كنائس الإسماعيلية تستقبل أسر العريش وتفتح باب التبرعات و«الإنجيلية» تدعو للاصطفاف خلف القيادة السياسية
إحدى السيدات المتضررات لدى وصولها إلى الإسماعيلية
أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن مطرانية الإسماعيلية، استقبلت كل الأسر المتضررة من جراء الأعمال الإرهابية فى العريش.
وقالت الكنيسة، فى بيان، أمس، إن المطرانية تواصل جهدها فى هذا السياق بالتنسيق مع أجهزة الدولة، وتسعى حالياً لفتح حساب بنكى لتلقى تبرعات للأسر المتضررة، ممن يرغبون فى المساعدة، وأن الكاهن المسئول عن إدارة هذا الموضوع هو القمص يوسف شكرى، بتكليف من الأنبا سارافيم، أسقف الإسماعيلية، لافتة إلى أن أسقف الإسماعيلية يبذل جهداً كبيراً منذ بداية عملية المغادرة بالاشتراك مع فريق عمل من خدام المطرانية لاستيعاب الأسر الوافدة من شمال سيناء، وتلبية احتياجاتها.
نشطاء أقباط: ما يحدث سابقة خطيرة وعلى الدولة حماية مواطنيها.. والإرهاب يسعى لتقويض السلام المجتمعى
وأكدت الكنيسة أن أحداث سيناء تتعمد ضرب الوحدة الوطنية، واصطفاف الجبهة الواحدة فى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى يجرى تصديره لمصر من الخارج، وتعمل على استغلال حالة التوتر المتصاعد والصراع المستعر فى كل أرجاء المنطقة العربية، وأنها على تواصل مستمر مع المسئولين حسب مواقعهم، ومع المحليات لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات.
من جانبها، أدانت الطائفة الإنجيلية بمصر الأحداث الإرهابية، التى وقعت مؤخراً فى شمال سيناء واستهدفت المواطنين، وخصوصاً المسيحيين فى العريش وبعض المدن المجاورة لها، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تستهدف فى المقام الأول النيل من وحدة أبناء الوطن الذين يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم السياسية فى مواجهة الإرهاب الأسود الذى يستهدف تمزيق وحدة هذا الشعب.
وأعلنت الطائفة فى بيان لها أن الكنائس الإنجيلية وبالتنسيق مع الكنائس الأخرى والمسئولين فى الدولة تعمل على توفير كل سبل المعيشة الكريمة للعائلات التى غادرت العريش، إلى أن تعود الحياة هناك إلى طبيعتها، وتستطيع هذه الأسر العودة إلى ديارها والعيش فى أمان.
ووصف إسحق إبراهيم، الباحث القبطى ومسئول ملف حرية الدين والمعتقد فى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، زيادة استهداف الأقباط على الهوية الدينية فى العريش، بأنه سابقة خطيرة، مضيفاً لـ«الوطن»: «ما حدث ينذر بإمكانية تكرار ذلك فى مناطق أخرى، وعلى الدولة أن تحمى مواطنيها وممتلكاتهم، كما أنها مطالبة بتقديم التسهيلات والإعانات لمن يقرر ترك المدينة مؤقتاً على أن تحمى ممتلكاتهم».
وقال مينا أسعد، مدرس اللاهوت الدفاعى بالكنيسة الأرثوذكسية ومؤسس رابطة «حماة الإيمان»، إن ما يحدث فى العريش أمر يستلزم صلوات حارة لتنتهى الأحداث، وما يثير الغضب حقاً ليس الأحداث المؤسفة، وإنما الصمت المريب تجاه ما يحدث.
وأضاف «أسعد»: «ألا يستحق إخلاء مناطق كاملة من المسيحيين أن يحصلوا على كلمة حتى ولو تعزية من القيادات، ففى كل الأحوال مصر هى وطننا الذى لن نتخلى عنه أبداً، والأقباط اعتادوا أن يرووا أرضها بدمائهم، وشهداء العريش ذبحوا لأجل هويتهم كونهم مسيحيين مصريين، والجميع يرفعون الصلاة حتى ينصر الله الجيش والشرطة فى الحرب على الإرهاب».
وقال هانى عزت، مؤسس حركة «منكوبى الأقباط»، إن مغادرة الأقباط من العريش أزمة قومية فى ظل أوضاع أمنية غير مستقرة ما أدى ظهور ردود أفعال غاضبة وسط الأقباط، لكن على الجميع التحلى بالحذر لأن مساحة العريش 750 كيلومتراً، من إجمالى 27 ألفاً هى إجمالى مساحة سيناء، ومع ذلك وجهت القوات المسلحة ضربات موجعة خلال الفترة الأخيرة للتنظيمات الإرهابية، وكبدتها خسائر كبيرة.
وأضاف «عزت»: «الإرهاب يبحث عن شق الصف وتقويض السلام المجتمعى كمرحلة يستطيع من خلالها استعادة قواه، وهو تصرف منهزم، وتلك الأوضاع لن تطول وستنتهى الأزمة خلال شهر».