مصادر: مستشار «السيسى» يبدأ تنفيذ خطة مواجهة «التكفير والتطرف والإلحاد» بين الشباب.. وتراجع دور «الطيب»
د. أسامة الأزهرى ود. أسامة العبد ود. شوقى علام يبحثون تجديد الخطاب الدينى
كثف د.أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس عبدالفتاح السيسى للشئون الدينية، تحركاته فى ملف تجديد الخطاب الدينى، خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع ما رصده مراقبون عن تصاعد الأزمة بين الرئاسة والأزهر بقيادة د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتراجع دور «الطيب» فى هذا الملف.
وبحسب مصادر مقربة لـ«الأزهرى» فإن تحركاته تشمل رؤى ومبادرات مختلفة، حيث يعمل الأزهرى على التطرق لأهداف اجتماعية بصبغة دينية تؤكد أن ديننا إنسانية وحضارة ونجاح وعمران فى المقام الأول.
«هندى»: لا يوجد إنتاج علمى قوى داخل «المشيخة».. و«نصير»: القيادات الحالية لن تُقدم جديداً فى المسائل الدينية
وانتهى «الأزهرى» من وضع استراتيجية تجديد الخطاب الدينى التى تشمل أربع قواعد رئيسية، منها: «مشروع علمى أزهرى مؤصل يستعرض المقولات والنظريات والأفكار التى بنى عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام فى الثمانين عاماً الماضية»، وهو ما بدا، على سبيل المثال، فى الكتب الفقهية التى أصدرها «الأزهرى» للرد على الأفهام الحائرة والمفاهيم المظلمة المغلوطة وتلخيصها ومواجهتها بالحجة والبراهين، هذا فضلاً عن مواجهة انتشار ظاهرة الإلحاد، واستعادة القيم الوطنية، ونشر الإخلاق فى المجتمع.
وفى إطار خطة «الأزهرى» لتجديد الخطاب الدينى ونشر الفكر الدينى الصحيح، بدأ مستشار الرئيس للشئون الدينية سلسلة لقاءات مفتوحة مع الشباب داخل عدد كبير من جامعات مصر، ودعا الشباب باختلاف عقائدهم الدينية وانتماءاتهم الفكرية إلى إطلاق «هاشتاج» على مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «الحضارة فريضة إسلامية» لتجنب السلوكيات السلبية فى التعامل مع الإنسان أو الوطن، وإعادة اكتشاف المواهب والعقول والعبقريات، التى من شأنها أن تقفز بِنَا خطوات فى علوم الفلك والطب والهندسة والإدارة، وغير ذلك من علوم الحضارة.
وأشارت المصادر إلى أن «الأزهرى» تطرق إلى قضايا مجتمعية منها «قضية المياه»، بعد لقاءات بينه وبين د.محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية، للمساهمة فى حملات الترشيد فى استخدام المياه والحفاظ عليها من التلوث، كذلك قضايا الصحة وأمراض الأطفال والمساهمة فى حملات فيروس «سى»، وتحويل جزء من أموال الزكاة والصدقات للمساهمة فى بناء المستشفيات.
وفى سياق متصل، هاجم عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مؤسسة الأزهر، قائلاً لـ«الوطن»: «إن مجمع البحوث الإسلامية فشل فى الخروج برؤية شرعية جديدة فى الأزمات المتعلقة بملف تجديد الخطاب الدينى، وآخرها مسائل الطلاق الشفهى، واكتفى بإصدار عدة كتيبات ضعيفة أغلبها من التراث، وأرشيفية، دون وجود لرؤى جديدة وملموسة لأساتذة الفقه الموجودين، كذلك فشل مرصد الأزهر فى الوجود بقوة داخل المجتمع المصرى، مكتفياً بالرصد الخارجى الضعيف دون وجود تأثير ملموس»، على حد قوله.
وأضاف: «أدعو شيخ الأزهر إلى أن يدرك أن الأزمة الحقيقية فى الإنتاج العلمى الحالى داخل المشيخة، فليس هناك إنتاج قوى يستبق المشاكل التى نتكلم فيها، ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء لم يخرجا برؤى فقهية قوية وإنتاج بحثى حول الأزمات المثارة، ولم تعمل المراصد الأزهرية التى نتغنى بها ليلاً ونهاراً لرصد الظواهر الموجودة، ولم تستنبط الظواهر المستقبلية ليكون الأزهر مستعداً بالرؤى الشرعية القوية».
وقالت د.آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: «القيادات الأزهرية لن تجدد ولن تقدم جديداً فى المسائل الدينية، فهؤلاء شابوا على الإغراق فى التراث ودراسته بحلوه ومره، بغثه وسمينه، دون مناقشته أو تجديده أو تطويره، وقد تقوقعوا داخل التراث وخاصموا قضايا العصر وأخذوها على ضوء التراث».
وقال الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى: «أدعو مؤسسات الدولة إلى أن تبدأ بنفسها فى التجديد، بفصل الدين عن الدولة والسياسة، وأن تترك للأزهر الشئون الدينية، فنحن ما زلنا نعيش مع فكر متخلف، لكن لا يصح أن يكون هذا الفكر المتخلف أساساً من أسس النشاط السياسى، والدولة تستطيع فعل ذلك، لكن الاستسهال وترك الأمر للأزهر أمر لا يليق، فعلى الدولة أن تبادر بذلك لتطبيق الدولة المدنية، لكن ما يحدث هو أن الدولة متراخية أمام هذا الملف».
وقال د.جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق: «الأزهر مشكلته فى أنه يريد أن يكون مؤسسة سلطوية، مع أن كثيراً من شيوخه يعلمون أنه لا سلطة كهنوتية فى الإسلام، وأنه عندما يمارس هذا الأمر فإنه يخالف التفسير الرحب للشريعة الإسلامية الذى قدمه محمد عبده وغيره، ويتناقض صراحة مع موقف شيخه الذى يعلن أنه لا سلطة دينية فى الإسلام».
وقال حسين القاضى، الباحث فى الحركات الإسلامية: «المشيخة مخترقة من الإخوان والسلفيين، والقيادات الحالية لا تحافظ على منهج الأزهر الوسطى، والخطأ الذى وقع فيه السيد رئيس الجمهورية وتبعه فى ذلك عدد من المفكرين والمثقفين هو مطالبة قيادات المشيخة الحاليين بتطوير الخطاب الدينى من أجل مواجهة التيارات المنحرفة».