمود» 69 سنة، بل قرر الانتقام منها بطريقته الخاصة، فحسم أمره على قتلها فتوجه إلى منزلها فى عين شمس ونفذ جريمته واستولى على 4500 جنيه ومشغولاتها الذهبية وفر هارباً. وقف المتهم أمام باب منزل المجنى عليها ينادى عليها بصوته: «افتحى يا عمتى أنا وليد»، فلم تمر سوى لحظات قليلة وأجابت الضحية طلبه، وعقب دخوله قالت له: «ادخل المطبخ أعمل لنا شاى وتعالى عشان عايزاك فى حاجة، انت لازم تشوف شغل أحسن من قعدة القهاوى والعيال الصايعين اللى انت ملموم عليهم دول»، فلم يعر أى اهتمام لحديث عمته لمدة 20 دقيقة وقبل انصرافه طلب منها 2000 جنيه «سلف» لمدة شهر، لكنها رفضت وقالت له: «يا ابنى أنت واخد لحد دلوقتى 6 آلاف جنيه أنا مش عايزاهم بس أنا عايزاك تشوف شغلانة أحسن من السكة اللى أنت ماشى فيها دى».
«وليد» راح يستلف من عمته 2000 جنيه عشان يتاجر فى الحشيش.. قالت له «روح شوف شغلانة».. رجع قتلها وسرقها: «محتاج سجارتين حلوين»
«محمود. م» 28 سنة، خرج من منزل عمته غاضباً من حديثها ورفضها إقراضه أى نقود، وذهب إلى مقهى قريب من منزل أسرته فى منطقة شبرا الخيمة، وبدأ فى التخطيط للتخلص من عمته حتى يتمكن من الحصول على أموالها، ووضع المتهم خطته للجريمة بعد معرفته بالأوقات التى يكون فيها زوج عمته خارج المنزل، ثم توجه إليها وأمسك بكرسى خشبى وضربها على رأسها فسقطت على الأرض فاقدة الوعى، وبعدها أخرج المتهم من ملابسه لاصقاً واستخدمه فى كتم أنفاسها بوضعه على فمها وأنفها ليتأكد من وفاتها.
فى الساعة الحادية عشرة من يوم الواقعة عاد «حسن محمد» 74 سنة، زوج المجنى عليها، فوجدها ملقاة على وجهها فى أرضية صالة الشقة وملقى عليها مرتبة سرير غرفة نومها وترتدى ملابسها كاملة وملفوف حول وجهها شريط لاصق شفاف ممتد حتى أنفها، وبها إصابات عبارة عن جرح قطعى بمقدمة الرأس وكدمة بالجانب الأيمن للرأس، فاستعان الزوج بالجيران الذين أبلغوا شرطة النجدة بالواقعة، وانتقل المقدم محمد دويدار رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس إلى مكان الحادث، وبإجراء المعاينة للشقة تبين بعثرة جميع محتوياتها وسلامة منافذها، وبسؤال زوجها قال إنه اكتشف الجريمة عقب عودته إلى المنزل، كما اكتشف عدم وجود قرطها الذهبى التى كانت تتحلى به، وكذلك كارت فيزا خاصة ببنك باركليز خاص به ومبلغ مالى من دولاب غرفة النوم، ونفى علمه بملابسات وفاتها ولم يتهم أو يشتبه فى أحد بارتكاب الحادث.
72 ساعة فقط مرت على الجريمة ونجح الفريق الأمنى بإشراف اللواء هشام لطفى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فى كشف ملابسات الجريمة والقبض على المتهم داخل منزل أسرته فى شبرا الخيمة، بعد أن أخبر الجيران الفريق الأمنى أن نجل شقيق الضحية كان موجوداً معها قبل الحادث بعدة ساعات وأنهم شاهدوه أثناء صعوده إلى الشقة، وتمكنت قوة أمنية من ضبطه بعد التنسيق مع مباحث القليوبية، وتم اقتياده إلى قسم شرطة عين شمس لاستجوابه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر أنه عقد العزم على التخلص من عمته وسرقتها عقب رفضها إقراضه مبلغاً مالياً، مستغلاً علمه باحتفاظها بالأموال بمسكنها.
«قتلتها عشان أخلص من الزن بتاعها، كل ما تشوفنى كانت تقول لى شوف لك شغلانة وابعد عن شرب المخدرات» بهذه الكلمات بدأ المتهم اعترافه بتفاصيل جريمته، قائلاً إنه أعد شريطاً لاصقاً شفافاً وتوجه لمحل إقامة المجنى عليها وطلب منها إقراضه مبلغاً مالياً، إلا أنها رفضت، فقام بضربها على وجهها، مما أدى إلى سقوطها على الأرض واعتدى عليها بمنضدة خشب صغيرة على رأسها محدثاً ما بها من إصابات، وقام بلف شريط لاصق حول رقبتها حتى أنفها إلى أن تأكد من وفاتها.
«كنت عايز أشترى سجارتين حشيش بس عمتى طردتنى من البيت وقالت لى ممعيش فلوس تانى لك وماتجيش هنا تانى» بهذه الكلمات واصل المتهم حديثه أمام الفريق الأمنى، مضيفاً أنه تمكن من العثور على 4500 جنيه وكارت فيزا بنك باركليز من دولاب غرفة نومها، بعد أن قام بتفتيش محتويات الشقة، وألقى مرتبة السرير على جثة عمته قبل أن يرتدى جاكيت فوق ملابسه ليخفى الملابس الملوثة بالدماء، وعثرت الشرطة على بكرة لاصق شفاف فى منزل المتهم وحذاء رياضى كان يرتديه وقت ارتكاب الواقعة وعليه آثار دماء.
«استلفت أكتر من 6 آلاف جنيه من عمتى، وماقدرتش أرد منهم جنيه واحد بسبب ظروفى المالية الصعبة، بس كنت مزنوق فى 2000 جنيه أشترى بيهم حشيش وأتاجر فيهم، ورحت آخدهم منها بس هى رفضت» بهذه الكلمات واصل المتهم سرد تفاصيل جريمته أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، قائلاً إنه نجح فى سحب مبلغ 1200 جنيه من كارت الفيزا المستولى عليه من فرع البنك بشارع بورسعيد بعد أن عثر على كلمة السر الخاصة به، وقام التهم بتكسيرة والتخلص منه وإلقائه فى الطريق العام.
وأنهى المتهم حديثه فى محضر الشرطة قائلاً إنه قرر عدم بيع القرط الذهبى الخاص بعمته حتى لا يكون همزة الوصل بينه وبين المباحث، فقرر إلقاءه فى مقلب قمامة قريب من منزله مع جاكيت وبنطلون عليهما دماء المجنى عليها، لكنه فوجئ بعد مرور 3 أيام على الجريمة باقتحام الشرطة لمنزله والقبض عليه، كما اعترف المتهم أمام الفريق الأمنى أنه نزع القرط الذهبى من أذن عمته بعد أن تمكن من قتلها، وعقب انتهاء استجوابه تحرر محضر بالواقعة أحاله اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى النيابة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات، وانتدبت الطب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة.