تالتة «صنايع».. وفى الشغل «ضايع»
طالب يتدرب عملياً فى ورشة خارج المدرسة
بعد انتهاء اليوم الدراسى فى مدرسته للتعليم الصناعى، يحرص دائماً الطالب أحمد خالد، على الذهاب إلى ورشة خارجية، ليتعلم فيها الجزء العملى، يتعلم فك وتركيب العِدد، وأجزاء المحركات، وهو الأمر الذى يصعب عليه تنفيذه داخل مدرسته: «المدرس بيقول إن فك وتركيب المحرك ممكن يبوظه، ولو حصل له أى حاجة، الطالب هيتحمل تكلفة إصلاحه علشان ده عهدة، وطبعاً مفيش طالب هيجازف ويفك محرك، ممكن يبوظ فى إيده ويتحمل هو تكلفته». مشكلة «أحمد» هى مشكلة كل طلاب المدرسة الصناعية بإمبابة، وربما كل الطلاب فى المدارس الصناعية الفنية، فغياب التدريب العملى يُفقد هذا التعليم جدواه، لاتساع الفجوة بين ما يدرسونه وما تتطلبه سوق العمل، إضافة إلى النظرة الخاطئة لهذا التعليم، التى دائماً ما تجعلهم فى موضع اتهام. أكثر ما يضايق أحمد كرم، الطالب بالصف الثانى الصناعى، أن نظرة المجتمع إلى الطالب الفنى دونية، والبعض لا يعتبر التعليم الفنى تعليماً من الأساس، أما داخل مدرسته بإمبابة فهم يكتفون بالجانب النظرى، مما يضطره إلى العمل فى ورش خارج المدرسة ليُطبّق ما يدرسه نظرياً.
طلاب المدارس الفنية يشكون من غياب الدراسة العملية والاكتفاء بالنظرى
«لا تتقدم أى دولة فى العالم دون الاعتماد على التعليم الصناعى»، هى كلمات مؤمن محمد، أمين اتحاد الطلاب بالمدارس الفنية، الذى يطمح لإعادة هيكلة البنية السلوكية للطالب الفنى وتغيير نظرة المجتمع له، ويطالب بوجود معايير محدّدة واختبارات قدرات لقبول الطلاب بهذه المدارس، حتى تتناسب مع احتياجات سوق العمل واحتياجات الكليات للطلبة المتفوقين، وقال إنه اقترح وتقدّم بأكثر من مشروع لتطوير التعليم الفنى: «المدرسة بتوفر التدريب العملى، لكن المدة الزمنية مش بتكون كافية فى بعض الأقسام، فلا بد من تبسيط النواحى النظرية وإصقال النواحى العملية، حتى يتم تطوير كفاءة الطالب، ولا بد من تحقيق التكافل بين رجال الأعمال والمدارس، فالطلاب مستعدين يشتغلوا ويشقوا ويتدربوا حتى لو فى الصحرا».