حركة المحافظين تثير ردود فعل متباينة: غضب بالإسكندرية.. وأفراح فى القليوبية.. وترقب بأسيوط
محافظ الإسكندرية السابق خلال جولته الأخيرة قبل حركة المحافظين
تباينت آراء المواطنين فى مختلف المحافظات بشأن حركة المحافظين، حيث أعرب العديد من أهالى مدينة الإسكندرية عن غضبهم بسبب تغيير المحافظ اللواء رضا فرحات، بعد نحو 5 شهور على توليه منصبه، بينما علت الفرحة وجوه العديد من أهالى محافظة القليوبية، بعد علمهم بنبأ تغيير المحافظ اللواء عمرو عبدالمنعم، الذى قام بجمع متعلقاته من ديوان عام المحافظة بمدينة بنها فى صمت، بعدما عزف عدد من رؤساء الأقسام والعاملين بالمحافظة عن توديعه أثناء مغادرته مكتبه.
وانتابت حالة من الغضب أهالى الإسكندرية، فور الإعلان عن حركة المحافظين الجدد، وتعيين الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة السابق، خلفاً للواء رضا فرحات، وأعرب عدد من المواطنين الغاضبين عن استيائهم من حركة المحافظين، بقولهم فى عدد من التعليقات: «هى مش لعبة، المدينة مش بيعيش لها محافظ لمدة سنة واحدة، هما ناسيين إننا العاصمة التانية، إسكندرية مش عزبة صغيرة، دى مدينة كبيرة وفيها ملفات مفتوحة».
أهالى «العاصمة الثانية»: «المحافظة مش حقل تجارب».. و«فرحات»: «ما تزعلوش عملت اللى عليا».. و«عبدالمنعم» يجمع متعلقاته فى صمت
وقال «عبدالنبى أبوشال»، أحد أهالى المدينة، إن محافظة الإسكندرية أهملت على مدار السنوات السبع الماضية، من الحكومة، وذلك نتيجة تغير المحافظين أكثر من مرة، الأمر الذى جعلها فى حالة غير مستقرة، وأضاف أن الإسكندرية أصبحت عبارة عن «حقل تجارب»، يتم تغيير المحافظ فيها كل 5 أشهر، مما يؤدى إلى عدم وضوح الرؤية، واختلاف الخطط من محافظ إلى آخر، مشيراً إلى أن المحافظة مليئة بالكفاءات، وليست كغيرها من المحافظات.
بينما أشار إبراهيم بهنسى، أحد الأهالى، إلى أن اللواء رضا فرحات أحدث نقلة نوعية فى محافظة الإسكندرية خلال توليه منصبه، مشيراً إلى أنه استطاع تلافى عدد كبير من المشكلات التى تعانى منها المحافظة، مثل الغرق فى الشتاء، وحل أزمة القمامة، التى عانت منها المحافظة لفترات طويلة، اعتبرت رضوى سعيد أن «تغيير المحافظ الحالى جاء بطريقة عشوائية»، وأكدت أنه لا توجد أى دراسة تم على أساسها تغيير المحافظ، خاصة أنه كان يعمل بشكل جيد للغاية، وأضافت أن القرار سيؤدى إلى حالة من الغضب فى الشارع السكندرى، وأضافت أن محافظة الإسكندرية يجب أن تكون لها اعتبارات أخرى غير باقى المحافظات، خاصة أنها تعد العاصمة الثانية لمصر، وإحدى الوجهات للدول الخارجية.
وعلمت «الوطن» أن اللواء رضا فرحات تلقى خبر تغييره فى حركة المحافظين الأخيرة، أثناء وجوده فى مكتبه صباح أمس «الخميس»، وفور إبلاغه من قبل مكتب وزير التنمية المحلية، قام بجمع جميع متعلقاته استعداداً للرحيل، وقال مصدر بديوان عام المحافظة إن المحافظ وصل فى موعده المعتاد الساعة 8 صباحاً، وبدأ فى مباشرة مهام عمله، ولم يكن على علم بحركة المحافظين، إلى أن تلقى الخبر عبر اتصال مع الوزارة، ووقتها أعلن الخبر لجميع العاملين، بأنه تم تغييره فى الحركة الجديدة، وتعيين الدكتور محمد سلطان خلفاً له، وأضاف المصدر أن «فرحات» أوقف العمل، وبدأ فى تجميع متعلقاته من المكتب، وسلّم على جميع العاملين ولم يبد عليه أى حزن أو غضب أثناء خروجه من المكتب، وقال لبعض الموظفين الذين أعربوا عن غضبهم لرحيله: «ما تزعلوش الحمد لله أنا عملت اللى عليا».
5 شهور فقط هى الفترة التى قضاها اللواء رضا فرحات محافظاً للإسكندرية قبل تغييره فى حركة المحافظين.
وكان آخر تصريح لمحافظ الإسكندرية، قبل ساعات من تغييره، توجيه وكيل وزارة الصحة بزيادة عدد ساعات العمل بقسم تنظيم الأسرة بوحدة العجمى والدخيلة، لتمتد حتى الخامسة مساءً، وتطبيق ذلك على جميع الوحدات والمراكز الطبية على مستوى الإسكندرية، وضرورة رفع المعاناة عن المواطن السكندرى، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، كما أمر بسرعة نقل مواطن يُدعى فتحى فرج محمود، يعانى من بوادر أزمة قلبية ويجلس على الأرض فى وحدة العجمى والدخيلة، إلى مستشفى رأس التين العام على الفور، والتأكد من إيداعه بالمستشفى، ووضعه بالعناية به، وحصوله على جميع الخدمات الطبية اللازمة.
وفى القليوبية، غادر المحافظ اللواء عمرو عبدالمنعم مكتبه عقب إبلاغه رسمياً بتغييره فى حركة المحافظين، حيث قام بجمع متعلقاته من مكتبه، وسط فرحة عارمة بين موظفى الديوان العام، وأهالى المحافظة، فيما رفض عدد من رؤساء الأقسام والعاملين بالمحافظة توديع المحافظ أثناء مغادرته مكتبه، وقال العديد من الأهالى إن المحافظ السابق تفرغ لإدارة صراعاته الشخصية، سواء مع بعض أعضاء الجهاز التنفيذى والنواب، ووصل الأمر إلى حد تحرير مذكرة بحبس 2 من المواطنين أثناء مشاركتهما فى اللقاء المفتوح، فى سابقة لم تحدث بتاريخ المحافظة، فضلاً عن تعيين بعض المستشارين من الخارج بدون أى ضوابط.
وأكد الأهالى أن فترة «عبدالمنعم» شهدت حالة من الارتباك، بسبب كثرة الأزمات والمشكلات، مما كان له الأثر فى توقف العديد من المشروعات، حيث لم يستكمل خلال فترة توليه منصبه، أى مشروع حقيقى على الأرض، فظل «نفق الإشارة» معلقاً، لم يتم تسليمه فى الموعد المحدد له، بالإضافة إلى تجميد مشروع ربط كبارى «الرياح التوفيقى»، ومشروعات تطوير القناطر، ومنطقة السياحة العلاجية فى «عرب العليقات» بالخانكة، وكان الاهتمام الأول ينصب على جولات «الشو الإعلامى» فقط، واستغلال اللقاء المفتوح مع المواطنين فى ترتيب أجواء احتفالية، لاستقباله بالطبل البلدى والمزمار، وحمل الموظفين له على الأعناق.
كما أكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن «المحافظ لم يكن على المستوى المطلوب، وفشل فشلاً ذريعاً، ولم يكن لديه فقه أولويات، وتفرغ للصراعات، ضارباً بآمال وأحلام المواطنين عرض الحائط دون تحقيق إنجاز واحد على الأرض»، وقال النائب صلاح حسب الله إن «المحافظ السابق لم يكن على مستوى طموحات ولا مستقبل القليوبية، وكان غير مدرك لأولويات المحافظة، وكان يهتم بجولاته التى يمكن وصفها بالانتخابية»، بينما قال النائب حاتم عبدالحميد، عضو مجلس النواب عن دائرة القناطر، إن «المحافظ السابق لم يكن يعى قدر مهمته، وتفرغ للصراعات الشخصية، ولم ينجز مشروعاً واحداً على الأرض، وترك المواطنين غارقين فى مشكلات المياه والصرف الصحى والأزمات».
وشهدت القليوبية حالة من الارتباك، صباح أمس، إثر الإعلان عن حركة المحافظين الأخيرة، وتعيين اللواء محمود عشماوى، الذى كان يشغل منصب محافظ الوادى الجديد، محافظاً للقليوبية خلفاً للواء عمرو عبدالمنعم، الذى اضطر إلى إلغاء جدول أعماله ليوم الخميس، والذى كان يتضمن زيارة لمنطقة شبرا الخيمة، حيث طلب من معاونيه سرعة مساعدته فى جمع متعلقاته، وإرسالها إلى محل إقامته بالقاهرة.
ويواجه المحافظ الجديد للقليوبية عدداً من الملفات الشائكة، أبرزها احتواء الأزمات المتلاحقة التى أثارها سابقه مع أعضاء مجلس النواب ووسائل الإعلام وقيادات الجهاز التنفيذى بالمحافظة، خلال الفترة التى شغل فيها منصبه كمحافظ للقليوبية لفترة لا تتجاوز 5 شهور، بالإضافة إلى الأزمات الناجمة عن توقف العديد من المشروعات الخدمية والاستثمارية بالمحافظة، واحتواء الغضب الشعبى المتزايد بين أبناء المحافظ.
وفى أسيوط، تباينت آراء المواطنين بعد تردد أقاويل حول بقاء المحافظ، المهندس ياسر الدسوقى، فى موقعه، فمنهم من أشاد بالقرار ووصفه بأنه «صائب جداً»، مشيرين إلى أن «المحافظ بدأ بداية صحيحة متمثلة فى القضاء على الفساد، أو الحد منه»، بينما أعرب آخرون عن رفضهم لبقاء المحافظ فى موقعه، متهمين إياه بأنه لم يقدم أى إنجازات على أرض الواقع فى المحافظة، وقالوا إن «كل ما نسمعه عن إنجازات مجرد تصريحات فقط».
وشهد ديوان عام المحافظة حالة من الارتباك، وتحركات مستمرة طوال الساعات الـ24 الأخيرة، بعد سفر المحافظ إلى القاهرة بصورة مفاجئة، فى وقت متأخر من مساء الأربعاء، وتضاربت الروايات حول أسباب سفره، حيث قال مكتبه الإعلامى إن لديه اجتماعاً فى وزارة التخطيط، بينما قال أحد أفراد سكرتارية مكتبه إنه سيلتقى وزير التنمية المحلية الجديد، وأكد أن المحافظ قام بتفويض السكرتير العام المهندس محمد عبدالجليل، للقيام بمهام عمله بصفة مؤقتة.