«مريم» بائعة المناديل: «نفسى بابا يكون معاه فلوس علشان ما أبيعش مناديل فى الشوارع»
«أنا نفسى أفضل قاعدة فى البيت وبابا وماما ماينزلونيش الشارع عشان البيع، ونفسى أروح المدرسة بهدوم جديدة وأتعلم، وإخواتى يتعلموا ونلاقى أكل فى البيت كل يوم ونتفرج على التليفزيون.. مطالب مشروعة وضعتها «مريم شريف عبدالله» 10 سنوات أمام رئيس الجمهورية القادم.
مريم ليست طفلة من أطفال الشوارع بل لديها مأوى عبارة عن غرفة تحت السلم بمنطقة «أبوسليمان» ولديها أيضا أب وأم وأخوة ولكن حينما يضيق الأمر وتشتد الأزمة المالية على والدها تنزل مريم ووالدتها التى تحمل طفلها الصغير «يوسف» ليس للشحاتة بل للتجول على المقاهى والكافتريات وحديقة الخالدين بجوار مسجد القائد إبراهيم من أجل بيع المناديل واللبان بهدف كسب لقمة العيش.
واستكملت مريم حديثها ببراءة شديدة لم تفقدها أثناء التجول والبيع بالشوارع وقالت: «والله بابا لما بيكون معاه فلوس وبيشتغل على السيارة بيخلينى أقعد فى البيت ويشترى هو الأكل وكل حاجة وإحنا ماننزلش بس لو ممعهوش بننزل علشان نشتغل وناكل طب حنعمل إيه ماهو (مبارك) السبب فى اللى بيحصل لينا كلنا».
مريم ليست فقط بائعة أوطالبة فى المرحلة الابتدائية بل سياسية أيضا وتتحدث فى السياسة وفى جملة فكاهية قالت: أنا كان نفسى حمدين صباحى يكسب أما «شفيق» ده .. ماينفعش» وقربت من أذنى وهمست بصوت منخفض «أنا أعرف أنه لو مسكها حيعمل زى ماعمل «مبارك» فينا علشان كده أنا مش عايزاه».
واستطردت حديثها ونظرت إلى الكورنيش ووضعت يدها على صورة موضوعة بجوارها لـ«مرسى» وقالت ده ممكن يمسكنا.. صحابى فى المقاهى والكافتريات بيقولوا عليه كويس ده ممكن أما الثانى لايمكن أبدا فى إشارة لشفيق.
قاطعتها: عرفتى منين كل المعلومات دى؟ ردت: بابا بيقرا الجورنال بصوت عالى وكمان كل أصدقائى اللى فى القهاوى والكافتريات بيقعدوا يحكوا فى السياسة وأنا باسمعهم وبأعرف أخبار البلد أصل أنا بحب التعليم والقراءة ونفسى لما أكبر أبقى دكتورة كبيرة أوى.