الصحف الإسرائيلية: تل أبيب يدها مغلولة عن مواجهة الفوضى فى سيناء
اهتمت الصحف الإسرائيلية أمس بالتعليق على الهجمات التى وقعت على الشريط الحدودى المصرى الإسرائيلى أمس الأول، وأرجعتها لحالة الفوضى وانعدام الأمن فى سيناء، وتطرقت أيضاً إلى تصريحات أعضاء بالكنيست شبهت التهديدات فى سيناء بتهديدات قطاع غزة، بالإضافة إلى حاجة إسرائيل إلى التقرب من جماعة الإخوان المسلمين فى حال فاز مرسى.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» فى افتتاحيتها، إن تل أبيب لا يمكنها عمل الكثير لمعالجة الوضع الفوضوى فى سيناء، بعدما خلف هجوم على الحدود قتيلاً إسرائيلياً صباح أمس الأول، وهو ما يعد إشارة جديدة إلى أن انعدام القانون بات أمراً واقعاً فى سيناء.
وأضافت أن تلك الهجمات تعد جزءاً من استراتيجية كبرى انتهجتها حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامى وتنظيم القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى، بهدف زيادة التوترات بين تل أبيب والقاهرة بعد انقضاء عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
وأوضحت الصحيفة أن استراتيجية الإسلاميين نجحت فى استنزاف موارد إسرائيل بإجبار قوات الاحتلال على إعادة توجيهها إلى الحدود، مشيرة إلى أن الجيش المصرى فقد السيطرة على سيناء بعد الإطاحة بمبارك، لتصبح المنطقة تدريجياً «ملعباً» للبدو والجماعات الإرهابية الإسلامية الأخرى.
وأبرزت «جيروزاليم بوست» تصريحات عضو الكنيست اليمينى المتطرف يعقوب كاتس، بأن التحدى الذى تواجهه إسرائيل فى سيناء يشبه التهديدات التى تواجهها يومياً فى قطاع غزة، مع فارق أن إسرائيل يمكنها أن ترد عسكرياً على هجمات غزة، لكن يدها مغلولة -حالياً- فى مواجهة التهديدات التى تأتى من مصر.
وقال كاتس إنه ينبغى على إسرائيل أن تكون أكثر حذراً فى ظل الإخوان، مضيفاً أن من الممكن أن يكون مرتكبو الهجوم من البدو، وهو احتمال يستحق أن يكون موضع اهتمام إسرائيل، لأنه يعنى أن المهاجمين ليسوا من سكان غزة فسحب، بل مصريون تحولوا للإرهاب.
ونقلت الصحيفة نفسها، عن وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق وعضو الكنيست بنيامين بن أليعازر مساء أمس الأول، القول: «ليس لدينا خيار غير إيجاد سبيل لبدء حوار مع الإخوان.. نحتاج إلى أن نساعد مرسى أن يفهم أن مصلحة المصريين هى الحفاظ على السلام مع إسرائيل، وأنها ليست أقل من إدراك الإسرائيليين أن مصلحتهم تكمن فى الحفاظ على السلام معهم».
وتوقعت صحيفة هآرتس أن يبدأ محمد مرسى مع توليه الرئاسة عصراً جديداً فى العلاقات بين مصر وإسرائيل.
بينما رأى محلل الشئون الأمنية فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاى أنه لا توجد علاقة بين الهجوم الذى وقع على الحدود الإسرائيلية المصرية وبين نتيجة الانتخابات المصرية. وقال إن القبائل البدوية فى شبه جزيرة سيناء تخشى بشدة من فقدان سيطرتها على منطقة «تبيض لهم ذهباً»، فى حالة فوز مرسى الذى يميل إلى استمرار الهدوء وعدم التصعيد.
فيما قال مصدر أمنى إسرائيلى لصحيفة «معاريف» إن الجناح العسكرى لحركة حماس يشعر أن قدرة إسرائيل على الرد على الهجمات من سيناء على أراضيها مقيدة حالياً فى ضوء المؤشرات التى تشير إلى فوز مرسى.
وقالت صحيفة «هآرتس» فى تقرير آخر أن هناك حالة من التوتر تسود بعض دول المنطقة ترقباً لظهور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية المصرية، وفى مقدمة هذه الدول إيران خشية ألا تقوم مصر بأى خطوة فى اتجاه تحسين علاقاتها مع إيران، حتى لا تضر بعلاقاتها مع السعودية شريكتها المهمة، التى تخوض صراعاً قوياً ضد إيران منذ فترة طويلة.
وأضافت الصحيفة أن السعودية من جانبها سارعت بإيداع أكثر من مليارى دولار ونصف فى البنك المركزى المصرى وتعهدت بتقديم منح وقروض أخرى لضمان عدم تفكير الإخوان فى التقارب مع إيران.
كما توقعت الصحيفة أن تتأثر العلاقات بين الإخوان المسلمين وإيران بالممارسات التى يقوم بها الأسد لقمع الثورة السورية، حيث إن الإخوان المسلمين يقفون إلى جوار السعودية والغرب، وليس إلى جوار إيران فى هذه القضية، كما وجهوا انتقادات قوية لنظام الأسد.