تل أبيب تطالب رئيس مصر باستعادة السيطرة الأمنية في سيناء
ارتباك وتضارب داخل أروقة القيادة الإسرائيلية يعبران عن حجم القلق والترقب المستمر لمستقبل اتفاقية السلام بين البلدين ويعكسان خوف إسرائيل من مخاطر نشاط التنظيمات الإرهابية فى سيناء، بعد أن باتت مفاتيح السلطة فى مصر فى يد مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى طبقاً لما أوردته المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية فى مصر.
فجاء اعتداء النقب التخريبى الذى وقع أمس فى منطقة نيتسانا فى النقب الغربى على امتداد الحدود الإسرائيلية المصرية مسفراً عن مقتل مواطن إسرائيلى، ليخرج وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك مصرحاً بأن «هذا مؤشر على تصعيد خطير وتدهور فى السيطرة المصرية على الأوضاع الأمنية فى سيناء».
وكان إيهود باراك كان قد دعا الرئيس المصرى، أياً كان، أمس الأول بعد ظهور المؤشرات الأولية لتصويت الناخبين المصريين إلى «العمل على استعادة السيطرة الأمنية على شبه جزيرة سيناء لوضع حد للهجمات الموجهة إلى إسرائيل فى أسرع وقت» وذلك حسب ما ذكره راديو صوت إسرائيل أمس.
وأضاف باراك «نرغب فى التزام الرئيس القادم بكافة التعهدات الدولية بما فيها اتفاقية السلام المبرمة بين البلدين والترتيبات الأمنية المنبثقة عنها».
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلى السابق وعضو الكنيست والصديق المقرب من الرئيس المخلوع مبارك بنيامين بن أليعازر لوسائل الإعلام، تعليقاً على تقدم مرسى فى السباق الرئاسى «بغض النظر عن الرئيس القادم لمصر فلا بد من تعزيز أواصر التعاون والحوار بين البلدين واستمرارها» وذلك حسب ما أوردته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية.
وأضاف «أثق فى القيادة المصرية القادمة، وإن كانت تحت قيادة الإخوان المسلمين، فى أن تسلك الطريق الصحيح بإدراك الإشكالية الكبرى التى تواجهها فى الفترة المقبلة وهى توفير الحاجات الأساسية للملايين من مواطنيها وليس الصراع مع إسرائيل ما يحقق هذه الأهداف».
وحذر بن أليعازر من المخاطر القادمة من سيناء على إسرائيل، حيث قال «سيناء أصبحت ملاذاً للإرهابيين من كافة الأرجاء، وعلى القيادة المصرية تفهم هذه المخاطر وإزالتها».
ومن جانبه، دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى موشيه يعلون حكومته إلى إعادة النظر فى علاقاتها مع مصر فى حال فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة المصرية وخاصة التعاون العسكرى والأمنى بين مصر وإسرائيل، وذلك بعدما أظهر مرشح الإخوان عداءه لإسرائيل بإقدامه على انتهاج سياسيات معادية لمصالح إسرائيل بالمنطقة.
ومن جانبه، قال المحلل السياسى الفلسطينى المتخصص فى الشئون الإسرائيلية طلال عوكل فى اتصال هاتفى بـ«الوطن» «حتى الآن تتسم التصريحات الإسرائيلية بالقلق والحذر وإن كانت فى بعض الأحيان تنطوى على نوع من التهديدات والتحذيرات لتمهد طريقاً لاحتمالية اتخاذ خطوات فى أوقات ما خاصة فى حالة التصعيد من الجانب المصرى».
وأضاف عوكل «أعتقد أن العلاقات بين مصر وإسرائيل ستكون مستقرة فى الفترة المقبلة خصوصاً فى ظل وجود تفاهمات بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان فى مصر تضمن استمرار اتفاقية السلام والتعاون بين البلدين».