جمال حمدان
"يسبق كلامنا سلامنا يطوف ع السامعين معنا.. عصفور محندق يزقزق كلام موزون وله معنى، عن الأرض سمره وقمره وضفه ونهر ومراكب.. ورفاق مسيرة عسيرة وصورة حشد ومواكب"، لم يجد "الفاجومي" أجمل من هذه الكلمة في قصيدته العظيمة "مصر يا أما يا بهية"، ليقدمها صلاة على باب محراب العاشق العظيم الخالد جمال حمدان، صاحب شخصية مصر، وصاحب عبقرية المكان، حسبما وصفه في مقدمة برنامجه.
الراحل أحمد فؤاد نجم، اختار واحدة من روائعه مع "الشيخ إمام"، ليهديها لروح "حمدان"، الذي وصفه بالعبقري، في برنامجه "حبايبنا"، الذي ظل يقدمه لسنوات على شاشة قناة "دريم"، واستضاف في تلك الحلقة، اثنين من رفقاء مسيرة "حمدان"، هما يوسف القعيد والدكتور محمد نصر محروس، تلميذ جمال حمدان، للحديث عن مسيرته.
لم يكن "الفاجومي" وحده من احتفى بـ"حمدان" وإبداعاته، ففي عام 2011، خرج للنور الفيلم التسجيلي "شخصية مصر" عن مسيرة جمال حمدان، سيناريو وإخراج وليد الطويل، وظهر في بعض لقطاته ومشاهده الفنان عبدالعزيز مخيون في شخصية جمال حمدان، وناقش الفيلم مسيرته من وجهة نظر مؤلفه ومخرجه، والذي يؤكد "أن ما كتبه جمال حمدان قد نال بعد وفاته بعضًا من الاهتمام الذي يستحقه، إلا أن المهتمين بفكر جمال حمدان صبوا جهدهم على شرح وتوضيح عبقريته الجغرافية، متجاهلين في ذلك ألمع ما في فكر حمدان، وهو قدرته على التفكير الاستراتيجي، حيث لم تكن الجغرافيا لديه إلا رؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية لكل تكوين جغرافي وبشري وحضاري ورؤية للتكوينات وعوامل قوتها وضعفها، وهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل وذو بعد مستقبلي أيضًا".
"راهب العلم.. عاشق مصر والعروبة والإسلام"، هكذا احتفت الإذاعة المصرية بـ"جمال حمدان"، حيث قدمت مسيرته وحياته في إحدى حلقات "البرنامج الخاص"، كتبها للإذاعة وقتها محمد السيد عيد، ورواها عبدالصمد دسوقي بلسان المفكر الراحل، وتناولت مسيرته العلمية، وحياته الشخصية، وأيضًا تطرقت لحبه للموسيقى والرسم والخط العربي.
تعليقات الفيسبوك