قرى صناعة «الأثاث» بدمياط للعمل نهاراً والمخدرات ليلاً
صناعة الأثاث فى دمياط تواجه مشاكلات عديدة
فى النهار تدور عجلة العمل فى ورش الأثاث بقرى الشعراء والبصارطة، أشهر مراكز صناعة الموبيليا الدمياطى، لكن ما إن يحل الظلام حتى تتغير الخريطة، وتتحول «خلية النحل» إلى بؤرة للبلطجة وتعاطى المخدرات، فيشغل العاطلون النواصى والشوارع الجانبية فى انتظار «ديلر» يبيعهم الحشيش أو البانجو أو تذاكر الهيروين.
أهالى «الشعراء» و«البصارطة» يشكون من تفشى جرائم السرقة لتوفير ثمن «الهيروين»
محمد حسن، أحد أهالى البصارطة، قال: «حذرنا من انتشار الهيروين فى القرية مراراً وتكراراً، خاصة مع تفشى البلطجة والسرقات فيها، فنحن نعانى من جرائم السرقة المتكررة يومياً من جانب المدمنين الساعين إلى جمع ثمن المخدرات مهما كلفهم الأمر، لذلك نطالب المسئولين بسرعة التدخل للقضاء على الكارثة، بعدما احتل مروجو المخدرات القرية بالكامل». وطالب سعيد الغزلانى، أحد أهالى «الشعراء»، أجهزة الأمن بأن تضرب بيد من حديد على تجار المخدرات المنتشرين فى القرية، مشدداً على أن «صناعة الأثاث تأثرت مع انتشار المواد المخدرة داخل شوارع القرية، فمع حالة الركود الاقتصادى السائدة، واتجاه الكثير من الورش إلى الاستغناء عن العمال، توفيراً للنفقات، اتجه العاطلون إلى تجارة المخدرات لتحقيق المكسب السريع».
وحذر عبده الباز، أحد أهالى البصارطة، من خطورة انتشار المواد المخدرة فى القرية خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن التجار يستهدفون طلبة الجامعات، مشيراً إلى أن «ترويج المخدرات يتم بصورة أكبر فى مناطق ترعة السلام، وعزبة العطوى، والطريق الدولى، ما أدى إلى تفاقم حالات السرقة فى هذه المناطق، ووصل الأمر إلى حد سرقة أسطوانات البوتاجاز، لبيعها فى سبيل الحصول على تذكرة هيروين». مصادر أمنية أكدت لـ«الوطن» أن مديرية أمن دمياط تشن حملات أمنية متواصلة على «الشعراء» و«البصارطة» لضبط مروجى المواد المخدرة، وتحيلهم إلى النيابة العامة تمهيداً لمحاكمتهم، مشدداً على أن «أجهزة الأمن تعمل على مواجهة تجار المخدرات بكل حزم، ولن تسمح بانتشارهم، حرصاً على سلامة الشباب».
الدكتور إبراهيم عسكر، رئيس صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، قال فى تصريحات لـ«الوطن» إن «الصندوق المختص بالعمل على الوقاية والعلاج من الإدمان يتبنى عدداً من البرامج الوقائية، تشمل توعية الفئات الاجتماعية الأكثر عرضة للإدمان، سواء طلبة المدارس والجامعات أو العمال أو الأطفال المهمشين، حيث يتم وضع برامج خاصة بالأسر، وأخرى متخصصة للمهن».
وأضاف: «نقدم الخدمة مجاناً لجميع المدمنين على مستوى الجمهورية، وفى سرية تامة»، مشيراً إلى ارتفاع معدلات الإدمان خلال السنوات الخمس الأخيرة نتيجة عوامل بيئية ومتغيرات ومستجدات تكنولوجية، بالإضافة إلى حالة الانفلات الأمنى عقب «25 يناير»، ما أثّر على زيادة المعدلات لتصل إلى 10.4%، وفقاً لآخر إحصائية فى عام 2014.
وأوضح أن «الصندوق يعمل على عدة محاور فى دمياط، منها توجيه رسائل إعلامية للتعريف برقم الخط الساخن المخصص للعلاج، وتم تنفيذها فى رأس البر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المتطوعين الشباب حملات للتوعية بخطورة الإدمان فى المدارس، ونجحنا فى الوصول إلى 1500 طالب خلال الفصل الدراسى السابق، كما أطلقنا مبادرة لاستهداف 10 آلاف شخص فى رأس البر خلال موسم الصيف الماضى، واستهدفنا أكثر من 2000 عامل بالتعاون مع وزارة القوى العاملة».
وأشار إلى أن «قرى الشعراء والبصارطة وأبوجريدة تشهد انتشاراً كبيراً لتجارة المواد المخدرة، ويأتى الترامادول على رأس قائمة الأصناف الأكثر تداولاً، يليه الهيروين، وأخيراً الحشيش، ويرجع انتشار الترامادول والهيروين إلى اعتقاد خاطئ بأنها تعمل كمقويات، وتساعد على العمل لفترات أطول»، موضحاً أن «نسبة التعاطى الأعلى بدأت تظهر بين الشريحة العمرية من 50 إلى 60 عاماً». وكشف «عسكر» عن معاناة محافظة دمياط من عدم وجود مصحات حكومية للعلاج من الإدمان، نظراً لعدم توافر الكوادر المهنية المتخصصة، موضحاً: «نضطر إلى إرسال الحالات إلى المحافظات القريبة، ونأمل أن ينتهى العمل فى مستشفى دمياط للصحة النفسية فى أقرب وقت، حتى يمكن للصندوق أن يفتتح جناحاً لعلاج الإدمان داخله».