بالفيديو| مسلسل ولقاء تليفزيوني وعزاء.. هكذا ودع "فاروق الرشيدي" جمهوره
فاروق الرشيدي
لم يكن الموت غريبا عليه، اعتاد جمهوره أن يراه يجسد أدوارا طيبة تتسم بالقيمة قبل أن يرحل يصاحبه تعاطف كل المشاهدين، ليعود "فاروق الرشيدي" ليستخدم النهج ذاته قبل وداع أخير للحياة، فيظهر في عمل تليفزيوني يأتي بعد سنوات طويلة من الغياب، ثم يظهر في حوار تليفزيوني يرسخ فيه عددا من ثوابت لا تخلو من القيمة، قبل أن يمهد لمحبيه قرب موته بزيارة لعزاء صديق يأتي قبل أيام من رحيله.
رغم عشقه للمسلسلات التاريخية وأدوار السير الذاتية، قرر الدكتور فاروق الرشيدي، أن يكون آخر أعماله بصمة حقيقية ترضي شغفه التمثيلي ولا ينساها جمهوره، فالرجل، الذي جسد دور السلطان والقاضي والباشا، انتوى أن يرتدي ثوب عملاق التلحين "سلامة حجازي"، ليصنع "أستاذ الإخراج" علامة واضحة في مسلسل "أهل الهوا" عام 2013.
مواقف عديدة أظهرت عبقرية "الرشيدي" خلال تجسيده لشخصية المنشد "سلامة حجازي"، حيث استطاع أن يظهر مدى أبوية ذلك المنشد التاريخي حينما تبنى "سيد درويش" وقدمه للجمهور بالأسكندرية، وبرع في تجسيد حسرته عندما جحد عليه ابنه "عبد النبي"، قبل أن يستمر "الرشيدي" في ملحمته بتجسيد شخصية "سلامة حجازي" بعد إصابته بـ"شلل" في إحدى قدميه.
ارتبط مع جمهوره بالسماحة وقبول رباني يشعر به كل ناظر إلى وجهه، وربما كان ذلك دافعه في الظهور، خلال لقاء تليفزيوني في أول أيام عيد الأضحى عام 2014، ليتحدث عن تفاؤله الشديد بمصر الجديدة التي عادت إلى أهلها، وذكرياته عن العيد مع أصدقائه طفلا وشابا وشيخا، دون أن يدري "فاروق الرشيدي" أن ذلك اللقاء سيكون آخر ظهور له أمام جمهوره.
آخر مشهد تردد فيه اسم الراحل فاروق الرشيدي كان بمسجد الحامدية الشاذلية منذ إسبوع، بعد أن حضر إلى سرادق المسجد للمشاركة في عزاء المخرج محمد كامل القليوبي، وما كان يعلم الفنان، البالغ من العمر 75 عام، أنه سيكون في نفس المقام بعد أيام ينتظر من يرد له ذلك الواجب ويحضر عزائه، مساء غد، بمسجد "المشير طنطاوي" بالتجمع الخامس بعد يومين من وفاته.