«هيكل».. حضرة «الجورنالجى»
صورة تعبيرية
عام على رحيل «الأستاذ» الذى يفتقده أصدقاؤه وتلاميذه ومحبوه
عام كامل لم تطأ فيه قدم «الأستاذ» شقته الكائنة بعمارة مرشاق المطلة على نيل الجيزة، ولم تتعفر بتراب قرية برقاش، حيث يستقر منزله الريفى، عام كامل يمر دون أن يظهر «الأستاذ» على الشاشة الصغيرة ليحلل الوضع السياسى بنبرة صوته المميزة، أو يكتب بقلمه مقالاً يضع فيه خلاصة تجربته فى العمر والمهنة، لن يرتدى ملابسه الأنيقة وربطات عنقه الفاخرة، ولن يطل على جمهور عريض من شباب الصحفيين فى إحدى الندوات ليستمع إليهم قبل أن يستمعوا إليه، بالتأكيد تفتقده مكتبته الضخمة وكتبه الكثيرة، تماماً كما يفتقده أصدقاؤه وتلاميذه ومحبوه، أولئك الذين اقتربوا منه فى حياته المديدة التى تجاوزت التسعين عاماً، أو حتى أعداؤه وخصومه الذين انتقدوه فى حياته وبعد رحيله، هؤلاء الذين يحمّلونه خطايا عصر بأكمله، ناسين أنه لم يكن أكثر من «جورنالجى»، لعب على خيط رفيع يفصل بين الصحافة والسياسة، مجرد صحفى عشق الصحافة فعشقته، واحترفها فمنحته ما لم تمنحه لصحفى قبله ولا بعده، أو كما كان يحلو له أن يطلق على نفسه: «رجل.. قال كلمته ومضى» دون أن يعاند القدر.