الصحف البريطانية: فوز مرسى انتصار للديمقراطية فى مصر
انتقلت الضبابية التى تحيط بنتائج جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية إلى الصحف البريطانية وسيطر «عدم اليقين» على تناولها لتلك النتائج، وإن انحاز بعضها إلى النتائج التى أعلنها الحرية والعدالة وأيدتها مؤسسات إعلامية مستقلة أفادت بفوز محمد مرسى، فيما توقعت تلك الصحف مزيدا من الاضطرابات والفوضى فى مصر فى ظل سيطرة العسكرى على السلطة فعليا ورفض القوى السياسية الإعلان الدستورى المكمل، الذى يقلم أظافر الرئيس ويجعله ديكورا للعسكر، وتمسكها باستمرار البرلمان وتأسيسية الدستور.
وذكرت صحيفة «الجارديان» فى افتتاحيتها أمس الأول أنه «خرجت نتائج أولية تفيد بفوز مرشح الإخوان المسلمين، محمد مرسى، وإذا ما أُعلن فوز مرسى رسميا ستكون الديمقراطية قد وجدت سبيلها إلى مصر وفشلت الأموال الضخمة والألعاب القذرة وإشاعة الخوف التى غلفت نظام مبارك واعتمد عليها أحمد شفيق فى حملته الانتخابية فى تغيير النتيجة».
وأضافت الصحيفة: «أكبر خطأ ارتكبه المجلس العسكرى هو ترك قضاته فى المحكمة الدستورية العليا يعلنون بطلان مجلس الشعب ذى الأغلبية الإسلامية قبل يومين من انطلاق جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية بما أسهم فى ترجيح كفة مرشح الإخوان محمد مرسى». وتابعت الصحيفة: «إذا كان الإخوان قد أهدروا التعاطف الشعبى معهم بأدائهم السيئ فى البرلمان وفقدوا أصواتا عديدة فى الجولة الأولى من الرئاسة كنتيجة لذلك، أعاد حكم المحكمة صورة الإخوان فى الشارع المصرى كضحية ولكن لقرارات المجلس العسكرى هذه المرة».
ولفتت الصحيفة فى تقريرها إلى أن «القادم فى مصر سيغلب عليه الفوضى والاضطرابات.. المجلس العسكرى حل البرلمان والنواب يصرون على عدم تنفيذ حكم المحكمة، وهناك أيضا خلاف مشابه حول اللجنة التأسيسية»، مؤكدة أن «مرسى كرئيس سيتعامل مع اللجنة التى انتخبها البرلمان وسيدعوها للاستمرار فى عملها»، ورأت الصحيفة أن الشعب المصرى فقد الرهبة من الحكام الفراعين، ومرسى الآن فى وضع أفضل مما كان عليه عند حل البرلمان، أحزاب علمانية وقوى ثورية تدعمه وستأخذ عملية انتزاعه لسلطاته وقتا ولكن لا بد من تشارك السلطة مع أكبر عدد من القوى. ولكن الشىء الأول والأهم الآن هو «تنازل العسكرى عنها».
وقالت صحيفة «الإندبندنت» فى افتتاحيتها أمس: إنه «بعد ستة عقود من الحكم العسكرى يبدو تفكيك هياكل السلطة القديمة، الدولة العميقة، فى غاية الصعوبة، وفوز أحمد شفيق يعتبر عودة إلى ما هو أسوأ من الأيام السوداء السابقة، فى ظل تحركات المجلس العسكرى باتجاه السلطة».
وأضافت: «نضال مرسى لانتزاع سلطاته كرئيس للجمهورية من العسكرى ضرورة وسيحدد مستقبل مصر السياسى، ومصر بحاجة لرئيس يوحد المجتمع المنقسم بشكل ملفت ويتعاطى مع المشاكل الاقتصادية التى ثثقل كاهل البلاد».
كما ذكر تقرير آخر لـ«الجارديان»، نُشر أمس الأول، للكاتب إيلان بلاك أنه «بعد قفز العسكرى على سلطات الرئيس القادم والسلطة التشريعية بالإعلان الدستورى المكمل، ستكون رئاسة مرسى، إذا تأكد فوزه، أقل بكثير مما كان يحلم به هو وأنصاره ويرهبه خصومه فى داخل وخارج مصر».
وأضاف: «رغبة العسكرى فى السيطرة على مقاليد الأمور وانقلابهم الناعم كان من المحتمل استمراره حتى إذا أُعلن فوز شفيق، والمشير سيكون سعيدا برئيس مدنى ضعيف يواجه اللوم والمسئولية إذا ما تراجع الاقتصاد -العنصر الأهم فى مصر الآن- أكثر مما هو عليه».
وتابع إيلان فى تقريره: «نتيجة لضغوط أمريكية شديدة سيسلم العسكرى السلطة فى موعدها ولكن للعسكرى أيضاً، وهذه المناورة ليست نهاية القصة، الإخوان فازوا، بحسب إعلان حزبهم، وسينظمون صفوفهم استعدادا لمواجهة درامية مع الجيش حول صلاحيات الرئيس».