المهرجانات تواجه «تدنى الميزانية» وتعجز عن استضافة المشاهير
ختام مهرجان القاهرة السينمائى
مع زيادة المهرجانات السينمائية فى مصر باعتبارها ظاهرة صحية تؤكد على نشر الثقافة السينمائية فى الشارع المصرى، أصبحت ميزانيتها المحدودة التى تمنحها وزارة الثقافة من خزانتها المتهالكة «بعبع» تحاول المهرجانات القائمة التغلب عليه سنوياً، مع موعد الدورة الجديدة، فيما بدأ القائمون على المهرجانات البحث عن سبل تمويل أخرى بجانب ضغط النفقات، أو الاستسلام لإلغاء المهرجان كحل نهائى بدلاً من الخروج بدورة دون المستوى.
وقال الناقد أمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط، إن الدعم المادى الجيد هو الخطوة الأولى أمام إقامة فعاليات سينمائية ناجحة، والتى يسهل من بعدها توفير كافة التفاصيل والعناصر الأخرى، فالدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائى لم تستطع استضافة نجوم أجانب بسبب ضعف الميزانية بالرغم من أن المهرجان ميزانيته أكبر من ميزانية الإسكندرية.
«أباظة»: «الثقافة» يجب أن توفر ميزانيات للمهرجانات القائمة قبل دعم الجديدة.. و«تعويم الجنيه» وضعنا فى ورطة
وتابع «أباظة»: «بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار الذى أدى إلى زيادة الأسعار بصورة كبيرة ستخلق مشكلة فى إقامة الدورات المقبلة فى المهرجانات، مع زيادة أسعار الفنادق وتذاكر الطيران، ففى الوقت الذى كان ينطبق علينا المثل الشعبى «الشاطرة تغزل برجل حمار» فى الوقت الحالى لن نستطيع تنفيذ ذلك أيضاً، فنحن ميزانيتنا لم تتجاوز مليوناً و200 ألف جنيه، حيث إن المهرجانات خارج نطاق القاهرة تعانى مشاكل فى استضافة كل الحضور من فنانين وصناع سينما، إضافة للنقاد والصحفيين، ما يشكل عبئاً مادياً مضاعفاً على الميزانية، وأعتقد أن المعاناة ستزيد الفترة المقبلة حيث أصبح تقديم فعاليات بمستوى جيد يليق بصورة البلد بالميزانيات المتاحة معضلة أمام القائمين على المهرجانات».
وأضاف: «لدينا كل الكوادر والكفاءات التى تمكننا من تقديم فعاليات على أعلى مستوى، لكن ينقصنا الدعم المادى، وإذا كانت وزارة الثقافة تريد حالياً تدشين مهرجان فى كل محافظة فمن باب أولى أن تقدم ميزانيات كافية للمهرجانات القديمة أولاً قبل أن تضيف للقائمة مهرجانات جديدة».
وقال السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى تنطلق فعالياته 5 مارس المقبل، إن وزارة الثقافة قامت بتخفيض الميزانية الخاصة بالمهرجان 10% بدلاً من الاستجابة لطلب زيادة الميزانية 25% لمواكبة ارتفاع الأسعار الذى انخفضت معه القيمة الحقيقية للميزانية لأكثر من النصف، فضلاً عن انسحاب بعض الجهات من دعم المهرجانات.
أضاف «فؤاد»: «فى فترة قصيرة أصبح المهرجان من أهم ثلاثة مهرجانات فى القارة، وبالتالى يعد المهرجان إضافة، خاصة أنه يلعب دوراً سياسياً كبيراً ويعرف عالمياً بانضباطه فى العناصر المهنية فيما يتعلق بمستوى اختيار الأفلام والضيوف، وحالياً نحن فى حاجة للميزانية للعمل على الدورة الثابتة وذلك بعد تخفيضها وسط زيادة أسعار المطبوعات ومطالبات بزيادة أجور العاملين وغيرها من المصاريف الثابتة ولذلك نحن كنا فى حاجة للزيادة ولكن بعد التخفيض أصبح لدينا احتياج بنسبة 35%، وفى الوقت نفسه لا أرفض التقليل من مستوى المهرجانات سواء بالنسبة للكم أو للكيف، والمهرجان يعانى من أزمة كبيرة وأصرت لجنة المهرجانات على استمرار المهرجان حيث تعمل على توفير الماليات فى أقرب فرصة ممكنة». وتابع: «هناك وضع اقتصادى ضاغط نتمنى ألا يؤثر على المهرجانات القائمة، فضلاً عن المهرجانات المطلوب إقامتها، التى وافقت عليها لجنة المهرجانات والتى يجب أن توفر لها».