اختفاء تمثال «أنطونيادس» بالإسكندرية.. والمحافظ يحيل الملف إلى النيابة
مكان تمثال «أنطونيادس» خالٍ بعد سرقته
فضحت واقعة اختفاء تمثال من حديقة «أنطونيادس» بالإسكندرية، الإهمال فى أقدم حديقة فى مصر، إحدى أقدم الحدائق فى العالم، وتصل مساحتها إلى 45 فداناً، وتحوى تماثيل نادرة، لكنها لا تتمتع بحراسات كافية. ورغم كون حدائق وقصر أنطونيادس، من بين أقدم الحدائق التى أنشأها الإنسان على مستوى العالم، والتى عاصرها ملوك عظام، بداية من العصر البطلمى، مروراً بمحمد على باشا وأثرياء اليونانيين، فإنها أصبحت بعد مرور مئات السنوات مجرد حديقة لا تخضع لرقابة، مما جعل المواطنين يطلقون عليها اسم «الحديقة اليتيمة».
ويرجع إنشاء حديقة أنطونيادس إلى العصر البطلمى، وتملكها محمد على باشا وبنى قصراً بها، وكانت مساحتها تبلغ 45 فداناً، وأضيف وقتها عدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة إلى الحديقة، وفى ما بعد انتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء، وهو البارون اليونانى جون أنطونيادس فى عام 1860، ولهذا لُقبت الحديقة باسمه، ثم بعد وفاته آلت الحدائق والقصر بالميراث إلى ابنه أنطونى الذى نفّذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية فى عام 1918. وأعلنت محافظة الإسكندرية، بعد دقائق من انتشار خبر سرقة التمثال، أن حديقة أنطونيادس غير تابعة للإشراف المباشر والإدارى للمحافظة، بينما صرح اللواء وحيد رضوان، رئيس حى شرق الإسكندرية، بأن حديقة أنطونيادس غير تابعة لحى شرق، ولا حق لها فى الإشراف عليها، ولا تدخل فى نطاق تخصّصات الحى. وقال مصطفى بخشوان، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، إن حديقة أنطونيادس لا تقع ضمن اختصاصات مديرية الزراعة بالإسكندرية، وإنها تخضع لإدارة معهد بحوث البساتين، التابع فى إدارته بشكل مباشر إلى وزارة الزراعة فى العاصمة.
الحديقة الأثرية بلا حراسات أو إضاءة.. و«سلطان» يعد وزير الزراعة بتأمينها.. و«الآثار»: التمثال المسروق غير أثرى.. ولسنا مكلفين بالإشراف على الحديقة
وأضاف «بخشوان» أن مديرية الزارعة مختصة بجميع الحدائق والزارعة عدا حديقة أنطونيادس وحدائق المنتزه، التى تخضع لإدارات منفصلة. وكانت حدائق أنطونيادس بُنيت وأُسست على غرار تصميم حدائق قصر فرساى بباريس، وتوجد بها مجموعة من أندر التماثيل وأشجار غير موجودة فى العالم إلا بتلك الحديقة، وتحولت فى العصر الحالى إلى مجرد مجموعة من الخرابات والأوكار للدعارة وشرب الحشيش، ومرتع للسرقات، خصوصاً بعد سرقة أحد التماثيل النادرة من الحديقة. وخلال زيارة «الوطن» إلى الحدائق عقب سرقة أحد التماثيل النادرة من الحديقة، ظهرت خاوية من الداخل إلا من بعض الزائرين، بلا أمن سوى موظف يقطع التذاكر ويقف حارساً على 45 فداناً، تملأها من الداخل أوكار مغطاة، ومساحات شاسعة. أما المبنى الإدارى التابع لهيئة معهد بحوث البساتين، فقد ظهر خاوياً أيضاً من أى عاملين أو موظفين، وكأنه منزل مهجور. ورفض مدير معهد بحوث البساتين بحديقة أنطونيادس، التعليق على الحادث، قائلاً إن الموضوع فى يد الجهات الأمنية التى ستُحدد من الفاعل. وباستكمال الجولة داخل الحديقة، التى تملأها التماثيل النادرة، ومن أبرزها تمثال إلهة الجمال لليونانيين «فينوس».
وقال مصدر أمنى، بمديرية أمن الإسكندرية، إنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى الجانى أو المشتبه بهم، مشيراً إلى أن الحديقة بها إهمال جسيم فى التأمين. وأضاف المصدر أن أسوار الحديقة منخفضة للغاية، وفى بعض الأماكن غير موجودة، فى الوقت الذى يحرس فيه الحديقة مجرد 3 خفراء دون سلاح، كما أن الحديقة لا توجد بها أنوار كافية للإضاءة، مما يُصعب مهمة تأمينها. وأشار إلى أن وزن التمثال المسروق نحو 250 كيلوجراماً، ومن الممكن أن يتم سرقته وحمله بقوة 6 أشخاص فقط، أو إلقاؤه من فوق السور بواسطة عدد كبير من الأشخاص. وأوضح أنه لا صحة للقبض على بعض العاملين بالحديقة. يقول الدكتور مصطفى رشدى، مدير عام آثار الإسكندرية: إن الآثار ليس لها أى إشراف على التماثيل الموجودة داخل الحديقة. وأحال الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية مدير حدائق أنطونيادس إلى النيابة، وذلك حيال واقعة سرقة تمثال لسيدة من الرخام من الحديقة، نظراً لما يمثله ذلك من إهدار جسيم. مؤكداً أنه تواصل عقب الواقعة مع وزير الزراعة لتأكيد اتخاذ إجراءات تأمينية مثالية لحدائق أنطونيادس من خلال معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، حفاظاً على التراث.