ولـ«تعويم الجنيه» فوائد: اشترى المصرى أو «ما تشتريش خالص»
سوبر ماركت يعلق لافتات «اشترى المصرى»
وفى تحرير سعر الصرف «فوائد».. تصلح العبارة لأن تحل محل المقولة الشهيرة «وفى السفر 7 فوائد»، لما حل بالمصريين من فوائد إثر تحرير سعر الصرف، أما ما يصطلح على تسميته «التعويم»، صحيح أنها ليست فوائد مباشرة، ولم تخفف من آثاره شيئاً، لكنها قد تؤتى ثمارها على المدى الطويل، خاصة أنها تتركز كلها فى جانب «السلوك».
«اشترى المصرى.. اشترى على الأد.. اشترى البديل.. انتظر العروض»، بعضٌ من كلّ استطاع المصريون أن ينتهجوه عقب تطبيق سياسة تحرير سعر الصرف.
البحث عن البدائل.. وانتظار العروض.. والشراء حسب الحاجة
لم يعد المستورد بغيتها فى جولتها الأسبوعية بالسوبر ماركت، لم يترك الغلاء مساحة لدى من استطاع شراء المستورد أن يحافظ على عادته الشرائية، سحر أحمد مُدرسة اللغة الفرنسية بإحدى المدارس الدولية هجرت كل ما كانت تشتريه مستورداً، «خصوصاً فى الأكل»، ورغم قدرتها على الشراء، فإنها تؤكد: «الأول كنت بجيب كل حاجة مستوردة، أنواع الجبن والشيكولاتة وكل الأساسيات والكماليات فى حياتى، عمرى ما اشتريت مصرى، لكن دلوقتى مضطرة أغير عاداتى، مش بس عشان غالى، لكن عشان مش متوفر زى الأول، وآخرى فى المستورد البرفان والهدوم، ومش أى ماركة».
ثقافة الخزين هى الأخرى طالها التغيير، فما اعتادته صباح السيد من شراء سلع بيتها بما يكفى حاجتها لأشهر أصبح مهدداً: «لا السكر ينفع تجيبه وتخزنه ولا الزيت ولا الرز، خلاص باشترى بالكيلو وبلم إيدى مش كل يوم رز، ماله العيش».
حتى البدائل، لم تعد للمستورد فحسب، صارت بدائل للمصرى أيضاً مرتفع الثمن، تروى إيناس السيد تجربتها: «الأجبان المصرية فيه منها الغالى والرخيص، بقيت أشترى الأرخص والجودة كلها واحد»، ليس الجبن وحده، الألبان واللحوم والزيت والصلصة وكل مستلزمات البيت: «بندور على اللى يؤدى الغرض، معندناش رفاهية الاختيار».. «إيناس»، العاملة فى معرض شركة غزل شهيرة، تؤكد أن «تعويم الجنيه علمنا الأدب.. خلاص معادش فيه مجال للدلع»، لا تنتظر «إيناس» عروض الزيت والسكر فحسب، تجد فى السوبر ماركت الشهير فى محيط عملها بالدقى عروضاً على السلع الكمالية، فالشيكولاتة التى ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه ولم تعد هديتها المفضلة لأطفالها، صارت إحدى سلع هذه العروض، وهو ما يبرره عماد، عامل بالسوبر ماركت: «البضاعة لما تتركن كتير وميبقاش عليها سحب بنحطها فى عرض بدل ما تخسر وتبوظ علينا»، تحت هذا البند تأتى حلوى الأطفال والشيكولاتة والكاتشب وأنواع معينة من الجبن ومنتجات الألبان.