الغربية: عزوف جماهيرى عن دور السينما بسبب ضعف الأفلام.. و«البركة فى تسريبات الإنترنت»
تجديدات فى بعض دور السينما والمسارح
تعانى مدن ومراكز طنطا والمحلة وزفتى وكفر الزيات وسمنود والسنطة وزفتى بمحافظة الغربية، من ندرة دور العرض، واندثارها بشكل تدريجى، بسبب عزوف الآلاف من أبناء ومواطنى المحافظة عن مشاهدة الأفلام السينمائية العربية والأجنبية نظراً لعدم جودتها، ما دفع بعض العائلات والأسر إلى الاهتمام بجوانب أخرى لشغل أوقات فراغهم، وفى أربعينات وخمسينات القرن الماضى كانت الغربية، وبالتحديد مسرح طنطا، مركزاً لتجمع فنانى الزمن الجميل، الذين أثروا الحياة الثقافية لمواطنى المحافظة، وعلى رأسهم الفنانة أمينة رزق والفنان يوسف وهبى وآخرون، إلا أن الجمهور قرر مؤخراً العزوف عن المسارح ودور السينما لعدم تقديم العروض المسرحية والأفلام التى تناسب ذوق ورغبات مواطنى المحافظة، وخروج البعض منها عن السياق المجتمعى المحافظ.
12 دار عرض تبقى منها 4 فقط.. والبقية تحولت إلى قاعات أفراح ومقاهٍ
ورصدت «الوطن» وجود ما يقرب من 12 دار سينما ومسرح منتشرة فى مدينتى طنطا والمحلة الكبرى وبعض المراكز بقى منها 4 فقط لا تزال تمارس عملها، هى «ريفولى وبانوراما ومصر»، بطنطا، وسينما نادى موظفى شركة غزل المحلة، بالمحلة، بالإضافة إلى سينما الجوهرة، وعرض بعض العروض السينمائية غير المنتظمة على شاشات عرض «داتا شو» فى عدد من الأندية الشعبية لإشباع رغبات أعضاء الجمعية العمومية بمراكز سمنود وزفتى وكفر الزيات وبسيون وقطور وغيرها، ونظرا لاندثار وغياب دور المسرح والسينما لجأ ملاك تلك الدور إلى إغلاقها وتحويلها إلى قاعات أفراح وكافيهات لتحقيق مكاسب مالية أكثر ربحاً بعدما عزف المواطنون عن حضور الأفلام ومشاهدة المسرحيات الفنية بحجة أن محتواها لا يتناسب مع القيم الاجتماعية الشرقية التى تحافظ على قيم الأسر الريفية، بالإضافة إلى تسرب بعض تسجيلات ومقاطع الفيديوهات لأهم الأفلام على مواقع التواصل عقب ساعات من عروضها الأولى، ما دفع الجمهور إلى مشاهدتها دون الحاجة إلى شراء تذاكر السينما باهظة السعر والاكتفاء بمشاهدة الأفلام الجيدة المسربة.
مدير قصور الثقافة: دعمنا مسرح طنطا بـ45 مليون جنيه ولدينا مسارح بالمراكز لرعاية المواهب الشابة
ولم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للمسارح التى أغلقت أبوابها بعد أن تعرضت للتصدع، وأصبحت آيلة للسقوط بسبب تجاهل أجهزة الدولة وقياداتها على مستوى ديوان محافظة الغربية وقطاعات وزارات الآثار والثقافة والمالية، وعدم توفير الدعم اللازم لتطويرها، وسط تجاهل أعضاء البيت الفنى للمسرح لتقديم أى عروض تساهم فى عودة الجماهير إلى خشبة مسرح المحافظات واقتصار تلك العروض على مسارح مدن ومحافظات القاهرة والإسكندرية وأسوان والأقصر والجيزة.
وقال جابر سركيس، مدير فرع هيئة قصور الثقافة بالغربية، إن الهيئة قررت دعم مسرح طنطا بـ45 مليون جنيه، ولدينا مسارح فرعية على مستوى 8 مراكز لدعم المواهب الشابة ونسعى لضم مسرح مدينة المحلة للهيئة لخدمة ونشر الفكر والوعى الثقافى، وأشار إلى أن وزارة الثقافة تعد العديد من المشروعات الثقافية التى تهدف إلى خلق جيل من البراعم على مستوى مسارح قصور الثقافة بطنطا والمحلة وكفر الزيات وسمنود وغيرها لتقديم عروض مسرحية ناجحة، لافتاً إلى أن فرع «الثقافة» بالمحافظة لديها ما يقرب من 6 فرق مسرحية من أبناء عائلات المحافظة، أبرزها فرقة مسرح ثقافة غزل المحلة التى تشارك فى بطولات الثقافة والشركات وتلقى عروضها استحسان الجمهور كونها أسست منذ أكثر من 40 سنة، وأوضح «سركيس» أن اهتمام الدولة بإحياء الفن المسرحى والثقافى ورعاية المؤلفين من الأدباء والمثقفين الحاليين هو رسالة وطنية تهدف إلى الحفاظ على قيم المجتمع، لافتاً إلى أن مسرح طنطا تراث أثرى حقيقى اهتمت الدولة برعايته وأشرفت وزارة الثقافة على تطويره وحمايته من الانهيار والدمار على مدار 7 سنوات تقريباً هى فترة إجراء عمليات التطوير اللازمة له.
وقال تامر أبوالنجا، رئيس مجلس ومدينة المحلة الكبرى، رداً على تساؤلات بعض القيادات الشعبية والشخصيات العامة حول أسباب وتداعيات إغلاق مسرح مجلس مدينة المحلة طوال ما يقرب من 25 سنة، إن هناك محاولات للتنسيق مع وزارة الثقافة لإعداد مركز ثقافى كبير لخدمة أبناء ومواطنى المدينة، وأنه تم تخصيص مبلغ مالى قدره 15 مليون جنيه لتطوير المسرح وإعادة فتحه من جديد خلال 18 شهراً لخدمة المواطنين وتقديم عروض مسرحية هادفة وبنائه»، وقال المخرج المسرحى هشام القاضى، إن الدولة مطالبة باختيار عروض فنية ومسرحية تهدف إلى بناء وتوعية وخلق جيل من المفكرين الواعدين من البراعم والشباب، والاهتمام بتعميم تجربة الفن المسرحى على مستوى مراكز الشباب القروية والتوغل فى القرى والنجوع سعياً لتشجيعهم على إطلاق طاقاتهم المثمرة فى إثراء المجتمع واستغلال طاقاتهم البشرية فى مواجهه أى أفكار إرهابية.
وناشد «القاضى» رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ضرورة التنسيق الكافى بين وزارتى الآثار والثقافة لتوفير حلول عاجلة لحماية الشعب المصرى من مخاطر هدم هويته الثقافية بإطلاق مبادرات عاجلة لمواجهة الأفكار الهدامة ودحرها، وكشف الفنان حسين راشد، ممثل ومخرج مسرحى، عن أن معظم مسارح قصور الثقافة مهمشة ومجهزة للعروض الصيفية فقط، كما أن مساحة خشبة المسرح محدودة، وأعداد المقاعد لا تتسع لاستقبال الجمهور بشكل كاف، لافتاً إلى أن هناك عروضاً يجرى تجهيزها للعرض فى المناسبات الرسمية فى إجازة نصف العام والأعياد.
وقال محمد أحمد، أحد مستأجرى قاعات السينما بالمحلة: «حفلات السينما أصبحت موسمية، والزبون مش بييجى غير فى الأفلام الجديدة اللى بتتعرض فى إجازة عيدى الأضحى والفطر وإحنا بجد بنعانى، أحياناً بنعرض الفيلم لفردين وتلاتة وفعلاً تسريب الأفلام وقف حالنا، ونفسنا الدولة تساعدنا على الاستمرار لكسب عيشنا إما هنقفل أو نغير النشاط ونؤجر دور العرض للحفلات والأفراح ونحولها لكافيهات عشان نلاقى زباين ونقبض عمالنا كل شهر».
وكشفت مصادر داخل ديوان محافظة الغربية وجامعة طنطا لـ«الوطن» أن قاعات المؤتمرات بالمجمع الطبى ومسارح الشركات الحكومية مخصصة لعروض مسرحية خاصة، ولجلسات الندوات والحلقات النقاشية وأحياناً يتم فتحها فى العروض الفنية الخاصة بكبار الفنانين، مؤكدة أن قاعة المؤتمرات بجامعة طنطا لم تستقبل سوى عرضين مسرحيين كان آخرهما مسرحية «غيبوبة» للفنان أحمد بدير، ومسرحية «طرطوف»، وبعض المسرحيات الشبابية والأفلام الوثائقية.