وزير التموين الأسبق: الهجوم الإعلامى وغياب التخطيط وراء اعتذارات المرشحين للمنصب الوزارى
الدكتور محمد أبوشادى، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق
أكد الدكتور محمد أبوشادى، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، أن افتقاد الدولة التخطيط يجعل المرشحين للمنصب الوزارى يعتذرون عن عدم تولى المنصب، بالإضافة إلى ضعف المقابل المادى، والهجوم الذى ربما يتعرض له الوزير من الإعلام والرأى العام، وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن «الزراعة هى مشكلتنا الأولى، ومن المفترض عندما يتم تعيين وزير للزراعة، أن تتجه اختيارات الدولة إلى مركز البحوث الزراعية وتختار من بين العلماء من يتولى المنصب»، وأكد أن معاش الوزير ضعيف جداً، موضحاً «التحقت بالعمل الحكومى منذ 40 عاماً وتوليت منصب وزير وإجمالى معاش أتحصل عليه هو 2500 جنيه فقط، وهذا شىء سيئ جداً ومأساة».
■ ما المعايير التى يجب توافرها فى المرشح لمنصب الوزير؟
- 3 محاور يجب أن تتوافر فى المرشح، وهى العلم والخبرة والرؤية، بحيث يمتلك قدراً من العلم يمكنه من أداء الوظيفة، ويتمتع بالخبرة الكافية فى الوزارة المرشح لها، لأن هناك «شياطين» فى كل وزارة، ويكون رجلاً طموحاً وله رؤية واضحة حول ما الذى يريد تحقيقه، وهذه الشروط رئيسية لا بد أن يتمتع بها أى وزير فى أى موقع أو مسئولية، ونحن فى زمن العلم وبدونه لن نستطيع النجاح.
«أبوشادى» لـ«الوطن»: المرشح للحقيبة الوزارية يجب أن يمتلك الخبرة والقدرة على أداء مهامه لأن هناك «شياطين» فى كل وزارة
■ من الواضح أن هناك تضييقاً فى الاختيارات؟
- مصر بها 90 مليون نسمة، ولا بد أن تكون هناك شفافية فى الاختيارات ليست سرية، ونحن لا نكون فريق كرة قدم حتى تكون هناك حالة من الكتمان فى الاختيار، بل ندير دولة، تمتلك الكثير من الكفاءات والمراكز البحثية والجامعات العامرة بالعباقرة والعلماء، ويجب على الدولة أن تذهب إليهم، ولا يعرضوا هم أنفسهم.
■ من وجهة نظرك ما المشكلة التى تعانى منها مصر؟
- الزراعة هى مشكلتنا الأولى، ومن المفترض عندما يتم تعيين وزير للزراعة أن تتجه اختيارات الدولة إلى مركز البحوث الزراعية وتختار من بين العلماء من يتولى المنصب.
■ ما الذى ينقصنا؟
- لا بد من وجود تخطيط استراتيجى رأسى وأفقى يتوافق عليه المجتمع ككل، يضع خطة مستقبلية لما نريد أن نرى عليه مصر بعد سنة أو سنتين أو ثلاث، وبدون هذا التخطيط لن نتقدم.
عملت بالحكومة 40 عاماً وتوليت حقيبة وزارية ومعاشى لم يتجاوز 2500 جنيه وهذه مأساة
■ إذن هل هذا هو سبب إحجام المرشحين عن تولى المنصب الوزارى؟
- هذا هو أحد الأسباب، فإذا كان هناك تخطيط استراتيجى واضح، وإمكانيات فإنه يمكن محاسبة المسئول عن تنفيذ تلك الخطة، لكن أن يأتى من يجرب فى الشعب مرة أخرى فهذا غير مقبول، ففى الخارج يكون لدى الدولة خطة لتنفيذها، فهم لا يحتاجون إلى خبرات على الرغم من أن لديهم خبرات وكفاءات زائدة، والمهم أن يمتلك المرشح الخبرة والعلم، وبعد ثورتين و60 سنة من الظلم، أصبح لدى الناس وعى وتريد صورة أفضل، وافتقاد هذا التخطيط يجعل المرشحين للمنصب يعزفون عن المشاركة لأنه لا توجد رؤية واضحة، كما أن العائد المادى والاجتماعى ليس مناسباً، وضعيف جداً بالمقارنة بالمهام التى توكل للوزير، وهناك مخاوف من المرشحين بسبب الهجوم الذى يُشن على الوزير من الإعلام والرأى العام، وأحد الوزراء قال فى مجلس الوزراء، معترضاً على مرتبه، إنه كان يقدم حلقة فى التليفزيون وكان يحصل منها على راتب أعلى من راتبه الوزارى، كما أن المنصب الوزارى يعرض على أصحاب أعمال، ويرفضون لأن عملهم الخاص مجزٍ مالياً أكثر من المنصب.
■ بصفتك وزيراً سابقاً ما قيمة المرتب الذى تحصل عليه؟
- معاش الوزير ضعيف جداً، وأنا التحقت بالعمل الحكومى منذ 40 عاماً وتوليت منصب وزير وإجمالى معاش أتحصل عليه هو 2500 جنيه فقط، وهذا شىء سيئ جداً ويعد مأساة.
■ كيف ترى أداء الحكومة الحالية؟
- أداء غير مرضٍ، ويفتقد وضوح الرؤية والاستراتيجية، إيه الخطة الموجودة وما الذى تحقق منها، نحن كدولة كنا نسير منذ 60 عاماً فى طريق التنمية مع دول أخرى، لكن كل الدول التى بدأت معنا تقدمت ونحن تقهقرنا، لأنه لا يوجد تخطيط استراتيجى طويل المدى، ولا مركزية فى اتخاذ القرارات، والولايات المتحدة الأمريكية لم تنجح إلا بالمركزية التى هى فى الأساس مفرخة القيادات.
■ من المسئول عن وضع هذه الخطة؟
- الدولة مسئولة عن التخطيط، وتقوم بعرض هذه الخطة على البرلمان، ونحن لدينا أهداف دون خطة، ممثلة فى استراتيجية 2030، هى مجرد أهداف دون خطة تصل بنا لهذه الأهداف، فهل يعقل أننا إلى الآن لسنا قادرين على تحقيق اكتفاء ذاتى فى أى سلعة، من لا يستطيع تحقيق ذلك عليه أن يغادر المنصب، فلدينا علماء يستطيعون تحقيق الاكتفاء الذاتى، وأنا ضد الخيارات القائمة على اعتبارات أمنية، أريد خيارات مجتمعية ولا بد للدولة أن تصل للناس.
■ كيف ترى أداء الاقتصاد المصرى؟
- من غير المقبول أن يكون 40 إلى 60% من اقتصاد الدولة سرياً، لا بد أن نبتعد عن فكرة «طاقية الإخفاء»، وعندما توليت وزارة التموين وضعت تسعيرة استرشادية وهددت بعمل تسعيرة جبرية، أطلقوا علىَّ حينها أننى رجل دموى، الدولة أصبحت الآن غائبة تماماً وليس لها دور، وتترك السوق للتجار والمستثمرين.