مطروح: السينمات ضحية «عداء السلفية» وإهمال الحكومة
سينما مطروح ضحية الإهمال
رغم وجود عدد كبير من دور العرض السينمائى فى محافظة مطروح، يتركز معظمها فى مدينة مرسى مطروح، فإن تلك السينمات باتت مهجورة وغير مستغلة، مثل سينما مطروح الشتوى فى شارع «علم الروم» وسينما أبوالليل وغيرهما، حتى إن المبانى أصبحت آيلة للسقوط وهجرها الناس، وذلك بسبب الإهمال الحكومى الجسيم وعدم الاهتمام بتلك الدور، وكذلك انتشار الفكر السلفى الذى أثر سلباً على نشاطها، فضلاً عن أن هناك العديد من المراكز والمدن التى حرمت على مر التاريخ من السينما مثل «الضبعة والنجيلة وسيدى برانى وسيوة»، فى ظل وجود نشاط سياحى محلى وأجنبى وجمهور ينتظر فى بعض المدن كمرسى مطروح وسيوة واحتياج مثل هذه الأماكن للاهتمام بدور السينما.
«الزوام»: القوافل الثقافية كانت تجوب المحافظة من الحمام حتى السلوم وتعرض أفلاماً بتوجيهات «عبدالناصر».. و«نفسى أدخل السينما فى مطروح»
ويقول إبراهيم الزوام، وكيل مجلس محلى محافظة مطروح السابق، إن «بداية دخول السينما لمطروح كان فى النصف الثانى من الخمسينات بتوجيهات من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من خلال قوافل ثقافية بها سينمات متحركة على شاشة من القماش وكانت تجوب مراكز مطروح الثمانية كلها من مدينة الحمام شرقاً وحتى السلوم غرباً، وكانت غالباً تعرض أفلامها ليلاً، بجوار أقسام الشرطة للتأمين، منها أفلام لعماد حمدى وممثلين كثيرين، وفى الستينات تم إنشاء دور عرض سينمائى فى مطروح وكانت أول سينما «الشرطة» بجوار مدرسة المعناوى بمدينة مرسى مطروح، وسينما «أبوالليل»، الذى تحول مكانها حالياً إلى نُزل للشباب تابع لنادى مطروح، وبعد ذلك سينما «الثقافة الجماهيرية» التى تحولت لقصر ثقافة مطروح وظلت سنوات طويلة تعرض أفلاماً سينمائية، ثم تم إنشاء سينما السلوم الصيفى، وبعدها السينما الشتوى خلف مديرية التموين وسينما مطروح الصيفى، واستمرت تعرض أفلاماً وتحظى بجمهور لسنوات طويلة، وحتى منتصف الثمانينات كانت دور العرض تعمل فى مطروح، ولم يتأثر جمهورها إلا بعد انتشار أجهزة فيديو فى الثمانينات، ثم تزامن ذلك مع انتشار الفكر السلفى بالمحافظة، وكان معتنقوه يعتبرون السينما من المحرمات وتفسد عقول الشباب وأنها حرب ثقافية على القيم الإسلامية، ما أدى لتراجع جمهور السينما والتحول إلى الفيديو ومشاهدة الأفلام فى المنازل، ثم ظهر الإنترنت، ولم يعد هناك سوى سينما واحدة تعرض أفلامها صيفاً فقط، ورغم ذلك تغلق أبوابها أكثر من 9 أشهر فى السنة فور انتهاء موسم الصيف».
«الضبعة والنجيلة وسيوة» محرومة من دور العرض.. والمحافظ يتعاقد على مجمع سينمات باستثمار سعودى 120 مليون جنيه
«نفسى أدخل سينما فى مطروح بس مفيش ولا واحدة شغالة». بهذه الكلمات تحدث عماد أبواليزيد، من أهالى مطروح، عن حاجة المدينة إلى دار عرض سينمائى، وأضاف: «على مستوى المحافظة لا توجد دار عرض واحدة تفتح طوال العام ومفيش غير واحدة بتفتح شوية فى موسم الصيف، وهى للأسف مكان متواضع جداً لا يليق بمحافظة سياحية كبيرة مثل مطروح، وليس لدينا أى سينما للأسف مجهزة لعرض فيلم لنتمكن من الذهاب إليها، حتى السينما اللى بتشتغل فى الصيف فقط بتضيع علينا الأفلام التى تعرض فى جميع سينمات مصر طوال العام، خاصة فى موسم الشتاء، وجميع هذه الأفلام التى تعرض فى القاهرة بنتحرم منها ولا نستطيع مشاهدتها، ونتمنى أن نرى دار عرض تعمل طول السنة، وأن تكون أسعار التذاكر فى متناول الجميع ويكون فيه خصم للأسر والطبقات المتوسطة والبسيطة حتى نتمكن من دخولها أنا وأولادى وغيرنا ممن يحبون السينما ويتمنون وجودها ليدخلوها، ومتأكد أن تنشيط السينمات سيخلق فرص عمل للشباب».
ويقول هانى عبده، من أهالى مطروح: «أتمنى أن أرى سينما فى مطروح لأنها وسيلة ثقافية مهمة بما تطرحه من أفكار جديدة ومعالجة لقضايا المجتمع، فالسينما تؤثر بشكل كبير فى فكر وتوعية المجتمع، بل وساهمت فى صدور بعض التشريعات مثل فيلم «الشقة من حق الزوجة» الذى ناقش فيه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أزمة ملكية مسكن الزوجية بعد الطلاق، بجانب التأثير الإيجابى للفنانين المحترمين على المجتمع والشباب أكثر من السياسيين»، ويضيف «هانى»: «حرماننا من دور عرض سينمائى فى ظل أهميتها واحتياج المجتمع إليها قضية يجب النظر إليها باهتمام وحلها لأن معظم الأهالى بمطروح لا يشاهدون سينما إلا عندما يسافرون إلى الإسكندرية أو القاهرة».
ويوضح عبده حامد عبدالعاطى، من أهالى مطروح، أن السينما كانت موجودة زمان فى مطروح وحالياً محرومون منها «وفيه أفلام بتنزل دور السينما فى المحافظات الكبيرة كالقاهره وبتفوتنا ولا نعرف عنها شيئاً إلا بعد فترة طويلة، وهناك أفلام مهمة ولم نعرف مدى أهميتها إلا بعدما رأيناها، وهو ما يجعلنا نتمسك بأهمية فتح دور عرض سينمائى فى مطروح»، وأضاف «عبده»: «فيلم (المصلحة) كانت أحداثه تدور بسيناء وعرفنا منه معلومات مهمة عنها لم نكن نعرفها من قبل، بجانب معلومات عن السلاح، وكيف لمواطن شريف أن يساعد رجل شرطة»، مشيراً إلى أن «هناك أفلاماً أخرى تناقش قضايا فى الصعيد بجانب أن هناك أماكن أنا كشاب لم تتح لى الفرصة كى أزورها لظروف عملى لكنى أعرفها من الأفلام، بخلاف المتعة التى توفرها السينما لنا أثناء العرض وهى أفضل كثيراً من المشاهدة فى التليفزيون».
بدوره يؤكد اللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، أنه تم توقيع عقد باستثمار سعودى مع صالح بن ثواب المطيرى، ممثلاً لشركة المرابع العربية، لإنشاء مجمع سينمات على أحدث التكنولوجيا الحديثة لدور العرض السينمائى، وتم وضع حجر الأساس له بسينما مطروح الصيفى القديمة وسيقام المشروع بمدينة مرسى مطروح على مساحة 2000م باستثمارات بلغت 120 مليون جنيه. وأوضح المحافظ أن هذا المشروع يأتى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق التنمية وتغيير محافظة مطروح من جميع الوجوه، مع التأكيد على أهمية محافظة مطروح استراتيجياً واقتصادياً باعتبارها بوابة مصر الغربية.
وأشار المحافظ إلى أنه تم التوافق على مشروع مجمع السينمات، خلال المؤتمر الذى عُقد فى أكتوبر 2015 بعنوان «مطروح مستقبل الاستثمار»، حيث تم دراسة وتقييم المشروعات، من خلال أسلوب علمى يحقق الأهداف الاستثمارية التى تضمن لمطروح العمل طوال العام وليس 3 أشهر الصيف فقط، والموافقة على اعتمادها ضمن المخطط الاستراتيجى للدولة وليس لمطروح فقط وسيخرج المشروع للنور خلال نحو عام ونصف العام.